يتناول الأمريكيون الكافيين يوميًا من مصادر مثل القهوة والشاي والصودا والشوكولاتة، وفي العادة السليمة للأشخاص الأصحاء، لكن إذا كنت تعاني من مرض السكري من النوع الثاني، فقد يؤثر الكافيين على قدرتك على الحفاظ على مستويات السكر في الدم .
كيف يؤثر الكافيين على سكر الدم ؟
أشارت مجموعة من البحوث أن الأشخاص الذين يعانون من سكري الدرجة الثانية يجب أن يتراجعوا عن تناول الكافيين ،لأنه يمكن أن يزيد معدل السكر والإنسولين في الدم لديهم ، وأجريت دراسة على الأشخاص المصابون بسكري الدرجة الثانية ، والذين يتناولون 250 مجم من الكافين على الإفطار ومثلهم في موعد الغداء ، وهذه الكمية تعادل كوبين من القهوة مع كل وجبة ، فكانت النتيجة ارتفاع مستوى السكر في الدم بنسبة 8% بالمقارنة مع الأيام الذين لا يتناولون القهوة فيها ، كما تزداد معدلات السكر لديهم بصورة كبيرة بعد تناول الوجبات .
السبب في ذلك هو أن الكافيين يمكنه التأثير على استجابة الجسم للإنسولين، وهو الهرمون الذي يسمح للسكر بالدخول إلى الخلايا وتحويله إلى طاقة. يقلل الكافيين أيضا من حساسية الجسم للإنسولين، مما يعني أن الخلايا لا تستجيب للهرمون بغض النظر عن ما يفعله الشخص، وبالتالي لا يمكنها امتصاص السكر من الدم بعد تناول الطعام أو الشراب. وهذا يجعل الجسم ينتج مزيدا من الإنسولين، مما يؤدي إلى زيادة مستويات السكر والإنسولين بعد تناول الوجبة .
إذا كنت تعاني من سكري الدرجة الثانية، فجسمك لا يستخدم الإنسولين بشكل صحيح، وترتفع مستويات السكر في الدم فوق المعدل الطبيعي بعد تناول الوجبات، والكافيين يعوق استعادة هذه المستويات إلى طبيعتها مرة أخرى، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة حادة في هذه المستويات، ومع مرور الوقت، يصبح الشخص عرضة لمضاعفات مرض السكري مثل تلف الأعصاب وأمراض القلب .
ما هو السبب الذي يجعل الكافيين يؤثر على مرض السكري من النوع الثاني
لا يزال العلماء يدرسون تأثير الكافيين على الإنسولين ومستويات السكر في الدم، ولكنهم وصلوا إلى بعض النقاط المهمة حول ذلك، وتشمل ما يلي:
يساهم الكافيين في زيادة مستوى بعض هرمونات التوتر، مثل الإبينفيرين (الأدرينالين)، الذي يمنع الخلايا من تحويل السكر، كما يمنع الجسم من إنتاج الإنسولين .
يعمل الكافيين على تثبيط بروتين الأدينوسين الذي يلعب دورًا مهمًا في تنظيم إنتاج الإنسولين واستجابته للجسم، حيث يمنع الأدينوسين من القيام بوظيفته في تنقية السكر من الدم بسرعة .
يؤدي تناول الكافيين إلى عدم القدرة على النوم والبقاء مستيقظًا، ويمكن أن ينخفض الحساسية للإنسولين بسبب نقص النوم، مما يعوق استجابة الجسم له.
ما هي الكميةُ الزائدةُ من الكافيين؟
إن الحصول على 200 مجم من الكافيين يمكن أن يؤثر على سكر الدم ، وهذه الكمية تعادل كوبين من القهوة المحضرة أو 3-4 أكواب من الشاي الأسود ، بالإضافة إلى ذلك تعتمد إستجابة الجسم للكافيين على عدة عوامل منها العمر والوزن ، كما أن كمية الكافيين التي تتناولها تلعب دورا هاما في ذلك ، فالأشخاص المصابون بالسكري والمعتادين على تناول مشروب القهوة بانتظام لا ترتفع لديهم معدلات السكر ، ويفسر الخبراء ذلك الأمر بأن الجسم يعتاد على تناول هذه الكمية من الكافيين مع مرور الوقت ، وعلى الجانب الآخر يوجد بعض الباحثين الذين يؤكدون أن الكافيين يؤثر على مستوى السكر في الدم حتى إذا كان الشخص معتاد على تناوله كل صباح .
للتأكد من تأثير الكافيين على ارتفاع مستويات السكر في الدم، يمكنك التحدث مع الطبيب المتخصص الخاص بك، وقد تحتاج إلى اختبار مستوى السكر في الدم كل صباح بعد تناول كوبك المعتاد من الشاي أو القهوة، وذلك لتحديد تأثير الكافيين على مستوى السكر لديك .
ماذا عن الكافيين الموجود بالقهوة ؟
أظهرت بعض الدراسات أن شرب القهوة يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسكري النوع الثاني بشكل رئيسي، ويعزو الخبراء هذا الأمر إلى وجود مضادات أكسدة في المشروب، والتي تعمل على تخفيف الالتهابات وبالتالي تقليل خطر الإصابة بهذا المرض .
أما إذا كنت مصاب فعليا بسكري الدرجة الثانية فالأمر مختلف ، حيث يعمل الكافيين الموجود في القهوة على صعوبة التحكم في سكر الدم ، فإذا كنت تعاني من ارتفاع معدلات السكر في الدم بعد تناول قهوتك الصباحية ، فيجب أن تستبدلها بالقهوة منزوعة الكافيين ، فمهما كانت الكمية قليلة فإنها تؤثر على مستوى السكر والإنسولين في الدم .