التطبيقات التربوية لنظرية ثورندايك
من هو ثورندايك
إدوارد لي ثورندايك هو عالم نفس أمريكي ولد في عام 1874 في ويليامزبرج، ماساتشوستس. تعد مساهماته العظيمة في علم النفس نتيجة للأساليب التي ابتكرها لاختبار وقياس ذكاء الأطفال وقدرتهم على التعلم، حيث أجرى دراسات في علم نفس الحيوان وعلم نفس التعلم. كما قام بتجميع قواميس للأطفال والشباب، وتشمل مؤلفاته علم النفس التربوي والقياسات العقلية والاجتماعية. وقد أصدر نظرية التعلم بالخطأ والمحاولة، التي تتكون من ثلاث قوانين أساسية، وأصبحت هذه النظرية وتطبيقاتها التربوية أشهر نظريات التعلم وأصبحت هامة في علم النفس
أنماط التعلم عند ثورندايك
نظرية ثورندايك حول التجربة والخطأ وقوانين التعلم الثلاثة الأساسية لها تأثيرات تعليمية مباشرة، وتركز على
- يركز قانون الاستعداد على تحفيز الأفراد، في حين يجبرنا قانون التمرين على قبول حقيقة معروفة وهي أن الممارسة تجعل الإنسان مثاليًا. ويفتح قانون التأثير نطاقًا كبيرًا إلى حد ما لمناقشة دور الثواب والعقاب كحافز في تعلم الأطفال.
- فعلا، الدافع والتعلم مفاهيم مترابطة، أي أنه لا يمكن أن يكون هناك دافع بدون تعلم. يمكننا أن نذكر مثلا أن رجلا واحدا يمكنه أن يأخذ حصانا إلى بركة ماء، ولكن عشرون شخصا لا يمكنهم أن يشربوه. هذا المثال يوضح تأثير الدافع على عملية التعلم. الدافع الواضح هو القوة التي تدفع الشخص للتصرف أو التعلم في اتجاه معين، ومن هنا يكمن نجاح المعلم في تحفيز الطلاب النشطاء.
- من غير الممكن التعلم بدون دافع أو دفع، لأنه يدفع المتعلم للعمل ويقدم الإضاءة والظل في مجال مختلف، لذلك يجب أن يكون تحفيز الأهداف وتخفيف التوترات التي تشير إلى النجاح أولوية للمعلم. يجب أن يشارك المعلم في الوصول إلى هذه الأهداف بشكل نفسي ويجب أن يكون مشحونا بالقيم وبالتالي يحفز نفسه بشكل طبيعي.
- جانب آخر مهم في هذه النظرية هو أنه لكي تتعلم التعامل مع مواقف معقدة أو تنفيذ مهام مهمة، يجب أن يتم التدريب، ولا يمكن التعامل مع كل موقف صعب في تجربة واحدة، بغض النظر عن مدى الدافعية أو الأجر، لا يمكن لأي شخص أن يقرأ دستورا كاملا في قراءة واحدة حتى لو كانت الأجرة مرتفعة جدا أو كان التهديد هو الموت برصاصة. يبدو كل مهمة في البداية صعبة ومرهقة، ولكن مع استمرار الممارسة، تصبح أكثر سهولة وتتطلب جهدا أقل.
- نتعلم من خلال العمل، ويجب على المعلم ترتيب المواقف التي يمكن للطالب فيها اكتشاف ما هو مهم، ويجب توجيه التخبط والتخلص تمامًا من الأساليب غير المجدية، ولكن في الوقت نفسه يجب على المعلم ممارسةالضبط الذاتي المستمر في إشرافه.
- يلعب دورا مهما في عملية التعلم كل من العقاب والمكافأة، ومع ذلك، تشير التجارب في نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ إلى أن التحفيز يتم التعامل معه بنجاح عندما يتم الاحتفاظ به في المرحلة الإيجابية، وتميل أشكال التثبيط الصارمة إلى أن تؤثر على موقف التعلم بأكمله، وفي بعض الأحيان يثير المعلمون الإعجاب بالعمليات السلبية، ويتم منع الاستجابة الخاطئة بشكل فعال عندما يتم تثبيت التفاعل الصحيح، وينبغي أن يتركز التركيز على العملية الأخيرة، وتكون مكافآت التثبيت أكثر فاعلية عندما تتيح التحرير الفوري والكامل
- التأخير الواقع بين الأداء الناجح والمكافأة المرتبطة به يؤثر بشكل كبير على معدل التعلم والتحفيز. في المدرسة، يجب أن يكون الرضا مرتبطا ارتباطا وثيقا بالنشاط نفسه، وإلا فإن احتمال حدوث تأثيرات دائمة ضئيل. جانب آخر لحل مشكلة التحفيز هو أبسط من معالجة التوترات والمشاكل، ويمكن للجميع تحقيقه. يجب على المتعلم أن يبقى على اطلاع دائم على تقدمه بوتيرة سريعة.
