لطالما كان هناك شك حول وجود علاقة بين متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS) ومرض السكري من النوع الثاني، حيث يعتقد العديد من العلماء الآن بشكل أكبر أن هذه العلاقة مؤكدة، وأن المرضين يؤثران على بعضهما البعض، حيث يسبب اضطراب PCOS اضطرابا في نظام الغدد الصماء لدى المرأة ويزيد من مستويات هرمون الذكورة (الأندروجين)، ويعتقد أن مقاومة الأنسولين، على وجه التحديد، يمكن أن تساهم في الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، حيث تؤدي مقاومة مستقبلات الأنسولين لزيادة مستويات الأنسولين التي ينتجها البنكرياس .
وفقا لـ Mayo Clinic، هناك عوامل أخرى محتملة مرتبطة بوجود متلازمة تكيس المبايض، وتشمل الالتهاب المزمن والعوامل الوراثية. يختلف تقدير انتشار متلازمة تكيس المبايض بشكل واسع، وتشير التقارير إلى أنها تؤثر على 2.2% إلى 26% من النساء في جميع أنحاء العالم، ويشير بعض التقديرات إلى أنها تؤثر على 6% إلى 12% من النساء في سن الإنجاب في الولايات المتحدة .
أعراض متلازمة تكيس المبايض
متلازمة تكيس المبايض يمكن أن تسبب الأعراض التالية :
1- عدم انتظام الدورة الشهرية .
2- نمو الشعر الزائد .
3- حب الشباب .
4- زيادة الوزن غير المقصودة أو السمنة .
يمكن أن تؤثر على قدرة المرأة على الإنجاب وتسبب العقم، وغالبًا ما يتم تشخيصها عند رؤية العديد من البصيلات في المبيض عند إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية .
متلازمة تكيس المبايض ومرض السكري
بعض النظريات تشير إلى أن مقاومة الأنسولين يمكن أن تؤدي إلى تفاعل سلبي يشمل الغدد الصماء، وبهذه الطريقة، يمكن أن تساهم في حدوث مرض السكري من النوع 2، ويحدث مرض السكري من النوع 2 عندما تصبح خلايا الجسم مقاومة للأنسولين، أو يكون هناك كمية غير طبيعية من الأنسولين، أو كليهما، وأكثر من 30 مليون أميركي يعانون من مرض السكري، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، وفي حين يمكن الوقاية من مرض السكري من النوع 2، أو يمكن التحكم فيه من خلال ممارسة الرياضة البدنية واتباع نظام غذائي صحي، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن اضطراب تكيس المبايض يعتبر عاملا خطيرا ومستقلا في تطوير مرض السكري .
في الحقيقة، النساء اللواتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض في سن البلوغ يتعرضن لخطر الإصابة بمرض السكري ومشاكل صحية قاتلة في مرحلة لاحقة من الحياة. أجرى باحثون في أستراليا دراسة استندت إلى بيانات أكثر من 8000 امرأة، ووجدوا أن النساء اللواتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع 2 بنسبة 8.8 مرة مقارنة بالنساء اللواتي لا يعانين من متلازمة تكيس المبايض. وتعد السمنة عاملا خطرا مهما، ووفقا للأبحاث السابقة، يعاني حوالي 27% من النساء اللواتي يعانين من مرض السكري من النوع 2 قبل انقطاع الطمث من متلازمة تكيس المبايض أيضا .
توصلت دراسة أجريت عام ٢٠١٧ على النساء الدنماركيات إلى أن النساء اللاتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض يكون لديهن أربعة أضعاف احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. كما تميل النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض إلى تشخيص الإصابة بمرض السكري قبل أربع سنوات من النساء الغير مصابات بالمتلازمة. وبناء على هذه العلاقة المعترف بها، يوصي الخبراء بضرورة إجراء فحوصات منتظمة للنساء اللاتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض للكشف المبكر عن مرض السكري من النوع الثاني أكثر من النساء الغير مصابات بتكيس المبايض .
علاقة علاج السكري ومتلازمة تكيس المبايض
من المهم ممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على صحة الجسم، خاصة عند محاربة السمنة ومرض السكري من النوع 2، وتبين أيضا أن ممارسة الرياضة تساعد في علاج الأعراض المرتبطة بـ PCOS، كما تساعد التمارين الجسم على حرق السكر الزائد في الدم. ونظرا لأن ممارسة الرياضة تساعد على خفض الوزن إلى الوزن الطبيعي، فإن الخلايا تصبح أكثر حساسية للأنسولين، مما يسمح للجسم باستخدام الأنسولين بشكل أكثر فعالية، ويستفيد من ذلك مرضى السكري والنساء المصابات بتكيس المبايض .
يُعتبر النظام الغذائي المتوازن مفتاحًا للمساعدة في الحد من خطر الإصابة بمرض السكري وإدارة الوزن، لذلك يجب التأكد من تضمين الأطعمة التالية في النظام الغذائي:
1- جميع أنواع الحبوب .
2- البروتينات الخالية من الدهون .
3- الدهون الصحية .
4- الكثير من الفواكه والخضروات .