الدليل على ثبوت الأرض وحركة الشمس
دليل ثبات الأرض
قال تعالى “إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا” الزوال في اللغة تعني التزحزح أو الانتقال من المكان
القرطبي قال في تفسيره:
دخل أحد أصحاب ابن مسعود إلى كعب الأحبار ليتعلم منه، وعندما عاد، سأله ابن مسعود: ماذا استفدت من كعب؟ فأجاب قائلا: سمعت كعب يقول إن السماء تدور حول قطب مثل قطب الرحى في عمود على منكب الملك؛ فرد عليه عبد الله قائلا: كنت أتمنى أن تعود برحلتك وتكون رحلتك مضيئة، إن كعب يكذب، فهو لم يترك يهوديته! إن الله تعالى يقول: إن الله يمسك السماوات والأرض عن التزول، فالسماوات لا تدور، ولو كانت تدور لزالت.
دليل جريان الشمس
قال الله تعالى `والشمس تجري لمستقر لها` سورة يس آية 38.
تحدث الأحاديث عن حركة الشمس ونتيجة ذلك تعاقب الليل والنهار، ووفقا لما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر عندما غربت الشمس: “أتدري أين تذهب؟” فقال أبو ذر: “الله ورسوله أعلم”. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فتستأذن فيؤذن لها، ثم تسجد ولا يقبل منها، فتستأذن ولا يؤذن لها، فيقال لها: ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها.
يعتقد من يتمسك بفكرة ثبات الأرض ودوران الشمس أن الآية الواردة في القرآن “والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم” و “ويُقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها” تدعم تفسير هذه الفكرة وتثبتها.
وبناءً على ذلك، فإن حركة الشمس هي السبب وراء تعاقب النهار والليل، وهذا يعارض نظرية أن الأرض تدور حول محورها لتتبع دوران الليل والنهار، وتدور حول الشمس لتمر بالفصول الأربعة.
يستند الاعتقاد بأن الأرض ثابتة إلى حديث آخر عن حبس الشمس لنبي الله يوشع بن نون، ورواه الإمام أحمد قال فيه: “حدثنا أسود بن عامر، حدثنا أبو بكر ابن هشام، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `إن الشمس لم تحبس لبشر إلا ليوشج عليه السلام ليالي سار إلى بيت المقدس`، واسناده كان على شرط البخاري.
قال ابن كثير في البداية والنهاية: يوشع بن نون هو النبي الذي خرج مع بني إسرائيل من التيه ثم دخل بيت المقدس، وهو من بني إسرائيل وابن أفرائم وحفيد يعقوب وابن إسحاق وابن إبراهيم خليل الرحمن – عليهم السلام – وكان نبيا بعد موسى – عليه السلام.
بعد الحصار والمعارك، اقترب الفتح وكان من الممكن تحقيقه بعد العصر يوم الجمعة، وعندما اقتربت الشمس من الغروب في يوم السبت، لم يكونوا قادرين على القتال. نظر النبي إلى الشمس وقال: `إنك مأمورة وأنا مأمور`. ثم دعا النبي قائلا: `اللهم احبسها علي`. فاستجاب الله وأبقى الشمس في مكانها حتى تحقق النصر وتم فتح البلد، وبعد ذلك غربت الشمس.
روى ابن ماجه قول صفوان بن عسال بمرفوعية: “إن هناك بابًا مفتوحًا في غرب الشمس، يمتد عرضه سبعون عامًا، وهذا الباب لا يزال مفتوحًا للتوبة حتى يطلع الشمس من نحوه، وإذا طلعت الشمس من نحوه فلن تنفع أي إيمان لم يكن مؤمنًا به قبل ذلك أو لم يعمل في إيمانه خيرًا.
آيات قرآنية أخرى فيها أن الأرض ثابتة وأن الشمس هي التي تجري
- الله تعالى يقول: `ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه، إذ آتاه الله الملك وقال إبراهيم: ربي الذي يحيي ويميت، فقال له الله: أنا أحيي وأميت، فقال إبراهيم: فإن الله يأتي بالشمس من المشرق، فأت بها من المغرب، فاستغرب من يكفر بهذا الأمر والله لا يهدي القوم الظالمين.` (البقرة 25).
- يقول الله تعالى: (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم) سورة يس، الآية 38.
- قال تعالى “رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ”الرحمن 17.
- قال تعالى “وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى”الرعد2.
- ذكر الله تعالى في سورة النبأ الآيات 6 و7: `ألم نجعل الأرض مهاداً والجبال أوتاداً`.
- قال تعالى “وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ”النحل 15.
- قال القرطبي في تفسيره: يعني المصطلح `الميد` عند الكوفيين الاضطراب يمينًا وشمالًا، وعند البصريين يعني كراهية الاضطراب، والميد يشير إلى الاضطراب الذي يحدث عند حركة الشيء يميد من جانب إلى آخر.
- قال تعالى”وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ”ق 7.
- ذكر الله تعالى في الرعد 3: “وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا
- قال القرطبي في تفسيره: ويضع فيها رواسي أي جبالا ثابتة؛ وتوجد جبل واحد ثابت؛ لأن الأرض ترسو بها، أي تثبت، وهذا يعني الاستقرار
الإجماع على أن الأرض ثابتة وأن الشمس هي التي تجري
ذكر الإمام عبد القاهر بن طاهر البغدادي التميمي في كتابه `الفرق بين الفرق`، الصفحة 330، طبعة دار المعرفة بيروت، أن الإجماع يؤكد صحة الأرض وصدق الادعاء.
فقال: وتوافقوا على أن الأرض ثابتة ولا تتحرك، وأن حركتها تنشأ من اصطدامها بجسم آخر يتسبب في زلزال أو شيء مشابه، ويتعارض هذا مع قول بعض الفلاسفة الذين يعتقدون أن الأرض تنحدر بلا توقف، وإذا كان الأمر كذلك، فمن المفترض ألا يسقط الحجر الذي نلقيه من يدينا أبدًا لأن الأشياء الخفيفة لا تسقط باتجاه الأشياء الأثقل منها.
يدل ثبات النجم القطبي، الذي يعتبر دليلا على جهة الشمال، على ثبوت الأرض، وهذا الأمر يجمع عليه المسلمون، فالنجم القطبي ثابت، وإذا وقفت في وقت معين من الليل وراقبت السماء، يمكنك رؤية هذا النجم.
إذا وقفت في نفس المكان وبنفس الاتجاه الذي كنت فيه في البداية، ثم صاحبت النجم، فستلاحظ أن النجم لم يتحرك عن مكانه ولم ينحرف حتى قليلاً عن المكان الذي رأيته في بداية الليل، وذلك حتى آخر الليل الذي رصدت فيه النجم.
إذا تمت إثبات الأرضية الثابتة كما هو معروف، فإن ذلك يؤكد عدم وجود دليل على دوران الأرض في قوله تعالى”وكل في فلك يسبحون”، والذي يتم استخدامه بشكل مضلل من قبل بعض المفتونين، نظرا لعدم وجود ذكر للأرض في هذه الآية، وإنما تم ذكر القمر والشمس والليل والنهار.
وقد جعلنا القمر منازل حتى عاد كالعرجون القديم، لا ينبغي للشمس أن تصل إلى القمر ولا يكون الليل قبل النهار، وكل شيء في مداره يسبحون، يعني أن الشمس والليل والنهار لها مدار محدد يسبح فيه، والليل له مداره.
تلك المنطقة ستكون مكانا حيث يأتي الليل والنهار بتناوب، وفي الوقت الذي يكون فيه النهار، يذكر ضوء النهار. وذكر الله الأرض في هذه الآية الكريمة دون الإشارة إلى دوران الأرض في القرآن الكريم أو في الحديث الصحيح. والقول الأقرب إلى ما نقل عن السلف هو عدم دوران الأرض.