نبذة عن الفيلسوف إدوارد لي ثورندايك
إدوارد لي ثورندايك (31 أغسطس 1874 – 9 أغسطس 1949)، هو عالم نفس أمريكي ولد في عام 1874 في ويليمزبرج، ولاية ماساشوستس، الأمريكية. أكمل دراسته الثانوية في عام 1891، والتحق بجامعة ويسليان وتخرج منها عام 1895، ثم استكمل تعليمه في جامعة هارفارد. في عام 1897 غادر هارفارد وعمل في جامعة كولومبيا، وحصل على درجة الدكتوراه في علم النفس عام 1898. بدأ تأثير بحوثه على موضوع التعلم والتعليم منذ بدايات القرن العشرين
بدايات مسيرته العلمية
بعد تخرج ثورندايك من الجامعة، قدم رسالة الدكتوراة في علم النفس التربوي في عام 1898 في جامعة كولومبيا، تحت إشراف جيمس إم سي كين كاتل، أحد الرواد المؤسسين للقياسات النفسية.
توظف في كلية النساء كليفيلند، بولاية أوهايو، ثم تركها بعد عام ، ليعمل موجهًا في قسم علم النفس في كلية المعلمين في جامعة كولومبيا، وفضل البقاء طيلة حياته المهنية، يبحث في أمور التعليم و التعلم الإنساني والاختبارات العقلية، حتي في أصبح الرئيس الثاني لمجتمع البسيشوميتريكس (القياسات العقلية) في 1937.
طريقة البحث لدى ثورندايك
فتاحة البحث والدراسة فتحت الأبواب للمعلمين للاستفادة من علم النفس الحديث. في عام 1913/1914، نشر ثورندايك كتابه الذي يتناول علم النفس التربوي المكون من ثلاثة أجزاء. في هذا الكتاب، قدم أفكاره ونتائج أبحاثه التجريبية والإحصائية، وشرح مبادئ قوانينه التي اعتمدها في بحوثه حول طرق التعلم، سواء التعلم البشري أو التعلم الحيواني، على الرغم من أن بدايات ثورندايك كانت في مجال نظريات التعلم والتعليم.
تعتمد طريقة ثورندايك في البحث على المشاهدة وحل المشكلات، وذلك عن طريق:
ضع الإنسان أو الحيوان في موقف يتطلب حل مشكلة.
رتب الردود أو الاستجابات المتوقعة.
اختيار الإجابة الصحيحة من بين العديد من الخيارات.
4- راقب سلوك الحيوان أو الإنسان.
5- سجِّلهذا السلوك باستخدام مقاييس ومعايير كمية رقمية.
تكمل أفكار ثورندايك بعض أفكار العالم التربوي جون ديوي، وخاصة في علم النفس الوظيفي، حيث قام بتطوير بعض أفكار ديوي وصاغ نظرية الارتباطية، والتي أصبحت مطلبًا تربويًا أساسيًا خلال الخمسين سنة التالية لظهورها وتطبيقها في مجالات التعليم.
قوانين ثورندايك
رأى ثورندايك، من خلال نظريته الارتباطية، أن عملية التعلم تتأثر وتستند على أربعة قوانين رئيسية
1 – قانون الاستعداد
وهو أول قوانين ثورندايك الأولية، ويشير إلى الظروف المحيطة بالإنسان أو الحيوان التي تجعله مستعدا للاستجابة، وفقا للوضع أو الموقف الحالي. يعبر هذا القانون عن سمات الظروف التي تؤدي إلى استعداد للاستجابة المحددة مثل كيفية الهروب من المتاهة، وذلك حسب الوضع المحدد، مثل الحبس في صندوق المتاهة. يرتبط ذلك بمفهوم الإثابة والعقاب، حيث تكون الاستجابة مشبعة في الحالة الأولى (الإثابة) وغير مشبعة في الحالة الثانية (العقاب).
2- قانون المران (أو التدريب)
يُعتبر قانون ثورندايك الثاني من بين القوانين الهامة التي اقترحها ثورندايك، وينص على أن العلاقة بين الوضع أو الموقف (كالحبس في الصندوق) والاستجابة (مثل الهروب) تقوى كلما ارتفع عدد مرات التكرارات لهذه الاستجابة على ذلك الوضع، أي أن الرغبة في الهروب تزداد طالما استمر الوضع أو الموقف الذي يتطلب الهروب.
3- قانون الأثر (الثأثير)
يعتقد ثورندايك أن قوة الارتباط بين الحبس والاستجابة تزداد عندما تحقق الاستجابة تلبيةً ما أو إشباعًا، وتضعف القوة إذا كانت النتيجة غير مرضية ولا تحقق إشباعًا، وهذا يتطلب الارتباط الوثيق بين الحالتين .
4- قانون الاهمال
وفي هذا القانون، يشير ثورندايك إلى أن الارتباطات تضعف بسبب عدم ممارستها وإهمالها، وتحدث العجز في الارتباطات اللازمة لعملية التعلم عندما تكون سهلة وبسيطة.