نبذة عن حرب 6 اكتوبر 1973
حرب أكتوبر نشأت بعد عملية عبور الجيش المصري لقناة السويس، وكانت إحدى أكبر وأجمل الحروب القتالية في التاريخ، حيث قاد الفريق أول سعد الشاذلي هيئة أركان حرب القوات المسلحة المصرية في ذلك الوقت، وكان من بين أبرز العسكريين المصريين ورؤساء المخططين للحرب، ووثق تفاصيل العبور في مذكراته التي وصفت التخطيط والتنفيذ لحرب أكتوبر والأخطاء التي ارتكبتها إسرائيل، كما شرح دور الاتحاد السوفيتي في الحرب. وقام الرئيس السادات بالإشراف شخصيا على خطة العبور، ورغم محاولات بعض الدول التي ساعدت إسرائيل في الحرب إعانتها على الفوز، إلا أنها لم تنجح.
أهمية نصر حرب أكتوبر 1973
أعطت حرب أكتوبر 1973 المصريين خبرة حربية لا تنسى وقد كانت درسا للإصرار والعزيمة والإرادة لتحقيق النصر، وأحتوت الحرب على أحداث مثيرة يقصها كل من الآباء والأجداد وهم الذين خاضوا تلك الحرب أو عاشوا في زمنها، فلم تستلم رغبة المصريين بسبب نكسة وهزيمة يونيو 1967 ولم يضعف المصريين أمام أيقوة عسكرية، فقد خسرت مصر أكثر من 85% من سلاحها في 67 ولكن وجهت تفكيرها كله دائما إلى البناء من الأول والذي كان حلما أخذ تحقيقه أياما وأعواما من حياة المصريين والتي خظيت بكثير من القصص والعبرات التي يحكيها لنا التاريخ عن شعب أصر على النصر وحققه ولكن لكل شيء ثمن وهو ما يفسر عدد شهداء مصر في حرب أكتوبر.
ما هي الدول التي ساعدت مصر في حرب أكتوبر وأشكال المساعدات
بدأ العراق والجزائر بتقديم المساعدات خلال حرب أكتوبر 1973، حيث قدمت الجزائر فوجا للمشاة الميكانيكية، ولعبت العراق دورا رئيسيا في الحرب من خلال إرسال 60,000 مقاتل وفرق كشافة إلى سوريا، ولعبت القوات السعودية والأردنية دورا بارزا في المعارك على الجبهة السورية، وساهمت في النصر في حرب أكتوبر، حيث شاركت القوات السعودية في معركة تل مرعي ضد القوات الإسرائيلية، والتي كانت أحد أهم أسباب النصر في تلك الحرب.
- العراق: أرسلت العراق سربا من طائرات الحربية هوكر هنتر إلى مصر في مارس 1973، ووصل عدد الطائرات التي تم إرسالها إلى مصر 20 طائرة. كما أرسل صدام حسين قواته الجوية إلى مصر.
- سوريا: شنت القوات الجوية السورية غارات على مواقع الجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان في السادس من أكتوبر، وشارك في الهجوم ما يقرب من 100 طائرة سورية، كما قامت سوريا بإرسال فرقتين من المدرعات وثلاث فرق مشاة وعدد كبير من طائرات الدعم الجوي إلى مصر. وبدأ الهجوم المصري بشكل متزامن مع الهجوم السوري على القوات الإسرائيلية في سيناء والجولان، واستمر حتى نهاية أكتوبر .
- المملكة العربية السعودية: لعب الملك فيصل دورا مؤثرا في حرب أكتوبر، إذ قامت السعودية بإرسال قرابة 20 ألف جندي إلى الجبهة السورية عبر جسر جوي، كما فرضت حظرا على تصدير النفط إلى الدول الداعمة لإسرائيل بما في ذلك الولايات المتحدة وهولندا.
- الجزائر: بعد معرفته برغبة إسرائيل في الهجوم على مصر، طلب الرئيس الجزائري هواري بومدين من الاتحاد السوفيتي شراء أسلحة وطائرات لإرسالها إلى مصر.
- الإمارات العربية المتحدة: قام الشيخ زايد بفرض حظر على تصدير النفط إلى إسرائيل والدول المساندة لها، وكان هذا الإجراء ضغطا قويا على الدول الأجنبية.
- ليبيا: ليبيا قدمت مليار دولار كمساعدات لشراء الأسلحة في زمن الحرب.
- الأردن: شاركت القوات الأردنية في الحرب على الجبهة السورية من خلال إرسال مدرعة، كما ادعت الأردن أن قواتها في حالة جاهزية قصوى في 6 أكتوبر 1973، مما أثار قلق إسرائيل وجعلها تحتفظ بجزء من جيشها في إسرائيل لمواجهة أي هجوم محتمل في تل أبيب، وذلك بعد أن تم خداعها من قبل الأردن.
- المغرب: قامت المملكة المغربية بإرسال لواء مشاة إلى الجبهة السورية، وتم وضع اللواء المغربي في الجولان، كما قامت المغرب بإرسال قوات إضافية تتضمن الطائرات الحربية والدبابات للمشاركة في القتال.
- السودان: تعد السودان من بين الدول الأولى التي أعلنت دعمها الكامل لمصر، حيث نظمت مؤتمر الخرطوم الذي أعلن فيه عن ثلاثية `لا`، وهي `لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض`. كما قامت السودان بإرسال فرقة مشاة للمساعدة في الدفاع عن الحدود المصرية، ونقلت الكليات العسكرية المصرية إلى أراضيها.
- الكويت: أرسلت الكويت خمس طائرات من طراز هوكر هنتر إلى مصر، كما أرسلت طائرتين من طراز سي 130 هيركوليز محملة بالذخيرة.
- تونس: أرسلت تونس قوات مشاة إلى مصر كتيبة قبل بدء الحرب ومنحتها 5 طائرات هوكر هنتر.
- اليمن: تم إغلاق اليمن مضيق باب المندب أمام إسرائيل.
- فلسطين: عملت قوات المقاومة الفلسطينية على تشغيل العدو عن المخابرات المصرية، حتى يتمكنوا من بناء الكمائن ووضع الألغام وتنفيذ الغارات.
كيف كانت نهاية حرب اكتوبر
انتهت الموقعة بشكل رسمي مع نهاية يوم 24 أكتوبر باتفاق إنهاء إطلاق الرصاص بين الجانبين العربي والإسرائيلي بعد سقوط عدد من القتلى الإسرائيليين في حرب أكتوبر، ولكنه لم يتم تنفيذه فعليا على الجبهة المصرية حتى 28 أكتوبر. في الجبهة المصرية، قامت القوات المسلحة المصرية بموقعة مهيبة عبر قناة السويس وتدمير خط بارليف واتخاذ تدابير دفاعية. قامت أيضا بحصار القوات في منطقة شرق القناة وجعلت المجموعات العسكرية الإسرائيلية في تلك المنطقة عاجزة عن السيطرة على مدينتي السويس والإسماعيلية في غرب القناة. وحدثت مواجهات في الكيلو 101 وتم التوصل لاتفاقيتي وقف إطلاق النار. وبعد سنوات من توقيع اتفاقية السلام بين جمهورية مصر العربية وإسرائيل في 26 مارس 1979، تم إعادة الأراضي المصرية بالكامل في شبه جزيرة سيناء وقناة السويس في 25 أبريل 1982، باستثناء منطقة طابا التي تم تحريرها بواسطة التحكيم الدولي في مارس 1989.
أبرز نتائج حرب اكتوبر 1973
تم استرداد جزء من مرتفعات الجولان في سوريا، بما في ذلك مدينة القنيطرة، في نتائج حرب أكتوبر. كما تم إلغاء فكرة أن جيش إسرائيل لا يمكن هزيمته، وهذا ما كان يدعيه القادة العسكريون في الجيش الإسرائيلي. وقد وضعت هذه الحرب الأسس لمعاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، التي تم التوصل إليها في سبتمبر 1978، بعد مبادرة تاريخية من الرئيس المصري محمد أنور السادات في نوفمبر 1977. وفي شهر يونيو من العام 1975، تم استئناف الملاحة في قناة السويس.
انتهت رسميا بتوقيع اتفاقية فك الاشتباك في 31 مايو 1974، وشملت الموافقة من قبل إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة إلى سوريا وتسليم الضفة الشرقية لقناة السويس إلى مصر. تم ذلك في إطار انسحاب القوات المصرية والسورية. ومع ذلك، لم تعوض هذه الخطوات إسرائيل عن خسائرها في الحرب. ومن النتائج المهمة أيضا، تحطمت جزء كبير من قوات إسرائيل وأصبحت في وضع ضعف، وهو عكس ما ادعوا. تعتبر هذه الحرب مصدرا للعبرة والدروس التي تعلمها الطرف الفائز والطرف الخاسر. إذا قرر الشخص بالفعل القيام بشيء معين، فلا يوجد شيء مستحيل، وهذا ما أبدته القوات المسلحة المصرية في جنودها. وكانت الحالة المعنوية المرتفعة للجنود من بنود الحرب الأساسية.