العوامل المؤثرة في بناء الشخصية

الشخصية تعتبر من أكثر الأشياء التي تساعد في أن يكون الإنسان سويا في المجتمع وأيضا أن مكونات الشخصية تشير إلى أن جميع المحددات والعوامل التي تؤثر في تكوين الشخصية وتشكيلها وهذه هي تكون بالعديد من المكونات.

ومن بين العوامل الرئيسية التي تؤثر في تكوين الشخصية هي العوامل الجسمانية والعوامل العائلية والتعليمية والعوامل البيئية، وتشمل العوامل البيئية الظروف المحيطة بالأشخاص وتأثيرها على شخصياتهم. يتم تشكيل الشخصية منذ الطفولة، ولذلك يسعى الجميع إلى تشكيل شخصية أبنائهم بطريقة صحيحة وسليمة لمساعدتهم على التفاعل بشكل صحيح وسليم داخل المجتمع.

أهم العوامل التي تؤثر في بناء الشخصية

أولاً العوامل الجسمانية

تعتمد هذه العوامل الجسمانية على العديد من الاعتبارات، ومن أهم هذه العوامل هي الوراثة، والمخ، والذكاء، وإفرازات الغدد، بما في ذلك الهرمونات، والشكل الخارجي للجسم. وسوف نقدم لكم العديد من هذه العوامل

المخ والجهاز العصبي

المخ هو الجزء الذي يؤثر على الجهاز العصبي المركزي والأعصاب بجميع أنواعها، وذلك يتوقف على درجة استثارة الشخصية للفرد، ويتميز الكثير من الأشخاص ببطء الاستثارة، بينما يتميز الآخرون بسرعة الاستثارة. والمخ والجهاز العصبي هما من الأمور المرتبطة بالوراثة، حيث يتم تحديد جميع صفاتهما الأساسية من خلالها. كما يؤثر المخ والجهاز العصبي في العديد من النواحي الأساسية

يتم تلقي العديد من الإشارات الحسية وإرسالها إلى المخ ليتم تفسيرها والرد عليها من خلال جميع أعضاء الجسم.

يتم تحقيق التوازن والتوافق الشديد بين أعضاء الجسم وبين وظائف جميع الأعضاء.

– تنظيم وظائف جميع أعضاء الجسم مثل الأوعية الدموية والقلب والغدد يحدث طبيعيا.

يتم التصدي لجميع المواقف الخطيرة والأزمات والاضطرابات من خلال إعداد جميع أعضاء الجسم عن طريق زيادة عدد ضربات القلب وزيادة إفراز العديد من الغدد المعينة بشكل دائم وتقليل إفراز بعض الغدد الأخرى.

الذكاء

إن ارتفاع جميع القدرات العقلية عند الفرد يؤثر على جميع المكونات الشخصية وأنه يوجد هناك العديد من الإشارات الهامة وهي تكون على أن مرتفعي الذكاء يتميزون بالحده الشديدة في الطباع والسرعة في الاستجابة والاستثارة، وأيضاً العديد من الأشخاص يكونوا ذو مستوى ذكاء منخفض وعندهم تبلد وبطئ في الاستجابة وعدم الاستثارة والخمول والقدرات العقلية.

الهرمونات

وهي التي تفرزها الغدد الصماء هرمونات كثيرة، والغدد الصماء تختلف في جميع وظائفها، والغدة الدرقية هي التي تؤثر في سرعة النمو والنضج. أما الغدة الكظرية فهي التي تؤثر على التوازن العصبي والغدد الجنسية، والتي ترتبط بتوازن صفات الرجولة والأنوثة، والبنكرياس يكون له تأثير شديد على الهضم والإحساس بالشعور والتعب والقلق.

ثانياً: الاسرة والتعليم

تؤثر الأسرة بشكل كبير وعميق في تشكيل شخصية الطفل، ويمكن أن تتكون أسس الشخصية في السنوات الأولى من حياته وتستمر لسنوات طويلة، وتكون صعبة التعديل أو التغيير. تلعب الأم دورا كبيرا في بناء شخصية أبنائها ومساعدتهم في التكيف الاجتماعي، وتؤثر دائما في جميع القيم والاتجاهات والمعتقدات بالتعاون مع الوالدين. تؤثر أيضا الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعاطفية في الأسرة التي ينشأ فيها الأطفال في تكوين شخصيتهم. تشير العديد من الدراسات إلى أن ترتيب الطفل بين إخوته يؤثر في تشكيل شخصيته، وأكدت الدراسات أيضا أن وجود الطفل بمفرده يؤثر في تشكيل وبناء شخصيته.

ثالثاً: البيئة

من المؤكد أن البيئة المحيطة بالفرد هي أحد العوامل الهامة التي تساعد في بناء الشخصية. إنها تمنحه العديد من الصفات التي تحيط به وتتأثر به. جميع عناصر الحضارة التي يتفاعل معها الفرد – مثل السمات الجغرافية – لها تأثير قوي في تشكيل السلوك، والدين، واللغة، والنظام الاقتصادي، والنظام السياسي، والقيم المتعلقة بالزواج والطلاق والعادات الاجتماعية. تلعب هذه العوامل دورا كبيرا وحيويا في بناء الشخصية، سواء كانت إيجابية أو سلبية. يتأثر الشخص بالقيم والعادات والتقاليد التي ينشأ عليها في بيئته الشخصية.

أيضا أن العمل يعتبر من الأجزاء الهامة في البيئة وهي التي تؤثر بشكل كبير في شخصية الشخص وتساعد في بناء الشخصية وهذا حيث أن لكل عمل شروطه ومتطلباته التي يجب الالتزام بها جميع العاملين فيها، وهذا يعني أنه يجب الامتثال القوي لجميع الأنماط السلوكية التي يتم تحديدها وأهمية اكتساب المعارف وجميع القدرات الفكرية والحركية الهامة والمرتبطة بأداء العمل. وهذه القدرات تتجاوز تأثيرها على القيم والاتجاهات النفسية العامة. ونجد أن لكل عمل أو مهنة أخلاقا معينة، فالأطباء والمحامون وأساتذة الجامعات لديهم سلوكيات وتقاليد وأخلاق مهنية مميزة تؤثر في سلوكهم.