ادب

الفرق بين النقائض والهجاء بالأمثلة

ما الفرق بين النقائض والهجاء

الهجاء: يشير إلى السب والتجريح وتوجيه العيوب للناس

النقائض: هو الشعر الذي يتعارض به الناس بعضهم البعض ويبطلون به كلام بعضهم البعض

شعر النقائض

ينقسم الأدب إلى فرعين هما النثر والشعر، وينقسم كل منهما إلى مجموعة من الفنون المختلفة التي تختلف وفقا لمحتواها والشكل الفني الذي تنظم به، وينقسم النثر إلى فرعين هما البلاغة والمقال والخطابة والقصة والمثل، بينما ينقسم الشعر إلى فرعين هما المدح والوصف والهجاء والغزل والفخر

تمزج بعض الفنون الشعرية هذه الأشياء تحت فن واحد مع ميزاتها الخاصة، وتهتم بأغراض أخرى للشعر، مثل شعر النقائض الذي بدأ مع بداية ظهور الشعر وازدهر بشكل كبير في العصر الأموي

تعريف النقائض

يظهر تعريف شعر النقائض ارتباط هذا الفن بنفس الكلمات والتقنيات المستخدمة في نفس الحقبة، مما يعني أن فن النقائض الشعرية لم يقتصر على العصر الأموي فقط بل ظهر بشكل مختلف في كل عصر اعتمادًا على احتياجاته الثقافية والاجتماعية وكذلك العوامل البيئية التي أدت إلى ظهوره في تلك الأوقات.

نشأت شعر النقائض في العصر الجاهلي نتيجة لاحتياجات تلك الفترة واستخدامه كوسيلة للتواصل. قد رفعت هذه الشعرية مكانة بعض الأشخاص على حساب الآخرين، حيث كان العصر الجاهلي يستند إلى نظام قبلي منفصل ويعتمد على المقارنة بين تلك القبائل في الأنساب والأخلاق.

وفي عصر صدر الإسلام لم يتوقف هذا الشعر عندما انقطعت عادات الجاهلية، بل استمر وغلب عليه الطابع الإسلامي، حيث بدأ شعراء هذا العصر يتنافسون وينظمون مناظرات مثل حسان بن ثابت وكعب بن مالك، وفي عصر الأمويين، استخدمت الأحزاب السياسية هذا الشعر بينها وازدهر شعر النقائض بفضل ثلاثة شعراء هم: الأخطل والفرزدق وجرير.

النقائض في اللغة

النقض هو إفساد ما تم إبرامه من عقد، وفي الصحاح، يكون النقض هو نقض البناء والعهد، وهو العكس من الإبرام

النقائض اصطلاحاً

النقائض هي شكل من أشكال التعريض الشعري، حيث يهاجم الشاعر شاعرا آخر أو يفخر بنفسه أو بقبيلته أمامه بقصيدة محددة بنمط محدد وقافية محددة. يرد الشاعر الآخر عليه بالاستجابة والرد على نفس النمط والقوافي، ولكنه يدخل فيها هجاء وفخر معاكسين لما قاله الشاعر الأول.

أسباب ظهور شعر النقائض

من أسباب ظهور شعر النقائض:

  • ظهرت القبائل والعصبات القبلية مرة أخرى خلال العصر الأموي مما أدى إلى عودة الهجاء
  • تجذب الناس في البصرة إلى شيء يلهيهم ويمكنهم قضاء أوقاتهم الطويلة به
  • تعزى أسباب تفوق العقول العربية في النقاش والحوار في السياسة والدين إلى نمو العقل العربي وميوله للنقاش والحوار، حيث كان الشعراء يؤلفون شعر النقائض الذي يتفق مع القبائل والأيام والنفوذ.
  • تعود أسباب انتفاضة الزنادقة إلى أسباب سياسية، مثل انشغال الخلفاء الأمويين بالحكم واهتمامهم بأنفسهم وإهمالهم للرعايا، وتعنتهم في السعي نحو السلطة والحفاظ عليها، مما أدى إلى حنق وغضب الشعب عليهم

مقارنة بين جرير والفرزدق

يتميز التعصب القبلي للشاعر الفرزدق بأنه أكبر بكثير من التعصب القبلي لجرير، وربما يعود ذلك إلى الظروف المختلفة التي نشأ فيها كل منهما، مما أدى إلى اختلاف أسلوب كل شاعر، وقد قال الفرزدق:

ترى جارنا فينا يجير وإن جنى             ولا هو مما ينطف الجـــــار يُنطفو

كنا إذا نامت كليب عــن القرى              إلى الضيف نمشي بالعبيط ونلحف

كان الكثيرون يفضلون الفرزدق أكثر من جرير، بمن فيهم عكرمة، وابتُكر “الفرزدق” بالجزالة الفائقة التي تميزت بها (تربة القراطيس) بالمقارنة مع “جرير” الذي كان يفضل الحديث الألين والأسهل، وقد قدم أغلب العلماء الفرزدق على جرير بسبب هذا الاختلاف في الأسلوب، وقد قيل عنه “لولا الفرزدق لذهب ثلث كلام العرب

قال `خالد بن صفوان` بأسلوبه المميز واختلافه بين الشعراء في قوله المعروف: `أما أعظمهم فخرا وأحسنهم عذرا وأسيرهم مثلا وأقلهم غزلا وأحلاهم عللا. الطامي الذي زخر والحامي الذي زأر والسامي الذي خطر، فإن قال فإنه يتكلم بالعربية الفصحى اللسان الطويل المطول `الفرزدق`. وأما الأغزر منهم بحرا والأرقى منهم شعرا والأهتكم لعدوه سترا، فهو الأعز الأبلق الذي إذا طلب لم يسبقه، وإذا طلب لم يلحقه، وهو `جرير`. وكلهم ذوي فطنة وفهم عميق وأرى الشعر بمثابة الزناد

كان الشاعر جرير أرق قلبا وأصدق نفسا، وكان بارعا في فن الغزل والرثاء والنسيب، فالغزل والرثاء دليل على رقة القلب وصدق العاطفة، حيث رثا زوجته برثاء رقيق جدا يمكنه استحضار الدموع من القلوب القاسية، وقال

لو لم يكن الحياء، لهاجني الإستعبار، ولزرت قبرك وقبر الحبيب

كان “جرير” حافظًا للقرآن، بعكس “الفرزدق” الذين تأثر بالطابع البدوي واللغة البدوية، وكان “الفرزدق” بارعًا فى شعر الفخر لما كان له من جسم وغنى وحسب ونسب فقد توفرت لديه كل مقومات ما يفخر به الإنسان وقد قال:

هؤلاء هم آباؤي الذين جاءوا إلي بمثلهم، عندما جمعتنا يا جرير المجامح.

بينما كان جرير فقيرًا وذو نسب ضعيفة.

أبيات من شعر النقائض بين جرير والفرزدق

قال “جرير” فى شعر النقائض:

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا

فابشر بطول سلامةٍ يا مربعُ

إنَّ الفرزدقَ قدْ تبينَ لؤمهُ

حيثُ التقتْ حششاؤهُ والأخدعُ

ومما قال الفرزدق مناقضاً جريراً ومفاخراً:

إنّ الــذي سَـمَـكَ السّـمـاءَ بَـنـى لَـنَـا

بَـيْـتــاً، دَعَـائِـمُــهُ أعَــــزُّ وَأطْـــــوَلُ

بَيْـتـاً بَـنَـاهُ لَـنَـا المَلِـيـكُ، ومَــا بَـنـى

حَــكَــمُ الـسّـمَــاءِ، فــإنّــهُ لا يُـنْـقَــلُ

فرد عليه “الفرزدق” قائلًا:

هَذا الذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ

وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ

هذا ابن خير عباد الله كلهمُ

هذا التقي النقيّ الطاهر العلمُ

رد “الفرزدق” مرةً على هجاء “جرير” فقال:

