البعثات العلمية في عهد محمد على
يتميز عصر محمد بالنهضة على جميع المستويات، وعلى رأسها النهضة التعليمية، حيث عمل محمد على إنشاء المدارس وإرسال البعثات التعليمية .
البعثات التعليمية
– كان من أهم الأشياء التي اهتم بها محمد على إرسال البعثات التعليمية لاوروبا ، فكان يعمل على اختيار بعض الشبان المصريين المتميزين ، ليرسلهم إلى المعاهد العلمية هناك ، و هذا الأمر إنما يدل على عبقرية محمد على ، لأنه كان يعرف جيدا أن النهضة التي يريد إقامتها في مصر غير ممكنة ، إلا بعد إقامة نهضة تعليمية قوية .
كانت مهمته الأولى نقل العلوم الموجودة في أوروبا إلى مصر عن طريق أبنائها. كما عمل على تعيين خريجي هذه البعثات في المدارس العليا بمصر وتعيينهم في شؤون الأعمار في تلك المدارس .
البعثات الأولى
– بدأ محمد على في إرسال الطلاب المصريين إلى اوروبا ، و ذلك منذ عام 1813 ، و كانت ايطاليا أولى البلدان التي تم ارسال البعثات إليها ، و على رأس مدنها روما و ميلانو و فلورينسا و هناك تم تعلم الفنون العسكرية و الهندسة و غيرها .
لم يتم حصر العدد الدقيق الذي تم إرساله في هذه البعثة، ولكن من المعروف أنها أدت إلى تعلم فنون الطباعة، ومن ثم إقامة مطبعة في بولاق .
تم بعدها الانتقال إلى فرنسا وإنجلترا، وتم إرسال أكثر من 28 طالبًا إلى فرنسا لتعلم الملاحة والميكانيكا .
البعثات الكبرى
كانت أولى هذه البعثات في عام 1826 ، و كانت تتكون من أربعين تلميذ بعدها تم إرسال عدد من التلاميذ الآخرين للالحاق بهم ، و كان مكان هذه البعثة فرنسا و كان الهدف منها تعلم فنون القتال و العلوم الحربية ، و كان بين هؤلاء التلاميذ أربعة أمراء اثنان منهم أبناء محمد علي ، بعدها تم إرسال وفد من طلاب الأزهر الشريف و كان الهدف من ارسالهم تعلم الحقوق .
رعاية محمد على لأعضاء هؤلاء البعثات
كان محمد يهتم بشدة بأعضاء هذه البعثات، وكان يتابع أحوالهم بانتظام ويتراسل معهم من حين لآخر، وكان يشجعهم باستمرار على العمل والاجتهاد. ومن بين الذين تحدثوا عن هذه الرسائل، كان رفاعة بيك رافع منهم .
نتائج البعثات
– كانت نتائج البعثة الأولى تتمثل في عدد من الطلاب تم توزيعهم على عدد من العلوم ، و كان من بينهم عبدي شكري باشا و سليم أفندي و محمد خسرو أفندي في دراسة الحقوق ، و كذلك مصطفى مختار بيك و راشد أفندي و غيرهم في دراسة الفنون الحربية ، و كذلك حسن باشا الاسكندراني و محمد شنان بيك في الفنون الحربية و الملاحة ، و محمد مظهر باشا و سليمان أفندي البحيرى في الهندسة البحرية ، و عمر أفندي في المدفعية و يوسف أفندي في الزراعة ، و علي هيبة في الطب و الجراحة و آخرين في مختلف المجالات .
تم تقسيم البعثات الكبرى إلى عدة بعثات، وضمت نتائج البعثة الثانية 24 طالبًا، وكان من بينهم أحمد دوقلة بيك في الهندسة والرياضيات، وحسنين أفندي على البوقلي في العلوم الطبيعية، وخليل جراكيان أفندي في العلوم العسكرية وغيرهم .
عادت البعثة الثالثة بعدد من التخصصات الجديدة التي تعلمها المصريون هناك، بما في ذلك صناعة الأدوات الجراحية وصناعة الساعات والصاغة والجواهر والنسيج والغزل .
تلت هذه البعثة العديد من البعثات، وكان من بين الأشخاص الأبرز الذين شاركوا فيها إبراهيم النبراوي بيك من البعثة الرابعة، ومحمد شريف باشا من البعثة الخامسة، وحسن عوف باشا من البعثة السادسة وغيرهم .