الأسس العلمية في اختيار الرياضة المناسبة للطفل
الرياضة للأطفال حسب العمر
ندرك جميعا أهمية ممارسة الرياضة للجسم والعقل. فالرياضة تساعد في الحفاظ على صحة الجسم وتنمية الفكر. ولكن من الأمور التي يغفل عنها الكثيرون هي أهمية ممارسة الرياضة للأطفال، وخاصة الأطفال العنيدين. يجب أن نوضح أن جميع الأطفال في سن معينة يتمتعون ببعض العناد، وقد يزداد العناد لدى بعض الأطفال ويستمر حتى سن متقدم إذا لم يتدخل الآباء. وتعتبر ممارسة الرياضة واحدة من الوسائل التي تساعد الأطفال العنيدين.
الرياضة من الوسائل الترفيهية اللطيفة التي تساعد الأطفال على ممارسة الأنشطة البدنية المفيدة وتنمية مهاراتهم المختلفة دون الشعور بالضغط. تختلف الرياضة التي يمارسها الطفل حسب عمره، حيث تختلف المهارات والسمات البدنية من طفل لآخر حسب العمر، فالطفل ذو السبعة أعوام يمارس رياضة مختلفة عن الطفل ذو الخمسة أعوام.
أظهرت الدراسات أنه يجب إدراج الطفل في النشاط الرياضي عندما يبلغ العام الثالث من عمره، وذلك لمساعدته على تحرير طاقته في الرياضة وتعلم الصبر الذي سيساعده في المستقبل، ويمكن للأطفال في هذا العمر ممارسة رياضات بسيطة وممتعة مثل الجري والسباحة وركوب الدراجات الهوائية.
مع تقدم الطفل في العمر ودخوله العام الرابع، يمكنه تعلم وممارسة الرياضات التي تعتمد على الحركة وتتطلب مهارات أكثر، مثل الفنون القتالية مثل الكاراتيه. وهناك أمور ستعلمك كيفية استهداف طفلك لممارسة الرياضة سنناقشها فيما يلي.
فوائد الرياضة للطفل
عندما يصبح الطفل قادرا على فهم العالم من حوله والتعبير عما يريد، يصبح من الضروري المشاركة معه في نشاط رياضي، حتى لو كانت مجرد مسافة يومية محددة. تختلف قدرة الأطفال الجسدية والذهنية من طفل إلى طفل ومن سن إلى آخر، ولذلك لا توجد قاعدة عامة في هذا الأمر.
لذلك، يجب عليك مراقبة الطفل وتصرفاته لتحديد الوقت المناسب لممارسة الرياضة بمختلف أشكالها، مثل الألعاب الهندسية، والألغاز، وتركيب القطع وتشكيل الأشكال، فالرياضة بجميع أشكالها تعود بالفائدة على الطفل
- تنمية المهارات الحركية والعقلية للطفل.
- تنمية مهارات التواصل لدى الطفل.
- تفريغ الطاقة الجسدية في ممارسة النشاط البدني.
- التحكم في العواطف والمشاركة في الروح الرياضية.
- الاستمتاع بالوقت بناء صداقات.
- بناء الثقة بالنفس.
- المساعدة على العمل الجماعي.
- تحدى الطفل نفسه ووضع هدفٍ للوصول إليه.
- تعلم اتباع القواعد ، والانضباط.
اسس اختيار الرياضة المناسبة للطفل
كآباء علينا الحرص على مستقبل أبنائنا، وتعليمهم المهارات التي تساعدهم في تكوين شخصية سوية، وذلك من خلال اتباع التربية الإيجابية التي تعتمد على الأسلوب السوي في التربية، ومن الأشياء التي تساعد في تحقيق نتائج جيدة في تربية الطفل، هي إشراكه في اختياراته.
لذلك، يجب عليك أن تجعل الطفل يختار الرياضة المفضلة لديه، والتي تناسب سمات المرحلة العمرية التي يمر بها والمواهب التي يمتلكها، حيث يعتمد نوع الرياضة المناسبة للطفل على الأمور التالية:
- عمر الطفل
تعد العمر عاملًا مهمًا وأساسيًا يتوقف عليه اختيار نوع الرياضة المناسبة لطفلك، حيث تختلف المهارات وفقًا للعمر، فالطفل الذي يتراوح عمره بين 3 و 5 سنوات يمتلك مهارات حركية تساعده على تعلم الرياضات بالتقليد، ويعتمد ذلك على تقليد الحركات مثل السباحة وركوب الدراجات الهوائية.
الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 9 سنوات يملكون مهارات حركية بسيطة لا تتناسب مع العمل الجماعي أو الالتزام بالقواعد، على عكس الأطفال الأكبر سنا الذين يمتلكون مهارات حركية متقدمة تمكنهم من ممارسة الرياضات الجماعية مثل كرة القدم وكرة السلة، ومع ذلك، يمكن تكييف الرياضات لتناسب الأعمار الصغيرة والكبيرة بحسب الطفل واستجابته.
- اهتمامات الطفل
يعد الاهتمام بنشاطات الطفل جزءا أساسيا من عملية اختيار الرياضة المناسبة له، حيث يجب أن يستمتع الطفل بممارسة هذه الرياضة وأن تكون جذابة له، فمن الممكن أن يتم ملاحظة اهتمام الطفل بنشاط رياضي معين على التلفاز أو حبه للماء، وبالتالي يمكن تجربة رياضة مائية معه أو لعب الكرة، وإذا كان هذا النشاط ملائما له واستمتع به، فسيصبح رياضته المفضلة، حيث إن الفضول والحماس يعدان من المحفزات المهمة.
- طبع الطفل
: هناك أطفال يمتلكون المهارات الاجتماعية التي تسمح لهم بممارسة الرياضات الجماعية مثل كرة القدم أو كرة السلة أو الكرة الطائرة، وفي المقابل، يوجد أطفال يفضلون الانعزال ولا يمكن إجبارهم على التفاعل الاجتماعي، ولكن يمكننا مساعدتهم على ممارسة الرياضة التي ستساعدهم في الاستمتاع بوقتهم مع أصدقاء جدد، ويمكن لهؤلاء الأطفال الميل إلى ممارسة الرياضات الفردية مثل السباحة والجري والتنس.
- الصفات الجسدية
يمكن للأطفال ممارسة أي نوع من الرياضة دون عوائق حتى لو كان جسمهم غير مناسب، ولكن بعض الأطفال يتميزون بصفات جسدية معينة تؤهلهم لممارسة بعض الرياضات، على سبيل المثال يمكن للطفل الطويل القامة لعب كرة السلة والكرة الطائرة.
- الجدول الزمني للطفل
يجب أن تضع خطا أحمرا أكثر من ذلك، فلا يجب أن يشعر طفلك بالضغط الناتج عن القيام بالواجبات المدرسية والاستمرار في التمرينات الرياضية، فذلك سيجعله يشعر أن الرياضة مجرد عبء وليس مجرد نشاط ممتع للترفيه، مما قد يجعله يكره كل من الرياضة والدراسة ويؤدي إلى نتائج عكسية مثل الكسل والخمول والفشل الدراسي. لذا، يجب عليك تنظيم وقت طفلك بين الدراسة وممارسة الرياضة والاستمتاع بالأصدقاء، مع إداراك وقت للعائلة.
- الرياضة المناسبة
يجب التأكد من أن النشاط الرياضي مناسب لطفلك ويجعله يستمتع به، وذلك من خلال طرح بعض الأسئلة على الطفل مثل: هل تستمتع باللعب؟ ماذا تعلمت اليوم في التمرين؟ ما هو الشيء الذي تحبه في المدرب والأصدقاء؟.
يجب عليك أن تعتبر إمكانية تجربة طفلك للعديد من الرياضات حتى يختار الرياضة المناسبة له، فقد يحتاج الطفل إلى وقت طويل لاكتشاف الرياضة التي يستمتع بها ويجيدها.
بالإضافة إلى المبادئ المذكورة، يجب على الآباء أن يأخذوا بعض النقاط في الاعتبار عند اختيار الرياضة المناسبة لأطفالهم
- تختلف متطلبات الرياضات المختلفة للأطفال بناءً على سمات جسدية معينة قد لا تتوافر في طفلك في هذه المرحلة العمرية، مثل القوة والطول والتحمل والمرونة وغيرها.
- يتمثل النضج العقلي للطفل في القدرة على السيطرة على العواطف، وبالتالي فإن ممارسة الرياضة تتطلب نضجًا عقليًا يمكن للطفل من خلاله التدريب الجماعي والإجهاد البدني، والتنافس مع الآخرين، وبالتالي فإن الرياضات الجماعية تكون مناسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 سنوات وما فوق.
- يجب التأكد من أن طفلك لا يعاني من أي حالة صحية أو إعاقة تمنعه من ممارسة الرياضة المختارة، حيث قد يشكل ذلك خطرًا على صحة الطفل.