صحة

الاضطراب المزاجي ثنائي القطب الناتج عن الحمل

رغم أن فترة الحمل هي واحدة من أجمل فترات حياة المرأة التي تنتظرها بشغف، إلا أن هذه الفترة مليئة بالمتاعب، ومن أهم هذه المتاعب التقلبات المزاجية التي تعاني منها المرأة خلال فترة الحمل، ويحدث ذلك نتيجة التغيرات الهرمونية التي تؤدي إلى الإصابة بالاضطراب المزاجي ثنائي القطب Bipolar disorder.

اضطراب المزاج ثنائي القطب هو حالة تتميز بتقلبات مزاجية شديدة تحدث للفرد، حيث يشعر بالحزن الشديد الذي يتحول فجأة إلى حالة من السعادة دون سبب، أو العكس. ويعود سبب هذه التغييرات الشديدة في المزاج إلى التغيرات الهرمونية التي يتعرض لها الشخص وتتباين تبعا لمراحل الحياة .

اضطراب المزاج ثنائي القطب وعلاقته بالحمل
يمر تمر الحامل بثلاث مراحل خلال فترة الحمل، حيث تتغير هرمونات المرأة كليا في هذه المراحل، وتختلف المشاعر والأعراض التي تشعر بها في كل مرحلة، وتعد هذه التغيرات أحد أسباب الاضطرابات النفسية في هذا النوع من الحالات .

المرحلة الأولى
و تضم أول ثلاثة أشهر من الحمل و في هذه الفترة ترتفع هرمونات المرأة بشكل ملحوظ ، و هذه الهرمونات لم يكن الجسم يعهدها في السابق ، فتسبب أعراض تشبه أحد الاضطرابات النفسية المعروف باسم الأضطراب المزاجي ثنائي القطب ، و هذا المرض يتسبب في أن تشعر المرأة بالاكتئاب و الحزن ربما دون داعي ، فضلا عن مشاعر القلق و التوتر التي قد تسيطر عليها في هذه المرحلة ، و هنا قد تجد المرأة تبكي دون داعي و تغضب فجأة و هكذا .

المرحلة الثانية
و هذه المرحلة تعرف بمرحلة الأستقرار في الحمل بشكل عام ، و متضم الشهر الرابع و الخامس و الشهر السادس من الحمل ، فتجد أن المرأة صارت تشعر بشكل أكبر بإرتياح في الحمل ، كما أنها لم تعد تواجه تلك الآلام التي كانت تشعر بها في بداية الحمل ، و بالتالي تجد أن حالتها النفسية أصبحت أكثر استقرارا ، و يعرف البعض هذه المرحلة بأنها أجمل مراحل الحمل .

المرحلة الثالثة
و هذه المرحلة تكون المرأة فيها قد بدأت في التفكير في الولادة ، و التحضير لها و بدأت متعة الحمل تتحول إلى قلق من ذلك اليوم ، هذا بالإضافة إلى أن هذه الفترة ترتفع فيها نسبة الهرمونات بشكل بالغ ، و يزداد فيها وزن المرأة مما يجعلها تكره مظهرها و من ثم تشعر بالأكتئاب ، و هنا تزداد حالة التقلبات المزاجية التي تواجه المرأة أثناء فترة الحمل .

بعض النصائح لتحقيق الاستقرار النفسي خلال فترة الحمل
يجب أن تدرك المرأة أن أي تغيرات تشعر بها خلال فترة الدورة الشهرية هي أمرطبيعي، ولا يوجد داعٍ للقلق، وذلك لأن هذه الفترة تتسم بتغيرات هرمونية وتغيرات في حالة الجسم .

لا ينبغي للمرأة أن تدع المشاعر الغاضبة التي تشعر بها تسيطر عليها، حيث أن هذه المشاعر غالباً ما تنشأ نتيجة لتقلبات نفسية يعاني منها الشخص .

تساعد ممارسة الرياضة بشكل كبير على تنظيم الحالة النفسية للأم، ولكن يجب استشارة الطبيب أولاً لتحديد نوع الرياضة المناسبة .

تعتبر تمارين اليوغا والاسترخاء من التمارين الفعالة في التخلص من الحالات النفسية السيئة والوصول إلى الاستقرار النفسي .

على المرأة أن لا تستسلم لمشاعر الحزن والكسل، وعليها أن تتفنن في إيجاد ما يسعدها مثل ممارسة الهوايات أو الخروج أو غير ذلك .

يعد الدعم النفسي أمرًا مهمًا في هذه الفترة، لذا يجب على المرأة التحدث بصراحة عن تلك المشاعر السيئة التي تشعر بها مع شخص تثق به وتجد الراحة في التحدث إليه .

دور الزوج يلعب دورًا أساسيًا في هذه المرحلة، لأنه يشارك المرأة بشكلٍ أكبر، ولابد من الحصول على الدعم النفسي منه أولاً .

يمكن للنساء تناول بعض المشروبات التي تساعد على تهدئة الأعصاب في المساء، ويجب تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين لأنها تزيد من التوتر .

من الأمور الهامة التي تساعد المرأة في هذه المرحلة على تقبل التغييرات النفسية هو أن تدرك أن هذا التغيير مؤقت وسينتهي مع نهاية فترة الحمل .

تأثر الجنين بالحالة النفسية للأم
العلاقة التي تربط الأم بالجنين هي علاقة قوية ، و الحالة النفسية للأم تؤثر كثيرا على الجنين ، فأن كانت حالة الأم سيئة أثناء الحمل سيتسبب ذلك في إضعاف جهاز المناعة لدى الجنين ، كما أن الحزن البالغ قد يتسبب في حدوث تشوهات للجنين أو ولادة طفل عصبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى