الأردن: هي إحدى الدول العربية الموجودة في جنوب غرب آسيا، وسميت الأردن بهذا الاسم نسبة إلى وجود نهر الأردن على حدودها الغربية، ويتميز سكان الأردن بالكرم الشديد ولديهم عادات خاصة في إكرام الضيف واستضافته، كما لديهم تقاليد وعادات خاصة في العزاء، وتوجد لديهم مظاهر موروثة خاصة. وسنتعرف في هذه المقالة على هذه المظاهر.
مظاهر العزاء في دولة الاردن:
يعتبر الموت من الفجائع التي تحتاج إلى مساندة، والتعزية، والوقوف بجان أهل المتوفي، وقد ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام فضل التعزية في حديثه الشريف حيث قال: (ما من مؤمنٍ يعزي أخاه بمصيبة، إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيام)، ولكن هناك بعض طقوس العزاء المبالغ فيها، والمرهقة لأهل المتوفي، فهناك بعض العادات المشروعة وبعض العادات التي نهى عنها الدين الاسلامي.
من طقوس العزاء في الأردن، يقوم أقارب المتوفى بزيارة بيته بانتظام خلال يومي الاثنين والخميس كل أسبوع حتى يوم الأربعين. وفي الإسلام، يسمح بزيارة أهل الميت والدعاء له ولأهله، واستخدام كلمات تعبر عن التعازي، مثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى”، ولكن لا يوجد وقت محدد في الإسلام لمدة العزاء، ولا يجوز الحداد لأكثر من ثلاثة أيام.
– إحدى مظاهر العزاء في جولة الأردن هي الونيسة، حيث يقوم أهل المتوفى بذبح حيوان لتؤنس روح المتوفى في القبر. ولم يرد نص أو قول يثبت وجود هذه الممارسة، وإعتبارها مخالف عن الشريعة الإسلامية. ومع ذلك، يجوز الذبح بنية التصدق على روح المتوفى.
– واحدة من أبرز تقاليد الحزن الأردنية هي أن أهل المتوفي يقومون بتجهيز الطعام لإطعام الحاضرين في مراسم العزاء، وعلى الرغم من أنه لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية، إلا أنه يجب تجنب الإسراف في إعداد الطعام. وقد صرح بن قدامة المقدسي قائلا (إذا دعت الحاجة لذلك فهو جائز، حيث يمكن أن يأتي أشخاص يحضرون الميت من القرى والأماكن البعيدة ويضافون إليهم)، ولكن هذا يعتبر تصرفا كريما منهم وليس واجبا، ولا يوجد واجب عليهم تجهيز الطعام في يوم محدد بعد الوفاة.
يجوز بناء الصوان وبيوت العزاء لاستقبال المعزين، وذلك يكون بسبب عدم استيعاب بعض البيوت لعدد المعزيين، أو بسبب كثرة المعزيين وليس للتفاخر. كما يجوز ضيافة المعزيين وتقديم القهوة والماء والتمر لهم، وذلك بنية إكرام الضيف أو كصدقة عن الشخص المتوفي، شريطة عدم الإسراف والتبذير.
من أشكال العزاء أن ننشر نعي المتوفى في الصحف والجرائد اليومية، ويجوز ذلك إذا كان الهدف من النشر إعلام الأقارب والمعارف لحضور مراسم الدفن أو العزاء، طالما أنه لا يترتب عليه إسراف أو تبذير ولا يسبب ضررا ماديا لأهل المتوفى، وقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بنشر نعي لشهداء معركة مؤتة، حيث نعاهم وصلى المسلمون عليهم صلاة الغائب.
– ومن مظاهر العزاء في الاردن أنه يتم اعادة مراسم العزاء والحداد على المتوفي مرة أخرى بعد مرور أربعين يوم على الوفاة، ويأتي المعزيون مرة أخرى ويقدمون التعازي، كما يقومون بتجديد هذه المراسم مرة أخرى بعد مرور سنة على الوفاة، وذلك من المظاهر التي نفى عنها الإسلام، فالعزاء أو الحداد لمدة ثلاثة أيام ثم ينصرف كل شخص بعد ذلك لحياته وعمله.
يعتمد الكثيرون خلال مراسم العزاء على استئجار أحد المقرئين للقيام بقراءة بعض أجزاء القرآن الكريم، ويتم استخدام ذلك دون وعي كشعار للوفاة في بيوت العزاء. ومن المهم ملاحظة أن الله تعالى لم ينزل القرآن الكريم ليكون كشعار يتم سماعه في مراسم العزاء وأثناء المصائب، ولكنه تم نزوله ليكون هداية للعالمين.