الام والطفلصعوبات لدى الاطفال

العنف الاسري ومدى تأثيره على ثقة الطفل بذاته

العنف

العنف هو مجموعة من التصرفات غير المرغوبة التي تنطوي على القسوة والإهانة. يستخدم الشخص العنف في تعامله مع الآخرين أو أحيانا تجاه الحيوانات أو أي شيء آخر، مما يؤدي إلى إلحاق الضرر النفسي والجسدي بهذه الأشخاص ويؤثر سلبا على حياتهم، وفي بعض الأحيان يهدد حياة بعض الأشخاص 

وقد عرفت منظمة الصحة العالمية العنف بأنه، (الاستعمال المتعمّد للقوة البدنية أو القدرة، سواء بالتهديد أو الاستعمال الفعلي لها من قِبل الشخص ضد نفسه أو ضد شخص آخر أو ضد مجموعة أو مجتمع، بحيث يؤدي أي منهما إلى حدوث أو رجحان احتمال حدوث إصابة أو موت أو إصابة نفسيّة أو سوء النمو أو الحرمان).

تعريف العنف الأسري ضد الأطفال وأنواعه

تعتبر ظاهرة العنف ضد الأطفال من الظواهر الشائعة في الآونة الأخيرة، وتشكل تهديدا لحياة الأطفال وانتهاكا لحقوقهم، وتهدد سلامتهم وأمانهم. فالأطفال يتعرضون لعدة سلوكيات مؤذية على صعيد النفس والجسد والجنس، والعنف يسبب العديد من المشاكل للأطفال الذين يتعرضون له، وتستمر تأثيراتها على مدى حياتهم حتى يكبروا 

يُعرف العنف الأسري بأنه مجموعة من السلوكيات والأفعال التي تستخدم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ضد أحد أفراد الأسرة بقصد إلحاق الضرر النفسي أوالإساءة اللفظية أو الإيذاء الجسدي أو الجنسي في بعض الأحيان، وعادة ما تكون هذه الأفعال والسلوكيات موجهة ضد الأطفال والنساء 

يؤثر العنف بصفة عامة والعنف الأسري بصفة خاصة على كل مراحل الطفل، منذ نمو وتطوره وبداية تكوين سلوكه ومعرفته بالعالم من حوله، ويؤثر على انطباعاته وانفعالاته، والعنف الذي يتعرض له الطفل في الصغر يبقى عالقا في ذهنه ويحتفظ به في ذاكرته مدى الحياة. يعرف العنف الأسري بأنه إيذاء نفسي أو بدني يرافقه ضرر مادي أو أثر معنوي خلافا للقانون ويستحق العقاب، وتضمن أنواع العنف الموجهة ضد الأطفال أنواعا عديدة، منها ما يلي  

  • الإيذاء البدني: التعنيف هو سلوك متعمد من الأبوين أو أحد مقدمي الرعاية يتسبب في تعرض الطفل للأذى البدني، سواء عبر الضرب أو الحرق أو الربط أو الحبس، وفي بعض الأحيان يكون ذلك غير مباشر من خلال منع العلاج أو الطعام أو عدم تقديمها بكمية كافية، وفي بعض الأحيان يحدث عن طريق عدم الاهتمام بمنع الأذى عن الطفل
  • الإيذاء النفسي: : يتضمن الضرر النفسي للطفل من قبل الأسرة جميع أشكال الإيذاء النفسي، سواء كان من الأبوين أو من أحد أفراد الأسرة أو المحيطين به، ويتسبب ذلك في إصابة الطفل بألم نفسي يعرضه للعديد من الأمراض النفسية، ومنها الاكتئاب. ويتعرض الطفل داخل الأسرة للتهديد، والتخويف، والإهانة، والإيذاء اللفظي، والإهمال المتعمد، والسخرية من تصرفاته، والتقليل من شأنه وشأن الأشياء التي يحبها. كما يعد أسلوب التمييز والتفريق بين الأطفال داخل الأسرة الواحدة إلحاق الأذى النفسي بالطفل، وكذلك عدم إظهار الحب تجاه الطفل بالعطف والطلب من الطفل القيام بأداء بعض المهام التي لا تتناسب مع قدراته البدنية والعقلية
  • الإيذاء الجنسي: في بعض الأحيان، يتعرض الأطفال للاستغلال الجنسي، سواء عبر الاتصال الجنسي المباشر أو من خلال الاعتداء الجنسي القسري من قبل أحد أفراد الأسرة، بسبب رغبتهم الجنسية والإشباع الجنسي مع أشخاص أكبر سنًا منهم، وغالبًا ما يكون الطفل غير قادر على فهم ما يحدث له.

