الكوليسترول الجيد هل يسبب مشاكل صحية
يشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الكوليسترول يواجهون خطر الإصابة بأمراض القلب، وتبين من خلال الأبحاث التي عرضت في المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لأمراض القلب في ميونخ، ألمانيا، أن الكوليسترول الزائد حتى لو كان من النوع الجيد يمكن أن يسبب الكثير من الضرر على صحة الإنسان، وأن البروتين الدهني هو أحد أسوأ أنواع الكوليسترول ويتكون من مزيج من البروتينات والدهون.
الكولسترول
يعتبر الكوليسترول أحد العناصر الأساسية في جسم الإنسان، وفقا للدكتورة هنري بونال، العالمة في الكيمياء الحيوية الطبية في معهد هيوستن الميثوديست للأبحاث في تكساس. صرحت لصحيفة هيلث لاين قائلة إن الكوليسترول يعتبر مكونا وظيفيا هاما في أغشية الخلايا والبروتينات الدهنية في البلازما، بالإضافة إلى الهرمونات الستيرويدية التي تنظم وظائف الجسم والأحماض الصفراوية التي تساهم في عملية الهضم الطبيعية.
يتم نقل الكوليسترول في الدم إلى المواقع التي يحتاجها، وينقسم إلى نوعين، أحدهما هو الكوليسترول الدهني منخفض الكثافة، وهو النوع الضار الذي يمكن أن يسبب تصلب الشرايين بسبب تراكم الدهون فيها وتضييقها، مما يزيد من خطر الإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية. كما يمكن أن يسبب انسداد شرايين الساقين، ويعرف هذا بمرض الشريان المحيطي.
النوع الثاني هو الكولسترول الجيد، ويسمى أيضا البروتين الدهني عالي الكثافة، ويتميز بأنه يبتعد عن الشرايين ويذهب إلى الكبد حيث يتم تحليله، ومن ثم ينتقل إلى الجسم. ولكن عندما يكون مستوى الكولسترول في الدم مرتفعا جدا، فإن عملية نقل الكولسترول إلى الشرايين تسريع كبير، مما يؤدي إلى العديد من الأمراض الوعائية.
بعض الدراسات التي أجريت عن الكولسترول
أجرت كلية الطب بجامعة إيموري في جورجيا تجربة على ما يقرب من 6000 شخص لدراسة تأثير مستويات الكوليسترول على خطر الإصابة بالنوبات القلبية والوفاة. كان متوسط عمر المشاركين في الدراسة 63 عاما ومعظمهم يعانون من أمراض القلب. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يحتوي كوليسترولهم على مستويات جيدة بين 41 و60 ملغ/ديسيلتر، أقل عرضة للإصابة بنوبة قلبية أو وفاة القلب والأوعية الدموية.
وارتبط انخفاض مستويات الكوليسترول الى أقل من 41 ملغ ديسيلتر من زيادة المخاطر، وقد اكتشفوا أيضا أن الخطر كان أعلى بكثير في الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من الكولسترول أي أكبر من 60 ملغ ديسيلتر، وقالت الأبحاث ان هؤلاء الأشخاص عرضة لخطر الموت بنسبة 50 في المئة تقريبًا بسبب الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو الذين يعانون من نوبة قلبية مقارنةً بمن لديهم مستويات الكولسترول عالية.
وقالت ميندي هار وهي دكتوراه وعميد مساعد في كلية المهن الصحية في معهد نيويورك للتكنولوجيا، قالت انه على الرغم من أن هذا البحث وجد علاقة بين مستويات HDL مرتفعة وخطر الإصابة بنوبة قلبية، قد تشير النتائج إلى أن هذه العلاقة ليس بالضرورة سببًا، لكن يقترح أن يحدث الاثنين معًا في عدد كبير من الأشخاص.
النتائج والخلاصة
أظهرت دراسة نشرت في عام 2017 في مجلة القلب الأوروبية وجود ارتباط قوي بين ارتفاع مستويات الكوليسترول HDL وزيادة خطر الوفاة، حيث تمت الدراسة على أكثر من 50,000 رجل وأكثر من 60,000 امرأة. واستنتجت الدراسة أن ارتفاع مستويات الكوليسترول عالي الكثافة يرتبط بزيادة كبيرة في خطر الوفاة من جميع الأسباب، وليس فقط بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.