التاءات الـ ” 20 ” لتدبر القرآن
ماذا يعني تدبر القرآن
التدبر هو النظر في عاقبة الأمر والتأمل والتفكر فيه. يجب على الإنسان معرفة المعاني والتفسيرات ليتمكن من التأمل. التدبر هو النتيجة التي يصل إليها الإنسان بفهم وتفسير القرآن الكريم. أما التفسبر فهو كشف المعنى الظاهر في الآيات. التدبر واجب على كل مسلم ويجب عليه أن يفهم معانيه. `أفلا يتدبرون القرآن، ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا` [النساء ٨٢]
التاءات العشرين لتدبر القرآن
- التطهير
وتطهير القلب من الآثام والأمراض، وتزكية النفس والروح أمر مهم في فقد نال الفلاح من زكى نفسه، وتلك الزكاة يمكن تحصيلها في النفس بإزالة الشر والتخلص منه، وإحلال الخير بديلا، والابتعاد عن المعاصي، وطهارة القلب بالإحسان، والحسنات، والقرآن الكريم شفاء للقلوب والأبدان، ومن طهر قلبه من الأمراض، ترك القرآن في نفسه أثرا عظيما وحظا أوفر
- التعظيم والتأدب
يقال إن كلام الملوك هو ملوك الكلام، وهذا يشير إلى أن عظمة الكلام مستمدة من عظمة صاحبه. وقد كرم القرآن الكريم الثلاثة الأعلى المراتب، وهي تعظيم الله، وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم، وتعظيم الأنبياء والصالحين للقرآن الكريم. ويمكن رؤية هذا التعظيم في سورة الواقعة، وفي تقديم النبي صلى الله عليه وسلم لحملة القرآن الكريم، وفي موقف الصالحين من آيات الله عندما يتلى عليهم
- التغني
التغني بالقرآن الكريم يشمل الجهر به والتلحين والترنيم، مع احترام الحرمات والقواعد التجويدية، واتباع الطرق الممكنة لتحسين الصوت. يمكن لمن يجمع بين جمال الصوت واتباع قواعد التجويد والامتناع عن الأمور المحظورة في الأداء أن يحصل على التغني بالقرآن الكريم.
- الترتيل
الترتيل هو قراءة القرآن بتمهل ووضوح، وعدم الإسراع فيها، حتى تكون قراءة مرتلة، حيث يسمع الآخرين القراءة بهذه الأسلوب وكأنهم يخاطبون بها، وتنطق الحروف بوضوح، وتعبر الحركات بالشكل المناسب، مع معرفة قواعد التوقف والبدء
- التمهل والتأني
وأما التمهل والتأني ففيه قول الله سبحانه وتعالى [ وَقُرۡءَانࣰا فَرَقۡنَـٰهُ لِتَقۡرَأَهُۥ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكۡثࣲ وَنَزَّلۡنَـٰهُ تَنزِیلࣰا ] [الإسراء -١٠٦]، وقد قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن شر قراءة للقرآن الكريم هي القراءة السريعة، لذلك فإن التأني والتمهل هما أفضل طرق قراءة القرآن الكريم.
- التفاعل
كما روى لنا الصحابة والتابعين، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن الكريم ويتفاعل معه. عندما يصادف آية تحمل تسبيحا، يسبح لله. وعندما يصادف دعاء، يدعو الله. وعندما يصادف تعوذا، يستعيذ بالله من الشياطين، وهكذا. هذا يعني القراءة المتأملة، حيث يتفاعل القارئ مع كل ما يحتويه القرآن من خلال مروره عليه بنفس الطريقة التي كان النبي يفعلها، وتحقيق التأمل
- التطبيق والامتثال
كان الصحابة والتابعون ومن يشبههم يطبقون الآيات ويمتثلون لأوامر الله ونواهيه، ولا يتركون العشر آيات الأولى قبل الانتقال للعشر الأخيرة، حتى يفهموا الحلال والحرام فيها، ويطبقوا الأمر والنهي عمليًا في حياتهم، وذلك قبل استكمال العشر الأخيرة، وبذلك يتم التدبر بطريقة حقيقية وعملية.
- التكرار
القرآن الكريم يتميز عن أي كتاب آخر بأنه كلما قرأه الشخص ونظر فيه وتأمله، وجد ما هو جديد ومخفي عنه، مثل معان جديدة وإرشادات وتطبيقات عملية. كان النبي صلى الله عليه وسلم يعيد قراءة الآية مائة مرة ليستفيد من المعرفة وشفاء قلبه. وكان الأجداد يرددون آية واحدة أثناء الليل.
- التركيز
هي عملية تسمى تواطؤ القلب مع ما ينطق به اللسان، ويمكن تحسين التركيز عند القراءة بعدة طرق، منها التركيز على أن الشخص المخاطب هو الله سبحانه وتعالى، ومن ضرورة ذلك الانتباه والتركيز، والهدوء في المكان الذي تتم فيه القراءة.
- التفهم
يُعتبر التفهم محله القلب، ومن فقد هذا التفهم فقد تحوّل إلى حيوان يأكل ويشرب في الحياة الدنيا وينجب، ولا يوجد فرق بينه وبين المخلوق الغير عاقل لأنه فقد التفهم الذي يميز بين السامع والقارئ ويوجّههما.
يحكى أن إعرابيًا سمع أية السارق والسارقة من قارئ أخطأ في القراءة وقال غفور رحيم، فقال للقارئ: هذه الآية لا تكون هكذا، لأنه لا بد أن يكون لديك العقل والتفهم أن الله إذا حكم بحكم فإنه عزيز حكيم، وبعد أن انتبه القارئ لخطأ قراءته، صحح قراءته وصح كلام الإعرابي، وهذا هو التفهم الضروري المطلوب.
- التذكر
ويعنى التذكر بالاعتبار والتعلم والاستفادة من ما كان، والتبصر يساعد على التذكر ويساعد أيضًا على التفكر. وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول: `أكره أن يأتي علي يوم لا أنظر فيه فيالمصحف`. ويعنى هنا التذكر بالانتباه لما في الكتاب من عبرة.
- التأسي
يتم التأسي أولاً بالنبي صلى الله عليه وسلم، ويعتبر التأسي به في القول والفعل أمرًا واجبًا، ويشمل ذلك التأسي بتدبره ودراسته للقرآن الكريم، وتطبيق ما فيه، وتذكير الآخرين به.
- التدرج
التدرج مع القرآن الكريم يبدأ بتعلم أحكامه، وصولاً إلى آخر المطاف وهو التدبر مع العمل والاتعاظ مرورًا بأحكام التلاوة، والتجويد، والتفكر، والتفسير، فمن أعطى القرآن الكريم وقته وجهده، وما له من جهد في تعلم قرائته، واحكامه، والتلاوة، والتجويد ثم التفسير، والتأمل والتفكر، والتذكر، سوف يعطى التدبر والعمل بما تعلم.
- التذاكر
تدارس الأمور مهم جداً، والتذاكر هنا هي نوع من التداريس، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم تحدث عن أهمية التدارس والتعلم، وعندما يجتمع الناس لهذا الغرض، يحظون بالبركات العظيمة حيث تحفهم الملائكة، ويرفعهم الله في مقامه، ويغشاهم برحمته.
- التضرع
التذلل والدعاء والعبادة والتضرع إلى الله، هو أن تتذلل وتستجير بالله، والتضرع والتذلل لله هو السبيل الذي يتبعه المؤمنون، حيث يتوجهون إلى الله ليعلمهم ويفهمهم الآية، ويضعون وجوههم في التراب بالمساجد ويدعون الله أن يعلمهم ويفهمهم القرآن الكريم، فلا ينبغي أن يتدبر القرآن من قلب متكبر، فإنه لا يدرك الخضوع والتذلل الذي هو مجد ومهابة الله، ويفتح باب التدبر لمن يشاء سبحانه.
- التباكي
التباكي هو استدعاء وتكلفة البكاء، وفعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين وجد النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبو بكر الصديق رضي الله عنهما يبكيان من أجل أسرى بدر. فبكى معهما وتباكى، ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم، حتى ترقى القلوب وتستشعر الكلام
- التحزيب
التحزيب هو أن يجعل الإنسان لنفسه ورد من القرآن الكريم، وأن يحافظ عليه، على أن يختم القرآن مرة كل ثلاثة أيام، أو سبعة أيام، أو عشرة، أو خمسة عشر يوماً، أو شهر، ويحافظ على الورد، وذكر في كتب السلف أنه كان يختم القرآن الكريم في مدة كذا، بحسب كل منهم، وكانوا يعتنون وتحزيبه.
- التقعيد
والمقصود هنا السير على القواعد والأحكام التي وضعها العلماء، والتقعيد يتم عن طريق عدة وسائل ألا وهي تعلم اللغة العربية، وتعلم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، والسير على بيان النبي للقرآن الكريم، ومعرفة أسباب النزول، ومطالعة كتب التفاسير، وكثرة النظر بالمصحف والعكوف عليه وعلى تدبره، ومدارسته والأخذ بما فيه.
- التفكر
التفكر هو التفكر في مملكة الله والتأمل في الآيات والتفكير فيها، بحيث يفكر الإنسان في الآية ويفكر في الكون المحيط به ويطبق ما قرأ وسمع فيما حوله، ويصبح التفكر في آيات الكون واحدة من العبادات الهامة للقلب والعقل، والتأمل
- التقييد
يعد التقييد أمرًا مهمًا في الكتابة واستخدامها للتذكر في الحياة المليئة بالمشاغل ونسيان الأشياء. كان التقييد من عادات السلف ويساعد في الاجتهاد والضبط والحفظ وعدم النسيان. لذلك، فإنهيعد أداة هامة مثل حفظ القلب، خاصةً للأشخاص الذين ينسون الأشياء بسهولة.