العلاقة بين المشاعر السلبية وعدم انتظام السكر بالدم
بالنسبة لملايين الناس الذين يعانون من السمنة أو الذين يعانون من مرض السكري، فإن مشاعر الحزن والغضب والقلق غالبا ما تكون جزءا من الحياة اليومية، وتشير دراسة جديدة إلى أن هذه المشاعر السلبية قد تنجم عن مشكلات في تنظيم مستويات السكر في الدم تؤثر على الاستجابة العاطفية في الدماغ .
ترتبط المشاعر السلبية بعدم انتظام مستويات سكر الدم في الجسم
تشير دراسة جديدة أجرتها جامعة ولاية أيوا إلى أن تلك المشاعر السلبية قد تنجم عن مشكلات في تنظيم مستويات السكر في الدم تؤثر على الاستجابة العاطفية في الدماغ، ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري لاسيما السكري من النوع الثاني، هم أكثر عرضة للتركيز على الاستجابة العاطفية القوية للتهديدات والأشياء السلبية، مما يؤثر على جودة الحياة ويزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، وقد نشر البحث في مجلة الطب الجسدي ” the journal Psychosomatic Medicine ” .
تصريحات الباحث أورييل ويليت
أورييل ويليت أستاذة مساعد في جامعة أكسفورد للعلوم الغذائية والتغذية البشرية، وهي مؤلفة رئيسي وطالبة دراسات عليا تعمل مع شركة ويليت في هذا المشروع، مع بعض الزملاء في جامعة ويسكونسن – ماديسون، قاموا بتحليل البيانات حول استجابة المبتدئين ونشاط الدماغ ومستويات الكورتيزول والتقييم المعرفي، وجاءت بيانات الدراسة من ميدلايف في الولايات المتحدة ( MIDUS )، وهي دراسة وطنية عن الصحة والرفاهية .
تقول ويليت إن مقياس استجابة المبتدئين يسمح للباحثين بقياس نشاط الجهاز العصبي المركزي باستخدام أقطاب كهربائية صغيرة توضع تحت العين، ورأت المشاركون في الدراسة سلسلة من الصور السلبية والإيجابية والمحايدة التي تهدف إلى الحصول على استجابة عاطفية، وأشارت إلى أن الأقطاب الكهربائية تلتقط معدل الصمود أو البريق الذي يرتبط بكل صورة وهو انكماش لا يمكن التحكم به، وتابعت: “الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين الأعلى يكونون أكثر فزعا بسبب الصور السلبية، وبالتالي فقد يكونون أكثر تفاعلا مع الأشياء السلبية في الحياة، وهذه واحدة من الأدلة التي تدل على أن هذه المشاكل الأيضية تتعلق بكيفية إدراكنا والتعامل مع الأشياء التي تجعلنا متوترين جميعا .
نشاط الدماغ
يقول الباحثون إن الدليل يكون أكثر إقناعا عندما يرتبط بنتائج اختبار نشاط تخطيط الدماغ في حالة الراحة. وقد وجد الباحثون أن المشاركين في الدراسة الذين يعانون من مرض السكري، وخاصة السكري من النوع الثاني، يظهرون نشاطا أكبر في الجانب الأيمن من الدماغ، والذي يرتبط بالاكتئاب والعواطف السلبية. إذا كان هناك من يميل إلى التركيز على الأشياء السلبية، فقد يصعب عليه تحقيق فقدان الوزن والتغلب على المشاكل الصحية. كما لوحظ أن الأشخاص المصابين بمرض السكري والذين يعانون من مستويات السكر أقل، قد سجلوا مستويات أقل من الكورتيزول، وهو مؤشر محتمل للإجهاد المزمن، وأداءا أفضل في الاختبارات المعرفية. وهذا يوفر دعما إضافيا للنتائج .
الدافع الشخصي
فهم تأثير هذه العوامل البيولوجية يعد خطوة مهمة لتحسين نوعية حياة ثلث الأمريكيين المصابين بالسمنة، وتقول وولف، اختصاصية تغذية، أن خبرتها في التعامل مع المرضى المصابين بأمراض مزمنة دفعتها لإجراء هذا البحث، ولاحظت في كثير من الأحيان الاختلافات في استجابة المرضى للإجهاد وتساءلت عن تأثير ذلك على دافعهم للعيش حياة صحية .
وقالت وولف : بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في نسبة السكر في الدم، قد يؤدي زيادة التوتر والتوتر التفاعلي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم. وإذا كان الأشخاص الذين يعانون من السكري يحاولون عكس المرض أو علاجه، فقد تعوقهم الأحداث المجهدة عن تحقيق أهدافهم. ويمكن أن تؤدي التفاعلات السلبية المتكررة للأحداث المجهدة إلى تدهور جودة الحياة وإنشاء دائرة مفرغة تجعل من الصعب على المريض أن يحافظ على صحة جيدة .
يعرف الكثيرون خطورة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض المزمنة الأخرى المرتبطة بالبدانة، ولكن الكثير من الأشخاص قد لا يدركون أن تقلبات نسبة السكر في الدم يمكن أن تؤثر عليهم يوميا .