مثال على نظرية المحاولة والخطأ
تم إجراء تجارب مختلفة على الرجال والحيوانات لدراسة هذه الطريقة، وقام ثورندايك بإجراء عدة تجارب على الفئران والقطط، وتم ذكر تجربتين مهمتين هنا
تجربة القطط
تجربة Thorndike الأكثر شهرة هي وضع قطة جائعة في صندوق ألغاز، ووضع سمكة كحوافز خارج الصندوق بعيدًا عن متناول القطة. تم تصميم الصندوق بحيث يمكن تحرير باب القفص من خلال عمل بسيط مثل الضغط على رافعة داخل القفص.
في البداية، حاولت القطة عدة محاولات متنوعة للوصول إلى الطعام بطريقة تجريبية وبالخطأ، مثل القفز لأعلى ولأسفل، والخدش في القضبان، وخدش القفص، وصيد الحيوانات الموجودة خارج القفص، والخدش والهز وأجزاء أخرى من القفص وما إلى ذلك، ولكن تبين أن جميع المحاولات باءت بالفشل.
في النهاية، سقطت مخلب القط على حلقة الحبل وفتحت الباب، وقفز القط فورا وأكل السمك. في اليوم التالي، وضعت القطة في الصندوق مرة أخرى، واستغرقت وقتا أقل للخروج هذه المرة. وفي التجارب اللاحقة، تناقص الوقت أكثر حتى وصلت المرحلة التي يخرج فيها القط بعد وقت قصير من وضعه بالداخل مباشرة، حيث تصطدم مخلبها بالمزلاج بدون أي حركة عشوائية. هذه هي الطريقة التي تعلمتها لتحقيق هدفها.
تجربة التعلم والخطأ على الإنسان
تمت تجربة نظرية التعلم والخطأ في البشر من خلال تجربة رسم المرآة، وهي تجربة كلاسيكية في علم نفس التعلم. في هذه التجربة، يطلب من المشترك أن يتتبع رسمة على شكل نجمة دون النظر إليها مباشرة، ولكن بسبب انعكاسها في المرآة، تصبح حركات يده مرئية في المرآة فقط وليس بشكل مباشر. يلاحظ المشترك حركات يديه، وبالتالي يسجل وقت التتبع في التجارب المتتالية وعدد الأخطاء التي ارتكبت في كل تجربة.
في الست تجارب الأولى، يتعقب الشخص النجمة بيده اليمنى، ثم في الست تجارب التالية يتعقبها بيده اليسرى، ثم يتم رسم مخططين يوضحان منحنى الوقت ومنحنى الخطأ، مما يوضح السمات العامة للتجربة والتعلم الخاطئ. في التجربة الأصلية، يرتب الشخص أجهزته بحيث يتم تسجيل تلقائي لجميع حركات أنماط الموضوع أثناء تعقبه للنمط. وبهذه الطريقة، يتم الحصول على سجل زمني متتابع لعملية التعقب وسجل الأخطاء.
تم تحليل الأخطاء المرتكبة إلى مجموعتين، الأخطاء ذات المستوى الأدنى والأخطاء ذات المستوى الأعلى. الأخطاء ذات المستوى الأدنى هي تلك التي لا تنطوي على أي عملية ذهنية من قبل الموضوع في متابعة النجم، في حين أن الأخطاء ذات المستوى الأعلى هي تلك التي تتطلب عملية ذهنية أكبر على المستوى الإدراكي والمفاهيمي.
تم اكتشاف أن التحسن في الاستجابات ذات المستوى الأعلى يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالذكاء، بينما لم يظهر التحسن في استجابات الأخطاء ذات المستوى الأدنى ارتباطًا كبيرًا بالذكاء، وهذا يؤكد أهمية التجربة والخطأ والتعليم العالي.
نقد نظرية ثورندايك
تم انتقاد النظرية من قبل العديد من علماء النفسيين على أسس مختلفة
- أولاً النظرية ميكانيكية ، لأنها لا تترك مجالًا لهدف أو غرض بأي معنى على الإطلاق ، على العكس من ذلك ، أكد عالم النفس ماك دوجال أنه حتى سلوك الأميبا أو البراميسيا يتألف من تعلم مواجهة ظروف جديدة لخدمة غرض غير معروف حتى التجارب المتكررة لا جدوى منها إذا لم يكن هناك ميل للتعلم.
- في التجارب المتكررة، لا يتم تصحيح عدد الأخطاء تلقائيا أو بشكل ميكانيكي، بل يعتمد تأثير التجربة والخطأ على الحالة النفسية والجسدية للحيوان أو الإنسان. وفي حالة عدم وجود أي هدف في التجربة، قد يشعر الحيوان بالحيرة ويستمر في ارتكاب الأخطاء بلا نهاية، وهذا لا يحقق أهمية نظريات التعلم
- وفقا لثورندايك، يعتبر التعلم عملية تتضمن مواقف كاملة بدلا من اتحاد عدة حركات منفصلة فقط. وللقطة الجائعة المحصورة في صندوق الأحجية مع وضع الطعام بجوارها، فإنها لا تدرك الموقف بشكل مقطوع النظير ولكنها تشعر بالجوع والحاجة إلى الطعام بشكل عام، وهذا ما جعل هذه النظرية تتعرض للانتقاد لأنها لا تولي أهمية كافية لنظريات التعلم في المجال التربوي