إن الذي بنى السماء بنى لنا بيتا قويا وراسخا

بناه الملك بيتا لنا، ولكن حكم السماء هو الذي لا يمكن نقله

بيت زراه محتب في فنائه ومجاشع وأبو الفوارس نهشل

فناء بيتك لا يُعتبر مثلهم أبدًا، إذا كان الفعل الأفضل هو العودة

يضرب عليك العنكبوت بشبكته، ويقضي عليك الكتاب الذي أنزل

وعندما ينضج الفاكهة الطازجة، يأخذها سفيان أو يأكل الفاصوليا واللوبيا

الأكثر تقديرا عندما يعتبروا حصتهم، والأكثر كرما عندما يعتبروا الآخرين

الازدحام ليس لكم فقط، لذا انصبوا ورد العشية إليه يخلو المنهل

الملوك قد انتقدوا ثوبنا في قبيلتنا والعابثون يتسللون إلى الحرب

أحلامنا ثقيلة كالجبال وتجعلنا نتصور الدنيا كالجنة إذا كنا نجهل الواقع

فادفع بكفك إن أردت بنائنا، هل يتحلل ذلك في ثهلان ذا الهضاب؟

أنا ابن حنظلة الأغر وأنا من عشيرة الضب في المعمورة

اثنان من الفروع بلغت السماء، وإليهما يعقل كل خائف

يا ابن المراغة، أين خالك؟ إنني خالك حبيش، الذي يعتبر الأفضل في الفعالية

خالي الذي غصب نفوس الملوك وكانت حبة جفنه تعلو إليه

سنهاجم كل قبيلة وأباك خلف الأبواب يزحف

وأنا تركت الحرب عن الكرامة وبنائها، إن اللئيم يشغل نفسه عن الكرام

ابقِ أقوى إذاانكشفت الحروب وتم تدمير ما بناه والدك والأفضل

جرير يرد على الفرزدق

أعددت سماً ناقعاً للشعراء، وسقيت آخرهم بكأس الأولى

عندما وضع ميسمى على الفرزدق وضغط بغيث، جعل أخطل يحمل أنفه

أسَاء الذي سمى السماء مجاشعًا وبنى بناءك في الحضيض الأسفل

لقد بنيت أسوأ منزل يمكن بناؤه، وقد هدمت منزلكم بنفس الطريقة

أنا انهمرت من السماء عليكم، حتى اختطفتك أيها الفردق من عل

أنا في جبل تميم، معقلي وموطن بيتي في اليفاع الأطول

أحلامنا تزن كالجبال رزانة وتفوق جهلنا فعالية الأطول

كان الفرزدق يشبه الذليل الذي يعتاز حين يكون تحت القرمل

فافخر بضبه إن أمك منهمليس ابن ضبه بالمعم المخول

إن الذي سمّى السماء بنى لنا بيتًا على الأرض

تم قتل الزبير في حين كنت تحملين حبوة الحقد الذي لم تتخلصي منه

غدرك بالزبير ومجر جعثنكم بذات الحرمل في منى

الفرزدق يطلب الحماية لنفسه وجعثن كالطريق الملتوي

لا تذكروا حلل الملوك فأنتم بعدهم كالنساء الحائضات اللاتي لم تغسلن

كان الفرزدق يتوسل خاله مثل العبد الذليل الذي يتوسل تحت القرمز

افتخر بأن أمك من ضبّة، فأنت لست بن ضبة بالمعمّ المخول

أخبر بني وقبائلهم أن حلومهم قد فسدت، فلا يتناولوا حبة خردل

الفرزدق يهجو الأخطل

قال “الفرزدق” مرة وهو يهجو “الأخطل”:

إن القصائد يا اخطل فاعترف

وصلت اليك فجرة الارسانٍ

وعلقت فــــــي الثلاثة رابعاً

مثل البكار درقن في الاقران

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى