الفنان التشكيلي الكويتي بدر القطامي
يمكن للفن التشكيلي أن يسرد لنا تاريخ الحضارات ورقيها. يسطرون الكتاب تاريخ الأمم بأقلامهم، ويسطرون الفنانون تاريخها بفنهم وريشتهم. على سبيل المثال، لولا الفن الذي قدمه الفراعنة والإغريق، لما وصلنا إلى تلك الحضارات العريقة التي خلفت لنا أساس الحضارة الإنسانية برمتها .
من هو بدر القطامي
بدر القطامي هو أحد أهم و أفضل الفنانين التشكيليين و له الكثير من الأعمال الفنية الهامة التي تحكي أجمل الأمجاد عن تاريخ الكويت ، و كيف كانت الحياة في الكويت قديما ، و قد وصل هذا الفنان العظيم إلى قمة المجد و صار الكثيرين يتسابقون في حضور معارضه ، حتى أن كتيبات معارضه صارت مقصد هام لمحبيه ليحتفظوا بها كذكرى للمعرض.
نشأت الفنان بدر القطامي
– ولد الفنان بدر القطامي في حي القبلة و كان ذلك في عام 1943 ، و بعدها انتقل للعيش في العديد من الأحياء الشعبية القديمة ، و قد انتقل إلى العديد من المدارس و تعلم الفن التشكيلي على يد الأستاذ عبد الحميد الفرس ، و الذي كان أول من قام بتشجيعه و زوده بما يحتاج ليتعلم هذا الفن الراقي.
في عام 1958، أقام الفنان التشكيلي بدر القطامي أول معرض له، ثم انتقل إلى مصر في عام 1962 لاستكمال دراسته، وحصل على بعثة دراسية لكلية الفنون الجميلة في إنجلترا، وحصل على درجة البكالوريوس من هناك .
عاد الفنان بدر القطامي إلى وطنه الكويت بعد كل هذا، وبدأت الكويت تشهد بداية خطوط النهضة الحالية، والتي تأثر بها هذا الفنان الرائع وبدأ يسطر تلك الحضارة بريشته كما سطرها المؤرخون بأقلامهم .
بعض أعمال الفنان بدر القطامي
1. لوحات عمارة المساجد
قام برسم لوحتين رائعتين لمسجد سعيد، الذي يقع في فريج السبت، حيث تم رسم اللوحة الأولى بالقلم الرصاص، وفيما بعد بعد سنوات، عندما زار المسجد ووجد أعمال هدم تحيط به، قام برسم لوحة أخرى باستخدام الألوان المائية.
– واللوحة الأخرى قام برسم مسجد السهول ، الذي يقع في شارع سعيد الرفاعي ، وقد كان المسجد في البداية مبني بالمواد التي يصنع منها العشش هو و المباني المحيطة به ، و قد أعيد بنائه بعدها ليصبح محط لتعلم الطلاب الفقه و السنة ، أما عن اللوحة فقد قام الفنان برسمه على حالته الأولى بالأقلام الفلوماستر .
وفي اللوحة الأخيرة، رسم المسجد الخالد الذي يقع غرب المدرسة الأحمدية، وقام الفنان برسم اللوحة بالألوان الزيتية .
2. لوحات الكويت قديما :
– بيوتنا على السيف :
و هي من أجمل لوحات الفنان بدر القطامي ، و يصور فيها شاطئ البحر و هو تحده المنازل الصغير المبنية بالطين ، و يظهر فيها الصيادين على ضفاف البحر ، و سفن الصيد الصغيرة التي تملأ البحر و تعكس اللوحة الحياة الكويتية القديمة و كيف كانت بسيطة و رائعة ، و قد كانت اللوحة مرسومة بالألوان الزيتية .
– حي قديم :
تعكس الصورة شكل الحي الذي كان يسكنه ببساطته وجماله، حيث يتم تصوير بيتين متلاصقين ورجل يستقبل ابنه، وامرأتان بسيطتان يسيران في الشارع، وقد تم رسم اللوحة بألوان الزيت .
– المسقف :
و يصور فيها الفنان الفرجان و هو يغطي سطح منزلين ، و الصورة يعلوها نقوش و رسوم رائعة و قد تم رسمها ب الألوان المائية .
– الهدم :
رسم الفنان صورة للهدم الذي حاولت الحكومة الكويتية تنفيذه على العديد من البيوت والمساجد لتظهر بشكل مختلف، وكان من بين أكثر ما زاد شعوره بالألم رسمه للوحة تصور هدم المساجد القديمة بما في ذلك مسجد الفريج، وتم رسم اللوحة باستخدام الألوان الزيتية.
لم يقتصر عمل الفنان المبدع بدر القطامي على اللوحات التي تم عرضها، بل قدم العديد من الأعمال الفنية الأخرى مثل لوحة حنين إلى البيت القديم وغيرها، والتي تجسدت ببساطة وجمالية الحياة الكويتية القديمة في عقول محبي الكويت .