اللغة العربيةتعليم

التعريف والتنكير في اللغة العربية

اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، ولتفهم معاني آيات القرآن لا بد من فهم قواعد اللغة العربية أولا، وتعلمها سهل لمن يريدها ويبذل الجهد والوقت المناسب لذلك. وفقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، فمن يتحرى الخير يعطه ومن يتق الشر يجتنبه). وهناك العديد من الكتب التي يمكن استخدامها لتعلم اللغة العربية، مثل ألفية ابن مالك وشروحها المبسطة، مثل شرح ابن عقيل لها، ومن بين قواعد اللغة العربية التعريف والتنكير التي تلعب دورا هاما في علم النحو والبلاغة.

أنواع التعريف في اللغة العربية

تقتصر استخدام مصطلحي النكرة والمعرفة في اللغة العربية على الاسم فقط، فلا يستخدمان مع الفعل والحرف. ورغم أن هذه ميزة في اللغة، إلا أنها تسبب مشكلة لغير الناطقين بالعربية. ومفهوم التعريف هو الدلالة على شيء محدد، وتوجد ستة أنواع مختلفة من المعارف في اللغة العربية

الضمائر

والضمير هو ما يشير إلى الشخص المتحدث، أو الشخص الغائب، أو الشخص المخاطب، ويتقسم الضمائر إلى ثلاثة أنواع رئيسية (الضمائر المستقلة، الضمائر المتصلة، الضمائر المستترة) وفقا للتصنيف التالي

  • الضمائر المنفصلة: تكون الضمائر المنفصلة في محل رفع أو محل نصب، ولا تأتي أبدا في محل جر، وتكون الضمائر التي في محل رفع هي (أنا، نحن، أنت، أنت، أنتما، أنتم، أنتن، هو، هي، هما، هم، هن)، بينما الضمائر التي تقع في محل نصب هي (إيـاي، إيـانا، إيـاك، إيـاك، إيـاكما، إيـاكم، إيـاكن، إياه، إياها، إياهما، إياهم، إياهن).
  • الضمائر المتصلة: تستخدم بعض الأحرف في محل الرفع فقط، مثل تاء الفاعل في (أكلت، أكلت، أكلت) وألف الاثنين في (سافرنا) وواو الجماعة في (لعبوا) ونون النسوة في (ذهبن). كما يمكن أن تستخدم بعض الضمائر في محل النصب أو الجر، مثل (الهاء، الكاف، الياء)، فعلى سبيل المثال، الياء في جملة (جاءني أحمد صديقي) تعبر عن الضمير في محل النصب المفعول به، أما الياء في كلمة “صديقي” فتعبر عن الضمير في محل الجر المضاف إليه. وكذلك، الكاف في جملة (جالستك في دارك) يكون في محل النصب المفعول به، بينما الكاف في “دارك” يكون في محل الجر المضاف إليه، والضمير “الهاء” في جملة (علي زرته في داره) يكون في محل النصب المفعول به في “زرته”، أما “الهاء” في “داره” فتعبر عن الضمير في محل الجر المضاف إليه. وهناك ضمير آخر يمكن أن يستخدم في محل الرفع أو النصب أو الجر، وهو “نا”، كما في جملة (زرنا زيدا، فأكرمنا ورحب بنا)، فالضمير في “زرنا” يكون في محل الرفع المؤول عليه، بينما “أكرمنا” يكون في محل النصب المفعول به، و”بنا” يعبر عن اسم مجرور بحرف الجر “الباء.
  • الضمير المستتر: ما لا يظهر له صورة في الجملة هو عند التحدث عن النفس بقول (أسافر)، أو عن النفس ومن معها بقول (نسافر)، وأيضا التحدث عن مخاطب مذكر بقول (تسافر).

العلم

هو اسم يُعرف دون قيد أو شرط، كأسماء الأشخاص، ويمكن أن يكون الاسم مفردًا مثل (أحمد، محمد، علي)، أو يمكن أن يكون علمًا مركبًا كـ(عبد الرحمن، زين العابدين)، وكذلك يمكن أن يكون الاسم علمًا مزجيًا كـ(حضرموت، بعلبك).

أسماء الإشارة

وهو اسم يُعينُ مسماه بالإشارة إليه، ويمكن توضيحه في التالي:

  • للمفرد المذكر نستخدم (ذا)، أما المفردة المؤنثة فتكون (ذي، تي، تا، ذه، ته).
  • عندما يتم رفع المثنى، يجب استخدام “ذان” للذكر و “تان” للمؤنث، وعند استخدام النصب والجر يجب استخدام “ذين” للذكر و “تين” للمؤنث.
  • والجمع بنوعيه المذكر والمؤنث نضع (أولاء).
  • يمكن استخدام هاء التنبيه بدلاً من ذا وهذه للإشارة إلى القريب، ويمكن إضافة لام وكاف مع أسماء الإشارة للبعيد لتصبح تلك وذلك.

