المحسنات البديعية في قصيدة بانت سعاد
اقسام المحسنات البديعية
وفقا لعلم البديع، فإن تلك المحسنات اللفظية قد تأتي من الفعل “حسن”، وهي جمع كلمة “محسن”، وتعني التجميل وتحسين شيء ما، وحرفي الألف والتاء فيها يدلان على جمع مؤنث سالم، وهذا يختلف عن تعريف المحسنات البديعية المعنوية .
في المصطلحات، التحسين هو العنصر الذي يعود إلى مفهوم الأصالة، ومن خلال التحسينات الرائعة يتم تحسين المعنى وفقا له. وهذا المفهوم ينقسم إلى الأقسام التالية
- الجناس .
- السجع .
- الاقتباس .
- – وعلم التورية في المحسنات البديعية .
شرح المحسنات البديعية في قصيدة بانت سعاد
هناك عدة أنواع من الخيريات الرائعة في القصيدة والتي تتضمن ما يلي
الجناس التام
وهو التشابه والاختلاف بين اللفظين من حيث النطق والمعنى، وفقا لدرس المحسنات البديعية، ويتجلى ذلك في البيت الشعري التالي:
غضبت وأطلقت في اللحم بسبب العرض، وكانت مرفقة بابنات الزور المفتوحة
يحتوي البيت الشعري على لفظين يشيران إلى الجناس التام وهما “عن” و “عن”، والتشابه بينهما يكمن في اللفظ فقط، لكن لكل منهما معنى مختلف، وهما متطابقان في الحروف من حيث العدد والنوع والهيئة، ويطلق عليهما الجناس التام المفرد ويوضح غرض المحسنات البديعية
البيت الشعري الثاني يدل على الجناس
من ضيغم من ضراء الأسد مخدرة ببطن عثر غيل دونه غيل فلفظي غيل
هنا هما الجناس التام المفرد.
الجناس غير تام
يوجد في الشعر لفظان متشابهان من حيث النطق ولكنهما يختلفان في المعنى، ومن أمثلة ذلك بيت الشعر التالي:
اليوم قلبي متبول بعد بانت سعاد، وأصبحت متيما بها حتى لم يفد حزني المكبول
توجد هنا الكلمات اللفظية (متبول) و(مكبول) وهناك تقارب في اللفظ بينهما، ولكن من حيث المعنى، كل منهما له معنى مختلف عن الآخر، فمعنى الكلمة (متبول) هو العشق، بينما معنى الكلمة الأخرى (مكبول) هو الشكل الغريب .
يوجد نوع من الأبيات الشعرية يسمى الجناس المضارع غير التام، حيث تتشابه جميع الحروف فيه تقريبًا ما عدا حرف واحد، ويختلف المعنى بينهما، ومن الأمثلة على ذلك بيتي الشعر التاليين.
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا إلا أغن غضيض الطرف مكحول
والتشابه غير التام المضارع هنا يظهر في (مكبول) (مكحول)، فالحروف متشابهة هنا والاختلاف بحرف واحد هو الباء والحاء والاختلاف في المعنى فالأولى تعني أشكال والثانية تعني رني.
هناك بعض الألفاظ التي تتشابه في اللفظ واللون وتختلف في المعنى، وتُعرف باسم `الجناس غير التام المحروف`، ومن الأمثلة عليه بيتان مثل:.
يا ويحها خلة لو أنها صدقت ما وعدت أو لو أن النصح مقبول
لكنها خلة قد سيط من دمها فجع وولع وإخلاف وتبديل
الجناس غير التام المحروف يتضح هنا في الكلمتين (خلة) و (خلة)، فهما متقاربتين في النطق ومختلفتين في المعنى؛ فالأولى تعني صاحب، والثانية تعني العدو.
هناك نوع آخر من اللفظ يسمى الجنس الإشتقاقي، حيث يشتق اللفظان من كلمة واحدة ولكن لكل منهما معنى خاص به.
وما تمسك بالوصل الذي زعمت إلا كما تمسك الماء الغرابيل
يظهر استخدام الجناس المشتق في اللفظتين `تمسك`، و`تمسك`، حيث تشتق اللفظتان من الكلمة `مسك` ولهما معانٍ مختلفة، إذ تعني الأولى الاعتصام بينما تعني الثانية حمل الإناء .