آثار العنف الأسري على الأطفال

 يتسب العنف الأسري في العديد من المشاكل الاجتماعيَّة والنفسيَّة، والبدنيَّة والانفعاليَّة بالتأثير على حياة الطفل مستقبليًا وتحدد مدى ودرجة التأثير السلبي في حياته على قدر ما تعرض له من إيذاء ونوع العنف الذي تلقه الطفل في الصغر حيثُ يواجه الطفل العديد من الآثار الناتجة عن العنف الأسري ومنها ما يلي

  • يفقد العنف الأسري للطفل الثقة في النفس، مما يجعله غير قادر على اتخاذ أي قرار في حياته بسبب التردد والشعور الدائم بالخوف.
  • يتسبب هذا العنف في التأثير على سلوكيات وتصرفات الطفل خارج المنزل مع أقرانه في المدرسة أو الشارع حيث يحاول الطفل تفريغ الطاقة السلبية الموجودة فيه والعنف الذي يتعرض له من قبل الأسرة من خلال سلوكيات وانفعالات خاطئة وغير متناسبة مع المجتمع  
  • يستخدم الطفل العنف الذي تعرض له في حياته كمخزون لحل مشاكله المستقبلية بطريقة عنيفة غير ملائمة لحل تلك المشكلات 
  • يتسبب العنف الأسري في تأثير حياة الطفل وطريقة تفاعله مع الآخرين بطريقة منفعلة، مع حالات من الغضب الشديد غير المبرر 
  • يتسبب العنف الأسري كذلك في ضعف شخصية الطفل والشعور الدائم بالإحباط مما يؤثر بصورة سلبية على تعاملاته وإنجازاته وكافة جوانب حياته مستقبليا. 
  • من الآثار السلبية التي يتسبب بها العنف ضد الطفل هي بناء شخصية متمردة للطفل، حيثُ يقوم برفض جميع الأمور الموجه له دون أي مبرر وذلك دون أنّ يقوم بعرض أي أسباب لهذا الرفض أو عرض حلول بديلة وتسبب هذه الشخصية المتمردة بالتأثير على حياته مع التقدم في العمر.
  • عدم الشعور بالأمان ومشاعره الدفء الأسري.
  • عدم وجود أي قدرة أو مهارة في التفكير والتصرف في أي موقف يتعرضون له 
  • الشعور الدائم بالاستياء تجاه المعنَّف. 
  • يشمل الشعور بالخجل والرغبة في العزلة عن الأهل والأصدقاء أيضًا 
  • الشعور المستمر بالقلق والخوف من أي خطر محتمل يمكن أن يحدث 
  • الرغبة في عدم المشاركة في أي نشاط اجتماعي بسبب الخوف من التعرض لأي موقف محرج.

طرق الحد من العنف الأسري ضد الأطفال

هناك العديد من الطرق التي يجب اتباعها للحد من العنف الأسري ضد الأطفال، ومن بينها: 

  • تهدف توعية الأسرة إلى توعيتها بأضرار العنف الأسري وتأثيره السلبي على حياة الطفل، وتعريفها بأشكال وأنواع العنف التي تؤذي الطفل، ويتم ذلك عبر وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الطفل والمؤسسات المجتمعية مثل دور العبادة والمدارس.  
  • يجب إصدار القوانين واللوائح التي تحمي حقوق الأطفال وتحميهم من مخاطر العنف الأسري لتأمين حياة كريمة لهم.
  • يجب وجود مؤسسات للعلاج النفسي للأطفال الذين تعرضوا لأي شكل من أشكال العنف الأسري ودعمهم نفسيًا ومعنويًا 
  • يتم إنشاء برامج دعم وإرشاد نفسي لجميع المراحل التعليمية من خلال المؤسسات التعليمية 
  • ينبغي القيام بدورات تأهيلية للأسرة وجلسات توعية حول مخاطر العنف الأسري ضد الأطفال، وتعريفهم بكل أشكاله، بالإضافة إلى توعيتهم بطرق الرعاية النفسية والتربية السليمة للأطفال 
  • يمكن مواجهة ظاهرة عمل الأطفال دون السن القانوني للعمل من خلال توعية الأسرة والمؤسسات المجتمعية وأصحاب العمل حول هذا الموضوع 
  • يجب تقديم الدعم النفسي وجميع أشكال الدعم الاجتماعي للأطفال الذين تعرضوا للعنف الجنسي، نظرا لخطورة التأثير النفسي على حياة ومستقبل هؤلاء الأطفال الذين تعرضوا للعنف الجنسي بشكل خاص.  

 أهميَّة حماية الطفل من العنف الأسري

تعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل التي يمر بها الطفل، حيث يؤثر كل ما يعيشه الطفل ويتعلمه في هذه المرحلة على سلوكه وبناء شخصيته وطريقة تفكيره وحياته المستقبلية وإنجازاته وأحلامه التي يسعى لتحقيقها

لذلك، يتطلب هذه المرحلة بصورة خاصة توفير جميع أشكال الرعاية اللازمة التي يحتاجها الطفل في بناء شخصيته وتحديد سلوكه وأهدافه. فهي مرحلة حساسة للغاية وتشكل الأساس الصحيح لبناء وتقوية شخصية الطفل وتحديد مصيره المستقبلي، بالإضافة إلى التكوين النفسي والاجتماعي 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى