غرض المحسنات البديعية
الغرض من انواع المحسنات البديعية
عرفت البلاغة في اللغة العربية بثلاثة علوم : المعاني والبيان والبديع وهي علوم متضافرة .فعناصر البلاغة في اللفظ والمعنى تكسبها وتمنحها تأثير حسن وهو علم يعرف به المزايا والوجوه التي تزيد الكلام حسنا على حسنه وتنقسم المحسنات البديعية الى قسمين منهم من يتعلق بصورة اللفظ والآخر يتعلق بصورة المعنى (الزينة المعنوية ) .
فعلى سبيل المثال، تظهر المحسنات البديعية في قصيدة `بانت سعاد` معانيها ورونقها، عن طريق استخدام الاقتباس، وهو تضمين شيء من الأحاديث أو آيات الذكر الحكيم، من غير دلالة على أنها منهما، ويمكن أن يؤثر ذلك في الأثر، قليلا.
ظهرت قديما مدارس تعمقت في علم المعاني والبديع مثل الزمخشري والسكاكي وابن الأثير الذي كتب في مقالاته عن المحسنات البديعية اللفظية (صناعة لفظية) ومحسنات البديعية المعنوية (صناعة معنوية)، أما عن أنواع المحسنات البديعية فنوعان منها:
المحسنات البديعية اللفظية: تعتبر البلاغة فنا يتضمن عددا من الأساليب مثل التجنيس والتصريع والموازنة وتكرير الحروف. ووفقا لابن الأثير، يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام، وقد كتب عن ذلك في كتابه السائر، حيث يدرس النوع الثاني من البلاغة وهو المحسنات البديعية المعنوية بين التطبيق والطباق والتضاد. وتظهر المطابقة بأنواعها ويظهر التضاد وخفاؤه، كما يوجد فرق بين المطابقة والمقابلة. ويعد هذا التقسيم فنا من فنون البلاغة المعنوية .
تشمل المحسنات البديعية اللفظية الجناس، الذي هو فن بديع لفظي يستخدم التجنيس فيه، وينقسم إلى قسمين تام وغير تام .
عند الحديث عن تعريف المحسنات البديعية المعنوية، يجب علينا أن نشير إلى الجهود العلمية الجادة التي قام بها ابن المعتز في تأسيس علم البديع بمصطلحاته المستخدمة من قبل من بعده مثل قدامه بن جعفر في كتابه “نقد الشعر”، حيث قام بإضافة تسعة أنواع من المحسنات البديعية وتقسيمها إلى فئات .
وفي كتاب الصناعتين لأبي هلال العسكري، تم كشف صورة المثلث البلاغي وغيرها من الصور …
تعريف المحسنات البديعية
يُعد فن البديع من أهم الموضوعات البلاغية كعلم البيان، ويقال إن الإمام عبد القاهر الجرجاني هو الأول الذي فصّل مسائل علم المعاني والبيان، وتجلى ذلك في مؤلفاته البلاغية .
يشير اصطلاح “الوجوه والمزايا” إلى علم يعرف به الجمال والأناقة ويتميز بالبريق والجمال ، ويتم استحداثه وتطويره للوصول إلى أعلى مستوى .
ومن المحسنات اللفظية لعلم البديع :
- كالجناس :يشير اتفاق اللفظان إلى الفرق بين النطق والمعنى، وينقسم إلى نوعين: لفظي ومعنوي .
- السجع :وهو عبارة عن وجود فاصلتين في الحرف الأخير من النثر.
- والسجع مطرف.
- سجع مرصع.
- سجع متوازي.
- السجع المتوازن.
- الاقتباس :يشير تضمين النثر أو الشعر إلى شيء من القرآن الكريم أو الحديث الشريف .
- حسن الابتداء :- حسن الابتداء أو براعة المطلع هو جعل الكلام رقيقًا وسهلاً وواضح المعنى، بحيث يجذب السامع للاستماع بكليته .
- حسن الانتهاء :الهدف هو جعل آخر الكلام يكون عذبًا في اللفظ وصحيحًا في المعنى .
- الموازنة :تساوي الفاصلتان في الوزن دون القافية، وتوجد أيضا التورية في المحسنات البديعية، وتعتبر التورية لغة المصدر وتسمى التوجيه والايهام، ويتم استخدام لفظ التورية للإشارة إلى المسمى الأولى .
- الطباق :التضاد هو جمع الشيء وضده في الكلام، ويشمل أيضًا جمع متضادين في الجملة، ويتم تصنيفه إلى طباق إيجابي وطباق سلبي.
- المقابلة :أي يأتي بأكثر من معنى ومقابلة يأتي بعده بترتيب وتنقيح .
- تشمل مراعاة التنظير الجمع بين عنصرين يتناسبان مع جهة متضادة ومتعارضة .
غرض البديع من منظور الدراسات الاسلوبية
من المعروف أن البلاغة العربية وعلم البديع كانا سببا رئيسيا في تأسيس الدراسات الأسلوبية ، وخلالهما يتم تمكين النص من القدرة التعبيرية ، ويعد المحسن البديعي أداة تعبيرية ومن مظاهر البديع وحركاتها اكتشاف علاقات حتمية فرضتها اللغة.
الطباق هو نوع من التقابل في المعنى، حيث يتم استخدام مفردات متقابلة لتعزيز السطح الصياغي أو لتوسيع منطقة العمق الدلالي .
حدد الدكتور جميل عبد المجيد خاصية التتابع أو الاستمرارية لإعادة بناء النص في جوانبه الجمالية .
تقدر الدراسات الأسلوبية الحديثة قيمة الجوانب الجمالية (في إنتاج الخطب وتركيبها)، وتركز هذه الدراسات على تحسين الجمالية .
يعتمد المحسن البديعي في علم البديع على التحليل الأسلوبي والتعبير الطبيعي، ويستخدم طرقًا مثل الجناس والسجع والمقابلة لتقريب المعنى المقصود وتأكيد المدح بما يشبه الذم .
تشكل كل هذه الطرق الفنية الرائعة ظواهر فنية جديدة تفرضها التغيرات والتحولات المتعددة، إلى جانب أثرها الفني الذي يبرز الطابع الفطري والعفوي، ويهدف إلى استخدام الجمالية بطريقة فنية. فالمحسن الفني الماهر هو من يتقن فن البحث عن المعاني والدلالات في قوالب لفظية، التي تستثير إعجاب المتلقي .
اوجه المحسن البديعي ونتاج اثره
يرتكز مفهوم التناسب في تفسير القرآن والبلاغة على قاعدة متينة، حيث أكدت الدراسات أن السور القرآنية تتميز ببنائها اللغوي وتكوينها التعبيري، وقد تم التأكيد فيها على أن التناسب البديع في القرآن الكريم له أوجه متنوعة، حيث تظهر دلالاته من خلال الروابط الموضوعية والعضوية
فإن البحث في التناسب القرآني وربطه بالمظهر البديع هو واحد من أبرز آليات بناء النص اللغوي على مستوى الوحدات المكونة للمعجمية الصوتية والدلالية .
دروس المحسنات البديعية وتراثها الجميل فتحت لنا آفاقا جديدة للبحث والدراسة في فهم الجمالية، وتوازي العلاقات الفنية المهمة بين فنون البديع لإظهار تأثير المحسن الجمالي، حيث يحقق تكرار التركيب النحوي .
غرض المحسن البديعي وفق علاقة التناسب والتوازي
- المطابقة وهي المولد الدلالي .
- مدارات الطباق المعجمية والاصطلاحية .
ويبدو لنا ان الطباق من اوضح المصطلحات للتقابل ، اذ يرتكز على الجمع بين المتضادات والمعاني المتقابلة في الكلام ، واهم ما يظهر لنا في استخدام المطابقة هي توليد المعنى وبيان مدى الاتصال بينهما ، فالضد او المقابل يجلب الى الذهن الضد او المقابله .اما دالات المطابقة وتناسبها مع الدلالة فإن مظاهر البلاغة لها تقنية دلالية خاصة ، تقود الى فهم الجوانب الجمالية.
تدبيج الكناية :
يلمح الأستاذ الدكتور إياد عبد الودود الحمداني إلى ربط مصطلح طباق التدبيج بين الكناية والطباق، مؤكدًا بذلك أن العرب يتمتعون بنظرة شمولية تختلف عن ما يزعم عنهم .
تدبيج التورية :
هذا النوع من الأطباق يستخدم كلمات معبرة عن الألوان بصيغ دلالية غير ظاهرة على سطح الكلام وذلك لأغراض التورية .
طباق الترشيح :
هناك مظاهر ومناظر في الحياة والكون ذات علاقة بالتضاد، فالشيء المعاكب الأقرب إلى الخطر عند ذكر الشيء المتضاد له، ولذلك انتشرت هذه الفكرة في الأساليب العامة والخاصة .
مفهوم التقابل وابعاده
تتجاوز حدود المطابقة لتشمل التعبيرات اللغوية التعبيرية التي تؤدي إلى التوافق والتقابل، وتحمل التوازن اللفظي والمعنوي في التراكيب اللغوية
سنشاهد تأثير التحسينات الجميلة في الأسلوب والإيقاع واللغة القرآنية، حيث يؤكد لنا أن “الثنائيات المتعارضة ترتبط بالنظام اللغوي كونها بنية تركيبي
الفروق الاسلوبية بين الطباق والمقابلة
يقترب مفهوم المقابلة من المطابقة، حيث يتم إنتاج صلات وثيقة لإظهار عنصر التضاد، ولكن هذا لا يعني أن المقابلة هي نفسها المطابقة، فالمقابلة أشمل في توزيع المتوافقات والمتضادات.
اولهما : يجب أن تكون الأطباق متضادة بشكل حصري، ومن الملاحظ أن الأطباق تتفق بعد الاختلاف، وهذا لا يعني ضرورة وجود مفهوم المقابلة في الاختلاف، حيث لكل منهما خصوصيته الفريدة .
ثانيهما : غالبًا ما يتم استخدام الطباق في الكلام لا بغرض ذكر الضدين، ولكن لتحقيق أعلى درجات البلاغة نظرًا لأن كثرة المتقابلات في الكلام تُعزى إلى ذلك .
المراجع
- علم البديع | الدكتور عبد العزيز عتيق ،علم البديع ،دار النهضة ،ص50 :86
- نقود ادبية | زياد ابو لبن ،نقود ادبية (مقالات في النقد والأدب ، دار الخليج ،ص220 )
- المحسنات البديعية | مجلة القسم العربي ،جامعة بنجاب –لاهور – باكستان – العدد 25 ،2018،ص147
- الباب الثاني ،تعريف البديع ، بحث جامعي| اريس اسماواني ،المحسنات البديعية في سورة المعارج ، الجامعة الاسلامية والحكومية بمالانج ،ص16: 61.
- الفصل الأول مظاهر التناسب والتوازي| هدى صهود زرزور ، المظاهر البديعية واثرها الاسلوبي في التعبير القرآني ،جامعة ديالي ،كلية تربية ،ص30 : 70