كما يظهر الجناس الاشتقاقي في بيت الشعر الأتي:
لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم أذنب ولو كثرت عني الأقاويل
ويمكن رؤية الجناس المشتق في اللفظين (أقوال) و (الأقاويل)، حيث تعني الأولى الكلام والثانية تعني الأقاويل الشائعة.
هناك بيت شعر آخر يدل على الجناس الاشتقاقي، وهو.
لقد أقوم مقاما لو يقوم به أرى وأسمع ما لو يسمع الفيل
يتمثل الجناس الاشتقاقي هنا في اللفظين `أقوم` و`يقوم`، واللذين يشتقان من الكلمة `قام` ولهما معانٍ مختلفة، حيث يعني الأول `يقوم` والثاني يعني `المجلس`.
بجانب الجنس الإشتقاقي، يوجد نوع آخر من الجنس يسمى الجنس شبه الإشتقاقي، حيث يمكن أن يشتق كلاهما من كلمة غير الآخر ويكونان متقاربين في المعنى، ويتضح ذلك في البيت الآتي:
وقال للقوم حاديهم وقد جعلت ورق الجنادب يركضن الحصى قيلوا
والجنس شبه المشتق هنا يظهر في اللفظي (قال) (قيلوا) فالأولى تعني يقول والثانية تعني يقبلون.
السجع
هناك نوع آخر من المحسنات البديعية وله أشكال عديدة، بما في ذلك ما يلي:
- المتوازي
يظهر هذا النوع في اتفاق اللفظين في التقفية والوزن، وسُمي بذلك لأن اللفظين يتفقان عند الفاصلتين بالوزن والتفية، ويمكن رؤيته في البيت الشعري التالي:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول
السجع المتوازي يظهر في اللفظين `متبول` و `مكبول`، حيث يتفقان في الوزن لأن كلاهما على وزن المفعول، وتوجد التقفية في الواو واللام.
ومن الأمثلة على السجع بيتي الشعر الأتيين:
فقلت خلي سبيلي لا أبا لكم فكل ما قدر الرحمن مفعول
إن الرسول لنور يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول
يظهر السجع في اللفظين “مأكول” و”مسلول”، حيث يتفقان بالتقفية والوزن لأنهما على وزن مفعول، والتقفية عند الفصلتين بالواو واللام.
الجناس المطرف
يتفق الألفاظ في التقفية في جنس معين، وتختلف في الوزن، ومن الأمثلة عليها تظهر في الأبيات الآتية:
فلا يغرنك ما منت وما وعدت إن الأماني والأحلام تضليل
أمست سعاد بأرض لا يبلغها إلا العتاق النجيبات المراسيل
يتم استخدام السجع هنا في لفظي التضليل والمراسيل، إذ يتفقان في التقفية على الياء واللام، ويختلفان في الوزن، حيث يتبع الأول وزن تفعيل والثاني وزن مفاعيل.
ويظهر الجناس المطرف فالبيتين التاليين أيضا وهما :
يوما يظل حداب الأرض يرفعها من اللوامع تخليط وتزييل
كأن أوب ذراعيها وقد عرفت وقد تلفع بالفور العساقيل
والسجع هنا يظهر في الكلمتين (تزييل) و (عساقيل) وهو نوع من السجع المتطرف لأنهما يتفقان في القافية بحروف الياء واللام ويختلفان في الوزن، حيث تتبع الأولى وزن التفعيل والثانية وزن التفاعي .
ويظهر السجع المطرف في البيتين التالين :
كأن ما فات عينيها ومذبحها من حطمها ومن اللحيين برطيل
يمر كالسلحفاة على خصلة نخلة، في غارز لم تخذله الأطراف
يظهر السجع في اللفظين التاليين (برطيل) (الأحاليل)، وهو نوع من السجع المطرف لأنه يتفقان في التقفية على حرفي الياء واللام ويختلفان في الوزن. فالأول على وزن تفعيل والثاني على وزن مفاعيل .
كما يظهر السجع المطرف في الأتي :
مهلا هداك الذي أعطاك نافلة ال قرآن فيها مواعيظ وتفصيل
لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم أذنب ولو كثرت عني الأقاويل
يظهر السجع هنا في التفصيل اللفظي والأقوال، وهو سجع مطرف لأنهما يتفقان في التقفية بحرفي الياء واللام، ولكن يختلفان في الوزن، حيث يكون وزن الأولى تفعيلًا ووزن الثانية تفاعيلًا .