الأسماء الموصولة

هذه هي الأسماء التي يتم تحديدها بواسطة الصلة، وتنقسم إلى أسماء خاصة ومشتركة، على النحو التالي:

  • الأسماء الخاصة: تختلف كلمة (الذي) في استخدامها بين المذكر والمؤنث، وكذلك كلمة (اللذان) و(اللتان) في الاستخدام المثنى، وتتغير في الموقع الإعرابي بين الرفع والنصب والجر، وفي حالة الجمع يصبح المذكر (الذين) والمؤنث (اللائي).
  • الأسماء المشتركة: يشير (من) و (ما) إلى شيء معين ، لكن استخداماتهما تختلف، حيث يمكن استخدام (من) مع الأفراد العاقلين سواء كانوا مفردا أو مثنى أو جمعا في حالتي التذكير والتأنيث. بينما يمكن استخدام (ما) مع الأشياء غير العاقلة وتناسب الأفراد المفردة والجمع سواء كانوا ذكورا أو إناثا.

التعريف بال

هو دخول التعريفية على كلمة نكرة لتصبح معرفة، وله صور مثل (تعريف العهد، تعريف الجنس دون استغراق، تعريف الجنس للاستغراق).

المعرف بالإضافة

أي كلمة نكرة تُضاف إلى أحد المعارف السابقة تصبح معرفة بالإضافة، كقول (قلمك، قلم علي، قلم هذا)، فإن كلمة “قلم” صارت معرفة بإضافتها إلى الضمير، والعلم، واسم الإشارة.

أنواع النكرة في اللغة العربية

الفرق بين الاسم المجهول والمعرف هو أن الاسم المجهول يشير إلى شيء غير محدد، مثل الكلمات (طفل، مدينة، جبل)، ويجدر بالذكر أن الأسماء المجهولة في اللغة العربية ليست محدودة مثل الأسماء المعروفة، ويمكن اعتبار أي كلمة خارجة عن الأسماء المعروفة مجهولة.

أغراض التعريف في اللغة العربية

عند التعمق في تاريخ اللغة العربية الطويل نجد أن التعريف له أسباب وأغراض يمكن توضيحها في التالي

  • لإحضاره بعينه في ذهن السامع: عند سماع آية (قل هو الله أحد) [سورة الإخلاص الآية 1]، فمن المعروف أنه يعني الله الواحد الأحد عند سماع لفظ الجلالة.
  • للتعظيم أو الإهانة: وتمجيدا لذكر نبي الله يعقوب بلقبه `إسرائيل`، فإنه يحتوي على الثناء والتكريم نظرا لكونه سرا من أسرار الله، ويحتوي أيضا على إهانة في قوله `تبت يدا أبي لهب` [سورة المسد الآية 1].
  • للتعريض بغباوة السامع: فإنه لا يمكن للشخص التمييز بين الأشياء إلا عن طريق الإشارة إليها، مثل قول (هذا، ذلك).
  • للتحقير بالقرب: ويأتي في قوله تعالى: (وما هٰذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب) [العنكبوت: 64.
  • للتعظيم بالبعد: كما قال تعالى في (ذلك الكتاب لا شك فيه) [البقرة: 2] للإشارة إلى أن درجته بعيدة.
  • للتنبيه: هذا يأتي بعد ذكر صفات الأشخاص، قبل وصفهم بها، كما هو مذكور في قول الله تعالى: `أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون` [البقرة: 5].
  • لكراهية ذكر الشخص باسمه: يستخدم الاسم الموصول ليستر على هوية الشخص المذكور في الآية الكريمة `والذي قال لوالديه أف لكما` (الأحقاف: 17)، وقد يستخدم أيضا لتغطية هوية شخص آخر.
  • للعموم: يعني استخدام الكلمة “الذين” أن الغرض منها هو أن تشمل الجميع، مثلما جاء في قول الله تعالى “إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا” [فصلت: 30]، ويمكن استخدام الاسم الموصول أو التعريف بالإضافة، مثلما جاء في الآية الكريمة “فليحذر الذين يخالفون عن أمره” [النور: 63] ليشمل كل أمر الله تعالى.

أغراض التنكير في اللغة العربية

من أغراض التنكير ما يلي:

  • إرادة الوحدة: وكما جاء في قول الله تعالى (وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى) [القصص: 20]، المقصود به رجل واحد فقط.
  • إرادة النوع: في قوله تعالى (هذا ذكر) [ سورة ص : 49 ]، يعني أنه نوع من الذكر.
  • التعظيم: عظمته تفوق الحاجة للتعريف كما في الآية `أن لهم جنات` [سورة البقرة: 25].
  • التكثير: في قول الله تعالى: (أئن لنا لأجرا) [الشعراء: 41]، والمقصود هو أن الأجر وافر جزيل.
  • التقليل: ومن الآية الكريمة `ورضوان من الله أكبر`، [التوبة: 72] فإن رضا الله القليل أعظم من جنات الدنيا.
  • التحقير: وهو أمر يمكن تعريفه بشكل أقل مهمية كما هو مذكور في الآية الكريمة (إن نظن إلا ظنا)، [الجاثية: 32]، وذلك يعني أن الظن يعتبر أمرا تافها لا يستحق الاهتمام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى