العالمدول

الدول الأكثر مرونة

أدى تعديل قانون العمل إلى تحسين العديد من الأوضاع بشكل ملحوظ في مؤشر المرونة في التوظيف. تم اكتشاف العديد من الدول التي تتمتع بأعلى مستويات المرونة في تنظيم العمل، مثل الدنمارك والولايات المتحدة الأمريكية واليابان. تفتح هذه الدول أبوابها لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. كما تسمح هذه الدول بعقود محددة المدة للمهام ذات الطبيعة الدائمة، ولا تفرض أي قيود على الحد الأقصى لمدة تلك العقود أو على العمل الليلي. تواصل هذه البلدان تعزيز التنظيم المرن والحفاظ على المراكز الأعلى في التصنيفات .

دور مرونة التوظيف في حياة الانسان

المرونة في العمل تؤثر بشكل كبير على الإنتاجية والعمالة. يمكن للعمالة التنقل بين القطاعات، مما يسمح للاقتصاد بالاستجابة بشكل أفضل وأسرع لأي تقلبات في سوق العمل. يعتمد مؤشر المرونة في التوظيف على البيانات التي يقوم البنك الدولي بجمعها لتقريره السنوي حول ممارسة الأعمال. تشمل هذه البيانات قوانين التوظيف وساعات العمل .

هناك بلدان مثل ألمانيا والنرويج والسويد وفرنسا وغيرها تثبت فعليا أنه ليس عليك العمل لمدة ثماني ساعات أو أكثر لتكون منتجا، حيث توفر الشركات في هذه البلدان خيارات عمل بديلة بهدف تقليل ساعات العمل الطويلة وتعزيز فكرة الإجازات. وعند النظر إلى ثقافات العمل المختلفة في جميع أنحاء العالم، يتم استنتاج وجود العديد من العوامل التي تعمل على تعزيز المرونة في مجال العمل .

العوامل التي تساعد على المرونة في قواعد العمل

زيادة سعادة الموظف

تشير الأبحاث إلى أن أصحاب العمل يجدون من السهل جذب المواهب المتميزة عن طريق توفير خيارات عمل مرنة، وهذا يؤدي بالتأكيد إلى تحقيق توازن أفضل في الحياة العملية، وبالتالي يخدم المصلحة العامة ويكون الأفضل لكل من أصحاب العمل والموظفين .

ساعات العمل

في السويد، تم إنشاء يوم عمل يستغرق ست ساعات لتحفيز الموظفين على العمل بشكل أذكى وأكثر فعالية، مع قضاء وقت أطول في المنزل. وليست السويد وألمانيا هما الدولتان الوحيدتان التي تعتقدان أن يوم العمل الذي يستغرق 8 ساعات غير فعال كما يعتقد البعض .

الإجازة المدفوعة الأجر

الألمان يتمتعون بأكبر عدد من أيام الإجازة السنوية، حيث تصل إلى 30 يوما سنويا، في حين يأخذ النرويجيون 21 يوما في كل عام، وفي الدنمارك يتلقون خمسة أسابيع متوسط بدل الإجازة المدفوعة، والأسرة تعتبر جزءا مهما جدا في الثقافة الدنماركية، حيث يسعون دائما لتحقيق توازن بين العمل والمنزل، وبالتالي يحق لهم الحصول على إجازة لمدة خمسة أسابيع في السنة، ويمكن أن تستمر لثلاثة أسابيع متتالية خلال فترات الإجازة المدرسية لقضاء وقت مع الأطفال .

أوقات العمل المرنة

انضمت بعض أنماط العمل الأكثر تنوعا في أوروبا إلى سوق العمل في المملكة المتحدة على سبيل المثال، حيث يمكن للعامل بعد 26 أسبوعا من العمل المستمر مع شركة أن يطلب خيارات العمل المرنة، بما في ذلك العمل بدوام جزئي أو العمل من المنزل .

إجازة الأم والأب

في تشيلي والبرتغال وإيطاليا، يلزم الرجال بقضاء بعض الوقت في المنزل عند ولادة أطفالهم، وتعتبر إجازة الأبوة إجبارية. يستطيع الموظفون الألمان الذين لديهم أطفال حديثو الولادة أخذ استراحة من العمل لمدة تصل إلى 12 شهرا، مع إمكانية الحصول على 24 شهرا إضافية بدون أجر. ويتمتع النرويجيون بإجازة أبوية مدفوعة الأجر لمدة 12 شهرا .

موعد الغذاء

بالنسبة للموظف الفرنسي، يمكنه تقسيم وقته مع فترة استراحة الغداء السخية التي تستغرق ما يصل إلى ساعتين، وتقدم بعض الشركات الصغيرة فترة استراحة لتناول الغداء حيث يمكن للموظفين قضاء بعض الوقت مع أسرهم، ويتبع الألمان نفس النهج، وغالبا ما يتناولون وجبات غداء كاملة مع زملائهم، بينما في الولايات المتحدة، تعتبر فترة استراحة الغداء مفهوما قديما تقريبا، حيث يتناول معظم الموظفين وجبات الغداء على مكاتبهم، وغالبا ما تستمر فترة استراحة الغداء بين ١٥ و ٣٠ دقيقة .

عدم التواصل في غير أوقات العمل

منعت وزارات العمل في ألمانيا المديرين من الاتصال أو إرسال بريد إلكتروني إلى الموظفين بعد ساعات العمل، إلا في حالات الطوارئ، حيث يعطى بهذا الإجراء انطباعا بأن الموظفين يتركون العمل عند عودتهم إلى منازلهم، واتبعت فرنسا نفس الإجراء عندما أقرت البلاد قانونا يلزم الشركات التي تضم 50 موظفا أو أكثر بتحديد ساعات لا يتم فيها إرسال رسائل بريد إلكتروني أو الرد عليها من قبل الموظفين .

ما هي الدول الأكثر مرونة

إذا كنت تسافر حول العالم بحثا عن العمل الأكثر مرونة، فقد تفضل الإقامة في فنلندا أو السويد أو أستراليا أو تايلاند أو اليابان أو اليونان أو أرمينيا. أظهرت دراسة استقصائية عالمية لأكثر من 7،700 شركة في 39 دولة أن فنلندا هي الدولة ذات أعلى نسبة مرونة في العمل، حيث بلغت 92٪، وجاءت السويد في المرتبة الثانية بنسبة 86٪ للشركات التي توفر مرونة للموظفين. أما أستراليا وتايلاند فاحتلتا المرتبة الثالثة بنسبة 85٪. تم تصنيف أفضل 10 دول للعمل المرن، وهي على التوالي نيوزيلندا بنسبة 84٪، وهولندا بنسبة 82٪، وسويسرا بنسبة 80٪، والمملكة المتحدة بنسبة 79٪، وإيرلندا بنسبة 77٪ .

وفي النهاية، تسمح المرونة في مكان العمل لأصحاب العمل والموظفين باتخاذ الترتيبات اللازمة لظروف العمل المناسبة لهم، وهذا بلا شك يساعد الموظفين على الحفاظ على توازن العمل والحياة، وبدوره يمكن أن يساعد أصحاب العمل على تحسين إنتاجيتهم وكفاءة أعمالهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى