العلاقة بين التدخين والرجفان الاذيني
أظهرت العديد من الدراسات أن التدخين يعد واحدًا من العوامل الرئيسية التي تزيد من احتمالية الإصابة بمرض الرجفان الأذيني، وهو يعتبر واحدًا من أكثر أمراض القلب انتشارًا في جميع أنحاء العالم .
نبذة عن الرجفان الأذيني :
الرجفان الأذيني هو أحد الأمراض التي تصيب القلب ، و عادة ما يكون مصحوبًا بتسارع نبض القلب ، و عدم انتظامه ، و بالتالي فإن هذا يؤدي إلى انخفاض القدرة على تزويد الجسم بالدم ، حيث ينقبض الأذين خلال عملية الرجفان ، بشكل غير منتظم ، و في هذه الحالة يشعر المريض بضربات قوية في الصدر ، و ضيق في التنفس و ضعف عام في الجسم ، و يمكن أن يكون الرجفان الأذيني حالة مؤقتة ، و من الممكن أن يصبح حالة مزمنة ، و هو لا يشكل خطرًا على حياة الشخص و لكن مع تطوره قد تتضاعف الآثار الجانبية له و تسوء حالة المريض ، و في هذه الحالة فإن العلاج الأفضل يكون بالإبتعاد عن الأشياء التي تؤثر على صحة القلب و تسبب الرجفان الأذيني ، و من أهم تلك المؤثرات هو التدخين .
تأثير التدخين على الرجفان الأذيني :
قام بعض الباحثين في كلية الصحة العامة في جامعة إمبرليال كوليدج لندن ، بإجراء دراسة على نحو نصف مليون شخص ، بهدف توضيح أن التدخين عامل خطر يهدد بالإصابة بعدد من الأمراض الأخرى المتعلقة بالقلب و الأوعية الدموية و الوفاة المبكرة ، و قد تم نشر نتائج هذه الدراسة في دورية (طب القلب الوقائي) الأوروبية ، و قد جرت الدراسة على النحو التالي ؛ تم تحليل بيانات من 29 دراسة عن معدلات الإصابة بالرجفان الأذيني لدى أكثر من نصف مليون شخص ، و ينقسم هؤلاء الأشخاص ما بين مدخنين حاليين ، و مدخنين سابقين ، و أشخاص لم يدخنوا أبدا ، و كانت جنسيات هؤلاء الأشخاص من أوروبا ، و أميركا الشمالية ، و استراليا ، و اليابان .
نتائج الدراسة :
بعد استمرار متابعة هؤلاء الأشخاص لفترة من الزمن ؛ توصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين استمروا في التدخين خلال فترة الدراسة ؛ كانوا أكثر عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني بنسبة 32 في المئة ، بينما كان المدخنون السابقون أكثر عرضة للإصابة به بنسبة تسعة في المئة ، و من خلال المقارنة بين الفريقين ، اتضح أن الخطر الذي يهدد المدخنين الحاليين أعلى بنسبة 33 في المئة مقارنة بالمدخنين السابقين ، و قد أكد الباحثون على أن زيادة عدد السجائر يعني زيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني ، كما أن التدخين يزيد خطر الإصابة بأمراض أخرى قد تمهد للإصابة بالرجفان الأذيني مثل داء السكري و مرض الانسداد الرئوي المزمن و مرض الشريان التاجي و قصور القلب .