العلاقة بين الأرق وقصور القلب
يعاني ما يقرب من 75% من الأشخاص الذين يعانون من قصور في القلب من الأرق المتكرر، وعلى الرغم من أن أي شخص يمكن أن يعاني من الأرق في بعض الأحيان، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من قصور في القلب يعانون من الأرق بشكل متكرر وأشد من الآخرين .
أسباب الأرق :
هناك العديد من أسباب الأرق، وتشمل هذه الأسباب الاستعداد الوراثي ( مثل زيادة معدل الأيض أو فرط النشاط ) ، العوامل السلوكية ( مثل جدول العمل ، أو المطالب العائلية ، أو عادات الأكل أو الأنشطة الليلية ) ، والعوامل النفسية (مثل الاكتئاب ، أو الميل إلى القلق ، أو التوتر المزمن ) ، والمرض ( مثل قصور القلب ).
يعتقد العديد من المتخصصين في السلوك أن رد فعلنا تجاه نوبات القلق المؤرقة يمكن أن يزيد من مدى حدوثها، فبعض الأشخاص يشعرون بالقلق بسبب عدم الحصول على ما يكفي من النوم، والبعض الآخر يتعامل معه بالطرق الخاطئة مثل مشاهدة التليفزيون أو لعب ألعاب الفيديو أثناء النوم .
لماذا يرتبط قصور القلب مع الأرق :
يمكن للأشخاص الذين يعانون من قصور في القلب أن يتعرضوا للعوامل المسببة للأرق التي تنطبق على أي شخص آخر، وبسبب ضغوط إصابتهم بمرض مزمن واحتمالية الإصابة بالاكتئاب بشكل خاص، فإن العوامل المسببة للأرق تزداد غالبًا.
علاوة على الأسباب الشائعة للأرق التي يواجهها أي شخص آخر، يواجه الأشخاص الذين يعانون من قصور في القلب العديد من المشاكل الإضافية التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى اضطرابات في النوم، على الأقل بنفس مستوى الأشخاص الآخرين.
النوم وأعراض قصور القلب :
يمكن أن تؤدي الأعراض الشائعة لفشل القلب إلى عدم القدرة على النوم بشكل جيد، حيث تسبب صعوبة في التنفس عند الاستلقاء ويمكن أن يتسبب ضيق التنفس الليلي الانتيابي في الاستيقاظ المفاجئ من النوم، وغالبًا ما يشعر المريض بالخوف من العودة إلى النوم مرة أخرى خوفًا من حدوث نوبة مرة أخرى.
يمكن أن يؤدي دواء البول الذي يصفه الأطباء لمعظم مرضى القلب إلى إعاقة النوم بسبب الحاجة للتبول في الليل. لذلك، فإن فشل القلب نفسه يمكن أن يؤثر سلبا على النوم.
توقف التنفس أثناء النوم وقصور القلب :
توقف التنفس أثناء النوم شائع في حالات قصور القلب، ويحدث هذا عندما يتوقف التنفس لفترات طويلة أثناء النوم، مما يؤدي إلى استيقاظ مفاجئ للشخص خلال النوم العميق. يؤدي هذا إلى حرمان كبير من النوم، وعادة ما يكون المرضى الذين يعانون من توقف التنفس أثناء النوم غير واعين لهذه الاضطرابات، وعلى الرغم من عدم شكواهم من الأرق، إلا أنهم يعانون من العديد من العلامات التي تشير إلى حرمانهم من النوم.
تم الكشف عن حدوث توقف التنفس أثناء النوم في ما يصل إلى 50 في المئة من المرضى الذين يعانون من قصور في القلب، ويميل توقف التنفس أثناء النوم إلى جعل فشل القلب أسوأ ، كما أن تدهور حالة القلب غالباً ما يؤدي إلى توقف التنفس أثناء النوم، لهذا السبب ، من المهم بشكل خاص لمرضى قصور القلب الذين يعانون من توقف التنفس أثناء النوم الحصول على العلاج الأمثل .
اضطرابات الحركة الليلية وقصور القلب :
تبين حديثًا أن المرضى الذين يعانون من قصور في القلب هم أكثر عرضة من السكان العام لتطوير نوعين من الاضطرابات الحركية الليلية التي يمكن أن تؤثر على النوم، مثل متلازمة تململ الساق واضطراب حركة الأطراف بشكل دوري.
تتميز متلازمة تململ الساق (RLS) بعدة أعراض مزعجة للغاية في الساقين، والتي تحدث عادة عند الدخول إلى النوم. تشمل هذه الأعراض الشعور بالحرق والوخز، مما يجبر المصابين على تحريك أرجلهم للحصول على الراحة، والقيام بحركات مفاجئة شبه إرادية. نتيجة لذلك، يعاني هؤلاء المرضى غالبا من صعوبة في النوم. ومن حسن الحظ، يمكن أن يكون العلاج فعالا للغاية.
اضطراب حركة الأطراف الدورية (PLMD) يشبه متلازمة تململ الساق، حيث يحدث حركة غير إرادية في الساقين أثناء النوم. الفرق الرئيسي هو أن PLMD يحدث خلال النوم وقد لا يكتشفه المصاب مباشرة. ومع ذلك، غالبا ما يؤدي اضطراب حركة الأطراف الدورية إلى اضطراب في النوم العميق ويؤدي إلى الحرمان من النوم. يمكن معالجة PLMD بنفس الطريقة المستخدمة لعلاج RLS بمجرد التشخيص.