الفرق بين النص والخطاب
يخلط الكثير من الأشخاص بين النص والخطاب ، ظنًا منهم أن المصطلحين مترادفين ولهما نفس الخصائص والأهمية ، ولكن في الحقيقة يختلف تعريف النص عن مفهوم الخطاب من حيث الأهداف والتركيب والمعنى ، ونتناول معك من خلال التقرير التالي الفرق بين علم النص وتحليل الخطاب ، وكذلك تعريف كل منهما بالتفصيل .
تعريف النص
النص هو أي كلمة يمكن قراءتها، ويشمل ذلك الجمل المكتوبة والأرقام، ويتألف النص من مجموعة من الكلمات والرموز والأرقام التي تنقل رسالة إلى المتلقي .
بالنسبة للوسائل الإعلامية، يتمثل الخطاب الإعلامي والنص في مضمون الرسالة التي يتم توصيلها إلى الجمهور، وليس في شكل الرسالة أو طريقة تقديمها، وفيما يتعلق بالأدب، يعتبر النص المعلومات التي تحتويها بعض المقاطع الكتابية والتي تشكل مجموعة مرتبة من الحروف تتكون من نصوص وترجمات وتعليقات ثابتة .
مفهوم الخطاب
الخطاب هو مجموعة من النصوص التي تهدف إلى نقل معلومات محددة إلى المستلم، حيث يوجد بعض العلاقات بين النصوص داخل الخطاب، وكذلك بين الخطاب وغيره من الخطابات الأخرى .
من الناحية اللغوية ، يعتبر النص كتابة والخطاب كلاما ، وهناك بعض الفروق اللغوية بينهما ، وأبرزها:
يظل النص ثابتا دائما ولا يمكن تغييره بعد كتابته أو طباعته. أما الخطاب فيكون متغيرا وقابلا للتعديل والتغيير أثناء تقديمه للآخرين .
النص هو وسيلة رئيسية لنقل معلومة محددة من زمان إلى آخر، باستخدام لغة مفهومة، أما الخطاب فهو وسيلة للتفاعل الفوري بين الأشخاص .
تعتبر النصوص أكثر تعقيدا من الخطابات، لأنها تعتمد على استخدام الجمل الطويلة والقصيرة وعلامات الترقيم وغيرها من المكونات الأخرى، بينما يتميز الخطاب بالجمل البسيطة والتكرار، باستثناء الخطابات الرسمية والإخبارية والفنية المستخدمة في الأفلام والمسلسلات .
لا يتلقى مؤلف النص ملاحظات فورية من القراء، ولكن يمكن أن تأتي تلك الملاحظات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو الهاتف بعد ذلك. يتمحور الحوار في هذا النص حول التفاعل بين مجموعة من الأشخاص، ويمكن الإبداء بالملاحظات والتعليقات الفورية بسهولة .
يمكن لكاتب النص استخدام بعض العناصر التي تدعم كتاباته مثل علامات الترقيم والعناوين والتصاميم والألوان والرسومات، وهي أشياء يفتقدها الخطاب .
يمكن قراءة النص بسهولة أكثر من مرة وتحليله وإبداء الملاحظات عليه، بينما لا يمكن إعادة الخطاب أكثر من مرة إلا بتسجيله .
تعتمد النصوص بشكل أساسي على النحو أثناء الكتابة، أما في الخطاب، فيمكن استخدام بعض المصطلحات العامية أو بعض العبارات المتكررة .
الفرق بين علم النص وتحليل الخطاب
ظهر مفهوم علم النص حديثا، وهو يعنى بجودة النص والعديد من السياقات المرتبطة به، ويهدف علم النص الأساسي إلى التركيز على جوانب الاتصال النصي وإزالة بعض الجوانب التي تتعلق بالتخصصات العلمية المختلفة، ويتضمن مفهوما شاملا ومتكاملا .
يتضمن النص مجموعة من القواعد الدلالية والنحوية والإدراكية، التي تشملها النصوص المختلفة، كما يحلل مجموعة من الخصائص التي تساعدك على فهم النصوص المعقدة .
تختلف النصوص بينها في الصياغة والسياق والمعنى، ويمكن تصنيفها إلى أنواع كثيرة ومختلفة، ويمكن أن تساعد كل هذه الأنواع في تعديل وتشكيل بعض الاتجاهات الاقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية .
وعلم النص ليس مختصا في البحث في مجال علم النفس أو الاجتماع وغيرها من العلوم الأخرى، ولكن يمكن من خلاله الوصول إلى بعض المعلومات العامة والمعرفة حول النصوص المختلفة ومعانيها .
يعني تحليل الخطاب استخدام العديد من المناهج لشرح وتفسير أجزاء الخطاب والكشف عن أجزاءه المختلفة لجعله واضحًا ومفهومًا، وهو مصطلح يستخدم لتحويل الخطاب المجهول إلى شيء معروف .
يعتمد تحليل الخطاب على تنظيم وترتيب المعلومات بشكل صحيح، حتى يتمكن المتلقي من فهم النصوص الموجودة في الخطاب. وبالتالي، قراءة الخطاب بسرعة ليست تحليلا للنص، حتى إن توقف القارئ عند بعض النصوص بسرعة لفهمها. فالتحليل النصي يتطلب وقتا طويلا لفهم معانيه والدلالات والأهداف المتصلة به، واكتشاف عناصر القوة والضعف فيه. ويتطلب ذلك وجود خبرة كافية وبحث متأن .
وهناك بعض المناهج التي تستخدم لتحليل الخطاب أبرزها :
تحليل البنية
يتم فيه تحليل الخطاب وفقا لبنيته، حيث يركز الباحث هنا على النص فقط، ولا يعطي قيمة للعوامل التي تؤثر على الخطاب أو المؤلف .
التحليل السيميائي
يعتمد هذا النوع من التحليل على منهجين وضعهما كل من العالم في مجال اللغة فردينان دي سوسيرى والعالم في مجال الفلسفة تشارلز ساندرس بيرس .
التحليل المنهجي
يتم فيه الاهتمام بأسلوب الخطاب وتمييز مناطق القوة والضعف به، بما يتعلق بالتراكيب والمعايير اللغوية، ويتم النظر في نمط وقالب الخطاب المستخدم وتحليل تأثيره وجماليته .
يدرس التحليل المنهجي أيضًا كيفية التواصل بين الأشخاص من خلال الخطاب، وترابط الجمل والكلمات والأفعال التي يستخدمها الشخص الكاتب في الخطاب، بهدف الوصول إلى الخصائص النفسية والاجتماعية له .