الطلاق في الإسلام

رغم أن الله أحله إلا أنه أقر ببغضة له، إنه الطلاق الذي يتسبب في العديد من المشاكل المعنوية للزوج والزوجة والأطفال فهم أكثر المتضررين من هذا الأمر، ولكنه يكون الوسيلة الأخيرة أحياناً التي يلجأ إليها الزوجين عندما لا يستطيعون أن يحلوا المشكلات التي بينهم، في بعض الأحيان يكون الطلاق للأسف على لسان المتهورين ما يسبب شتات للأسرة والأبناء، وللطلاق أحكام وحالات وأنواع عديدة وطرق يجب أن يقوم عليها.

الطلاق في اللغة والشرع

تحل الشريعة الإسلامية الانفصال بين الزوجين وفسخ عقد الزواج بينهما ولكن في حيز يسمى الطلاق، للطلاق أحكام وتبعات يجب أن تُتبع، وهذا لسبب أن الطلاق يترتب عليه تفكك الأسرة وتشتت الأبناء، فالأسرة هي نواة المجتمع التي يسعى الإسلام على الحفاظ عليها لتكون صالحة فيصلح المجتمع من بعدها.

في اللغة العربية، الطلاق هو فسخ عقد الزواج بين الزوجين، ويأتي من فعل طَلَقَ الذي يعني التنازل أو التخلي. ويمكن استخدام الكلمة للإشارة إلى ترك الدابة لتذهب حيث تشاء، (25051).

في الشريعة الإسلامية، يتوقف حكم الطلاق على حالة كل من الزوجين. فإذا كانت الزوجة سيئة الطباع أو الخلق، فإن الطلاق يكون جائزا. وإذا كان الطلاق بدون سبب، فإنه يعتبر مكروها. وإذا وجد الزوجان أن العلاقة الزوجية تسبب لهم الكثير من الصعوبات وأصبحت مستحيلة، فإن الطلاق يكون مستحبا ويحمل مصلحة للزوجين.

إذا كانت الزوجة لا تحافظ على صلاتها ودينها، ونصحها الزوج بتقويمها عدة مرات دون جدوى، وأقسم عليها بأن يتركها ومضى أربعة أشهر على اعتزاله لها ورفض أن يطأها أو يقوم بالتكفير عن يمينه، في هذه الحالة يصبح الطلاق واجبًا.

في حالة كون الزوجة حائضًا أو في فترة النفاس، يُعتبر الطلاق في تلك الحالة حرام، وكذلك إذا تم ممارسة الجماع معها ثم تطلق قبل التأكد من حملها، يُعتبر الطلاق في تلك الحالة أيضًا حرام.

كيف يتم الطلاق في الإسلام ؟

يعرف فقهاء الدين الإسلامي النكاح على أنه رفع قيد النكاح سواء في الحال أو المآل بلفظ معين مخصوص أو بألفاظ أخرى تقوم مقامه، حيث يتفق جمهور العلماء على أن الطلاق يتم بالألفاظ التالية:

الطلاق الصريح

هو الطلقة التي يقولها الزوج في مواجهة الزوجة مثل قوله لها: أنت مطلقة، الطلاق يحدث هنا حتى لو كان الزوج يقولها في المزاح أو التهديد دون نية الطلاق.

الطلاق كناية

عندما يقول الزوج لزوجته `أهلك` أو `أنتِ مثل أختي` أو ما شابه ذلك، يُعتبر ذلك بمثابة الطلاق إذا كان الزوج ينوي الطلاق.

الطلاق بلفظ أجنبي

فهذا لا يقع الطلاق ولو نواه.

كما أن للطلاق أنواع مختلفة، فإن لصيغة الطلاق نوعان: صريح وكنائي. ومن حيث الأثر الناتج عن الطلاق، فهناك نوعان: رجعي وبائن. ومن حيث وقت وقوع الأثر الناتج عن الطلاق، فهناك ثلاثة أنواع: منجز ومعلق على شرط ومضاف إلى المستقبل. ومن حيث صفة الطلاق، فهناك نوعان: سني وبدعي.

الطلاق من حيث الأثر الناتج عنه

الطلاق الرجعي

في حالة الطلاق الرجعي، يحق للزوج إعادة زوجته خلال فترة العدة دون الحاجة إلى تجديد العقد، أما بعد انتهاء فترة العدة يمكنه إعادتها عن طريق تجديد العقد فقط.

الطلاق البائن

هذا يعني إلغاء عقد الزواج فورا، وينقسم الطلاق الواضح إلى نوعين: طلاق واضح كبير وطلاق واضح صغير. في حالة الطلاق الواضح الصغير، يتم بواسطة طلاقة واضحة واحدة أو طلاقتين، أما في حالة الطلاق الواضح الكبير، يتم بثلاث طلقات واضحة أو ثلاث طلقات رجعية بالاتفاق.

في حالة طلق الزوج زوجته طلقة بائنة أو طلقتين فيجوز له العودة لها في فترة العدة أو بعدها، ولكن بعقد جديد وليس بالرجعة، أما في حالة طلقها بثلاث طلقات بائنة بينونة كبرى فلا يجوز له أن يعود لها إلا في حالة تزوجت من غيره ودخل بها، ثم مات هذا الزوج أو طلقها حينها يحل له الرجوع لها بعقد جديد.