الرد على التعزية حسب الشرع
الموت هو حقيقة لا يمكن الجدال بها في الحياة، وإنه يمثل أكبر المصائب التي تحل على البشر عند فقدانهم لشخص عزيز عليهم. ومن بين العادات المتبعة لتلك المحنة هي تقديم التعازي لأهل المتوفى، وذلك من خلال زيارة منزلهم لتخفيف الحزن والأسى الذي ينتابهم، وذلك بعد تشييع الجنازة والصلاة على الميت ودفنه.
التعزية في الإسلام
بعد دفن الميت والدعاء له، يعتاد الناس على تقديم التعزية لأهل المتوفي وزيارتهم في أيام الحداد. ويجب أن نذكر أن التعزية هي من السنن المتبعة من قديم الزمان حتى يومنا هذا. يجب أن نعلم أن التعزية كانت من توجيهات النبي عز وجل، حيث كان يشجع المسلمين على تقديم التعزية لأهل المتوفي ومواساتهم في فقدانهم، ويجب على المعزي أن يحث أهل المتوفي على الصبر والاحتساب وقراءة القرآن لروح الميت.
حكم التعزية في الدين الإسلامي
أكد العديد من الفقهاء أن التعزية هي أحد الأمور المحببة حديثا ويمكن القول أنها من السنن المؤكدة، وأكد بعض الفقهاء أنها مؤكدة إذا كانت تتضمن قطع الرحم، وهي واحدة من الفضائل والأخلاق الحسنة التي ينبغي أن يتحلى بها جميع المسلمين وأن يعملوا على تنفيذ جميع الأوامر التي حثنا عليها الله عز وجل في الإسلام والتي تتعلق بالتعاون في الأوقات العصيبة.
كيف يتم تقديم التعازي
يمكن للفرد تقديم التعازي لأسرة المتوفى عن طريق عدة وسائل مختلفة، ومن بين هذه الوسائل ما يلي.
1- يمكن اللجوء إلى العبارات التي تحتوي على دعوات للمتوفى والدعاء للأحياء بأن يلهمهم الله الصبر والسلوان، ويجب الإشارة إلى أن الدين الإسلامي لا يحدد شكلًا محددًا وثابتًا للتعزية.
يتعين علينا تقديم الدعم والمساندة لأسرة المتوفى وتقديم المزيد من المساعدة لهم بتحضير الطعام للحاضرين في مجالس العزاء، أو مساعدتهم في تنظيف المنزل خلال فترة الحداد.
من الضروري رعاية أطفال المتوفين إذا تواجدوا، وتخفيف معاناتهم، حيث أن العديد من الأطفال لا يعرفون حقيقة الموت.
الرد الشرعي على التعزية
يجب على المعزي أن يقدم العون لأهل الميت وتعزيتهم من خلال الكثير من الكلمات والأدعية فلا يوجد كلام مناسب للتعزية حسب الشرع، ولكن أفضل ما قيل في التعزية ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما فقدت أحدى بناته أبن لها وهي إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب.
لم يذكر عن الصحابة أو الرسول ما إذا كان ينبغي الرد على المعزين أم لا، ويشار إلى أن الإمام أحمد قد رد على من قدم له التعزية وقال: “استجاب الله دعواتك ورحمنا وإياك.
فضل تعزية أهل المتوفي
حثَّنا نبيُّ الله عز وجل على تعزية أهل المتوفى وتقديم المزيد من المواساة لهم، وذلك لأنها تحتوي على الثواب والأجر العظيم، وقد ذُكِرَتْ العديد من الأحاديث والأفعال لنبيِّ الله صلى الله عليه وسلم تتضمن الفضل في تعزية أهل المتوفى.
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ما من مؤمنٍ يعزي أخاه بمصيبة، إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة، وهناك رواية أخرى لأنس ابن مالك عن النبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عزى أخاه المؤمن في مصيبة كساه الله حلةً خضراء يجبر بها، قيل ما يجبر بها قال يغبط بها.
آداب تعزية اهل المتوفي
تشمل الشريعة الإسلامية العديد من الأخلاق الهامة ومن بينها ما يتعلق بالتعزية والذي يتجلى في النقاط التالية.
يجب تجنب التعزية عن طريق الصحف، لأن ذلك يعد من الأمور التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمقصود هو إشهار الموت في النعي وهو ما نهى عنه.
لا يوجد مانع من السفر لتقديم التعازي للأشخاص، خاصة إذا كانت الشخصية المتوفاة مقربة منه، وكان تقديم التعازي علامة على الرحمة والتعاطف.
لا مانع من إخبار الناس بموت فلان وأن الصلاة عليه ستكون في موعده المحدد، حيث أعلن الله عز وجل وفاة النجاشي للمسلمين وخرجوا به إلى المصلى وصلوا عليه.
لا يوجد استفتاح في صلاة الجنازة، لأن صلاة الجنازة من الصلوات الخفيفة المبنية على التخفيف.
صلاة المرأة على الميت في المنزل أفضل لها من الذهاب والصلاة عليه في المسجد، وإذا خرجت لا يوجد مانع عليها.
6- غير مسموح للجماعة أن يدعوا للميت على القبر من خلال شخص وآخرون يؤمنون، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحث المسلمين على أن يدعوا للميت بأنفسهم وأن يكثروا من الاستغفار له.
من الممنوع تحديد لباس أو لون معين للعزاء مثل اللون الأسود.
لا يتم تقديم التعازي للكفار أو حتى لشهود الجنازة الخاصة بهم.
من الممكن قبول تعازي أهل الكتاب أو الكفار، مع الدعاء لهم بالهداية.