العلاقة بين مرض الذئبة والاكتئاب
إذا كنت تعاني من مرض الذئبة، فستدرك بالتأكيد صعوبة الحفاظ على صحتك طوال حياتك، ونتيجة لذلك، قد تشعر بالإرهاق والقلق أو الاكتئاب، والسؤال الهام هو ما إذا كانت هذه التحديات هي التي تسبب الاكتئاب أم أن مرض الذئبة يؤثر على الدماغ ويسبب أعراض الاكتئاب .
ما هو مرض الذئبة ؟
مرض الذئبة هو مرض التهابي مزمن ينتج عن مهاجمة جهاز المناعة لأنسجة الجسم وأعضاءه، وقد تحدث الإصابة بهذا المرض في أي جهاز من أجهزة الجسم مثل المفاصل والجلد وخلايا الدم والقلب والرئتان، وتعتبر النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بهذا المرض .
تظهر أعراض مرض الذئبة الحمراء فجأة وقد تتطور ببطء وتختلف من حالة شخص لآخر، حيث يمكن أن تكون الأعراض بسيطة أو خطيرة، ويعاني معظم المصابين بالذئبة من نوبات المرض التي تستمر لفترات زمنية مختلفة، وفي بعض الحالات يمكن أن تختفي الأعراض تماما لفترة معينة .
العلاقة بين مرض الذئبة والاكتئاب :
يمكن أن يؤثر مرض الذئبة على الدماغ وأن يسبب الاكتئاب وأمراض نفسية أخرى، كذلك من الممكن أن يكون الشخص يعاني بالفعل من الاكتئاب أو القلق أو مرض نفسي آخر قبل ظهور مرض الذئبة، وبالنسبة للبعض ، يمكن أن تؤدي التحديات التي يواجهها المريض مع مرض الذئبة إلى تفاقم أعراض المرض النفسي التي كانت موجودة بالفعل .
إذا كان الطبيب الخاص بك يشتبه في أن مرض الذئبة يؤثر على دماغك، فيجب أن يصف لك الدواء لعلاج مرض الذئبة، وإذا كنت أنت أو الأطباء تعتقدون أن أعراضك ناتجة عن تحديات العيش مع مرض الذئبة، فسوف يناقشون الخيارات الأخرى للعلاج الخاص بك، مثل العلاج النفسي .
متى يحتاج المريض إلى دعم ومساعدة للاكتئاب :
على الرغم من أن مرض الذئبة يسبب الكآبة والقلق والألم، إلا أن الحياة مع هذا المرض ليست مستحيلة، ففي إحدى الدراسات وجد الباحثون أن كلما شعر الشخص بأنه يستطيع السيطرة على حياته، كلما قلت لديه مشاعر القلق والاكتئاب.
إذا وصل الاكتئاب إلى مستوى يشكل خطرا على حياتك وأصبحت تفكر في الانتحار أو تفعل ذلك، فيجب عليك الاتصال بطبيبك فورا، خاصة إذا كان طبيبك معالجا نفسيا، وتحدث إلى صديق موثوق به أو أحد أفراد العائلة. عليك أن تعلم أن الخطوة الأولى لزيادة إحساسك بالسيطرة على مشاعرك هي أن تدرك أنه يمكنك التحكم فيها بالفعل .
على الرغم من أنك لا يمكنك تغيير حقيقة أنك مصاب بمرض الذئبة، إلا أنك لديك بعض الوسائل التي يمكن أن تتبعها من أجل إدارة المرض، وذلك من خلال تقبل ذاتك والبحث أكثر عن المرض ومعرفة كيفية التعامل معه، كما يجب عليك اولاً أن تحافظ على مواعيد الدواء الخاص بك، وأن تأخذه كما أمرك المريض .
بغض النظر عما تفعله، يجب أن لا تستسلم لشعورك بالاكتئاب والقلق، فدائماً هناك أمل وهناك مساعدة، وقد أثبتت الدراسات أن وجود أشخاص يستمعون إليك سوف يجعل حالتك النفسية تتحسن كثيراً، كذلك يجب عليك النظر إلى الأشخاص الذين يتعايشون مثلك مع المرض ويتغلبون عليه ليكونوا وسائل دعم بالنسبة إليك .