العلاقة بين حساسية اللحوم الحمراء وأمراض القلب
أعلن فريق من الباحثين أن هناك علاقة بين تراكم اللويحات في شرايين القلب وحساسية اللحوم الحمراء، وعلى الرغم من أن مستويات الدهون المشبعة العالية في اللحوم الحمراء تساهم في الإصابة بأمراض القلب عموما، فإن النتائج الجديدة تشير إلى أن مجموعة فرعية من السكان ربما تكون عرضة لخطر مختلف بسبب مادة حساسية للأغذية .
تتعلق العلاقة بين مسببات الحساسية في اللحوم الحمراء وأمراض القلب
هذه الدراسة يدعمها المعهد الوطني للقلب والرئة والدم، وهو جزء من المعاهد الوطنية للصحة، ونشرت في مجلة متخصصة في تصلب الشرايين، والتخثر، وعلم الأحياء الوعائي ( ATVB )، وهي مجلة تم مراجعتها من قبل جمعية القلب الأمريكية، يقول الباحث كولين ماكنمارا أستاذ الطب في مركز أبحاث القلب والأوعية الدموية جامعة فرجينيا النظام الصحي شارلوتسفيل : ” هذه النتيجة الجديدة التي تمت على مجموعة من ولاية فرجينيا تثير الاحتمال المثير للاهتمام بأن الحساسية ضد اللحوم الحمراء قد تكون عاملا غير معترف به في أمراض القلب، وتؤكد هذه النتائج الأولية الحاجة إلى مزيد من الدراسات السريرية في عدد أكبر من السكان من مناطق جغرافية متنوعة وعمل مخبري إضافي ” .
حساسية اللحوم الحمراء
عدد الأشخاص الذين يعانون من الحساسية من اللحوم الحمراء في الولايات المتحدة غير واضح، لكن الباحثين يقدرون أنه قد يكون 1 % من السكان في بعض المناطق، ويقول الباحثون إن عدد الأشخاص الذين يصابون بالأجسام المضادة للدماء ضد مسببات اللحم الأحمر دون أن يكون لديهم أعراض كاملة أعلى بكثير – أي ما يصل إلى 20 بالمائة من السكان في بعض المناطق .
مسببات الحساسية في اللحوم الحمراء
فقط في السنوات الأخيرة، حدد العلماء مسببات الحساسية الرئيسية في اللحوم الحمراء، والتي تسمى galactose-α-1،3-galactose أو alpha-Gal، وهو نوع من السكر المعقد. ووجدوا أيضا أن القراد يثير هذه المسببات لدى الناس عند لدغهم، وهذا هو السبب في أن الحساسية تجاه اللحوم الحمراء تكون شائعة عندما يكون القراد منتشرا بشكل أكبر، مثل جنوب شرق الولايات المتحدة، وتشمل مناطق أخرى أيضا، مثل لونغ آيلاند ونيويورك .
لقد اشتبه الباحثون لفترة من الوقت أن المواد المسببة للحساسية قد تؤدي إلى تغيرات مناعية قد ترتبط بتراكم اللويحات في الشرايين، ولكن لم يتم تحديد المادة المسببة المسؤولة عن هذا التأثير بشكل محدد. وفي هذه الدراسة، أظهر الباحثون لأول مرة أن وجود علامة دم محددة لحساسية اللحوم الحمراء يرتبط بارتفاع مستويات اللويحات الشريانية وتراكم الترسبات الدهنية على البطانة الداخلية للشرايين. والعلامة الدموية التي تم تحديدها هي نوع من الأجسام المضادة المعروفة بالـ “الغلوبولين المناعي IgE” وهو نوع خاص لحساسية الألفا-غا .
ما قام به الباحثون في الدراسة
لتحديد علامة الدم هذه، أجرى الباحثون تحليلا لعينات الدم من ١١٨ شخصا بالغا وتبين وجود أجسام مضادة لـ alpha-Gal، مما يشير إلى وجود حساسية لحم الأحمر في ٢٦٪ منهم. وعند استخدام إجراء التصوير، لاحظ الباحثون أن كمية اللويحات كانت مرتفعة بنسبة ٣٠٪ في المرضى الذين يعانون من حساسية alpha-Gal بالمقارنة مع المرضى غير المصابين بالحساسية. وتعتبر هذه اللويحات سمة مميزة لتصلب الشرايين، وتميل أيضا إلى عدم الاستقرار من الناحية الهيكلية، مما يعني أن لديهم احتمالية متزايدة لتعرضهم لنوبة قلبية أو سكتة دماغية .
لوحظ من قبل الباحثين وجود أدلة على وجود ارتباط محتمل بين المواد المسببة للحساسية في اللحوم الحمراء ومرض الشريان التاجي، ولكن هذا الارتباط لا يزال في مرحلة مبدئية. لذلك، يخططون لإجراء دراسات تفصيلية على الحيوانات والبشر لتأكيد النتائج الأولية. وفي الوقت الحالي، العلاج الوحيد المتاح لحساسية اللحوم الحمراء بمجرد التشخيص هو تجنب تناول اللحوم الحمراء بشكل صارم. صرح الدكتور أحمد حسن، الذي يحمل شهادة الدكتوراه ويشغل منصب مدير قسم مرض التصلب العصبي وأمراض الشريان التاجي في NHLBI، قائلا: “على الرغم من أن هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات، إلا أن العمل الحالي يوفر نهجا أو هدفا جديدا محتملا للوقاية من أمراض القلب أو علاجها في مجموعة فرعية من الأشخاص الذين يتم توعيتهم بشأن اللحم الأحم .
التوصيات والنصائح
في الوقت الحالي يتم تشجيع المستهلكين على اتباع التوصيات الحالية لأسلوب حياة صحي للقلب، وهذا يشمل تكييف نظام غذائي صحي، مثل تناول الكثير من الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة وغيرها من الأطعمة الصحية للقلب، ويمكن أن تكون اللحوم الحمراء العجاف جزءا من نظام غذائي صحي للقلب لمن ليس لديهم حساسية، كما تشمل التغييرات الأخرى في نمط حياة القلب الصحي أيضا الرغبة في الحصول على وزن صحي، وإدارة التوتر والحصول على المزيد من التمارين و الاقلاع عن التدخين .