الفرق بين الانسولين البشري والحيواني
الإنسولين هو الهرمون الذي يتم إفرازه في الجسم، بالضبط في البنكرياس، لهضم وتحطيم جزيئات السكر وتخزينها في الجسم. عندما يحدث خلل في إفراز الإنسولين أو في قدرة الإنسولين على تحطيم السكر، يزداد مستوى السكر في الجسم ويصاب الفرد بمرض السكري بأنواعه ..
كيف يعمل الانسولين : عندما يتناول الإنسان وجبته الغذائية وتدخل المواد الغذائية في الدورة الدموية، يرسل الجسم إشارة إلى البنكرياس لإفراز الأنسولين، ويزيد مستواه بشكل كبير متناسب مع كمية الغذاء المهضوم، وعندما يتوفر الأنسولين في الدم، يبدأ في تحطيم جزيئات السكر الكبيرة وتحويلها إلى جزيئات صغيرة تنتج طاقة فورية للجسم، ويتم تحويل الجزء الآخر إلى جزيئات تسمى الجلوكوجين وتخزينها في الخلايا الخاصة مثل الكبد والعضلات والدهون، وتحتوي هذه الأعضاء على مستقبلات خاصة لهرمون الأنسولين، حيث تتفاعل معه لتنشيط وامتصاص الجلوكوجين بسرعة للتخزين عند الحاجة إليه .
مرض السكري : هناك نوعان من مرض السكري، النوع الأول هو الأكثر انتشارا والذي لا يتأثر به الجسم ولا مستقبلات الأنسولين، بغض النظر عن إفراز البنكرياس له، لا يشعر الجسم به ولا تنشط المستقبلات الخاصة به بسبب مقاومة الخلايا القوية ضده، وفي هذه الحالة يتم علاجه باستخدام أنواع مختلفة من الأقراص التي تقلل نسبة السكر بطرق مختلفة. أما النوع الثاني الذي يحدث بسبب خلل في إفراز الأنسولين، فلا يمكن للبنكرياس إفراز الأنسولين بسبب أسباب مختلفة، وفي هذه الحالة يتم إعطاء المريض أنسولين صناعي، وفي كلتا الحالتين يعتبر المرض مزمنا ويستمر المريض في العلاج لمدى الحياة .
الفرق بين الانسولين البشري والحيواني :
الانسولين الحيواني : في الماضي، منذ الثمانينيات، قام الأطباء بالحصول على الإنسولين من الحيوانات مثل الماشية والخنازير والماعز، وتعديله كيميائيا ليكون مشابها للإنسولين البشري. بعد استخراج الإنسولين بطرق مختلفة من الحيوانات وإجراء بعض التعديلات الكيميائية، تم تعبئته ليصبح الإنسولين البشري الصناعي الذي يمكن استخدامه. ومع ذلك، كان له العديد من المشاكل، فقد تسبب في حدوث الحساسية ومهاجمة الجسم له باعتباره جسما غريبا، وبالتالي، أصبح استخدامه قليلا جدا
الانسولين البشري : تمكن العلماء والأطباء من استخراج الإنسولين البشري، ومع تقدم التكنولوجيا، اتجهوا إلى استخدام بعض أنواع البكتيريا المعدلة وراثيا لإنتاج وتصنيع الإنسولين البشري، والذي يحتوي على التركيبة المماثلة تماما للإنسولين الطبيعي، دون تدخل كيميائي. ومع ذلك، كانت هناك مشاكل عديدة، وأهمها أن الإنسولين يتعرض للهضم والتكسير عند تناوله عن طريق الفم، لذلك يتم حقن الإنسولين تحت الجلد بطرق مختلفة، وكانت المشكلة الثانية هي مدة وجود الإنسولين في الجسم، والتي تكون قصيرة. لذلك، اتجه العلماء إلى التدخل الكيميائي لتصنيع أنواع مختلفة من الإنسولين البشري بأشكال مختلفة ومدة زمنية متفاوتة ..
انواع الانسولين البشري : هناك أربعة أنواع من الأنسولين البشري، تم تصنيفها بناء على المدة الزمنية وتأثير الأنسولين على الجسم وقدرته على البقاء في الجسم. وهذه الأنواع هي كالتالي
1- الانسولين سريع المفعول (فوري) : يعتبر الإنسولين الطبيعي الذي لا يتم تدخله بأي مواد كيميائية هو النوع الذي يبدأ مفعوله بعد عشر دقائق من الحقن ويستمر مفعوله لمدة أربع ساعات، ويجب تناوله قبل الوجبة بربع ساعة .
2- الانسولين المنتظم : يبدأ تأثيره في الجسم بعد نصف ساعة من الحقن ويصل إلى أقصاه بعد خمس ساعات، ويستمر تأثيره لمدة عشر ساعات، ويجب حقنه قبل الوجبة بنصف ساعة .
3- الانسولين متوسط المفعول : يأخذ شكلا بلوريا معلقا، أي أن حبيباته معلقة في سائل، وذلك لأنه يتكون من مزيج من الأنسولين والبروتينات التي تحافظ على فعاليته لفترة أطول، ويبدأ تأثيره بعد ساعة من الحقن، ويصل إلى ذروته بعد 8 ساعات، ويستمر تأثيره في الجسم لمدة 18 ساعة .
4- الانسولين طويل المفعول : يعتبر هذا الدواء الأطول أمدا وأكثر تأثيرا على الجسم، حيث يبدأ تأثيره بعد مرور خمس ساعات من الحقن، ويصل إلى أقصى تأثير بعد عشر ساعات، ويستمر تأثيره في الجسم لمدة 24 ساعة .
5- الانسولين المختلط : هو النوع الأكثر شيوعا، ويشمل خلط نوعين من الأنسولين معا، أحدهما ذو تأثير سريع والآخر ذو تأثير متوسط أو بطيء، وذلك لتوفير حماية سريعة الفعالية للمريض واستمرارها في جسمه لفترة طويلة. أحد أنواع الأنسولين المختلط هو 7030، حيث يحتوي على 70% من الأنسولين ذو التأثير المتوسط و 30% من الأنسولين النظامي .