متى تبدأ تربية الطفل ؟ ” بأي عمر واي قواعد
متى تبدأ تربية الطفل
قد يظن بعض الناس أن الطفل في سن الخامسة من العمر لا يزال صغيرا ولا يمكنه التفريق بين سلوك الآخرين، لأنه لا يفهم ما يحدث من حوله، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ، لأن الطفل في هذا العمر ذكي جدا ويمكنه ملاحظة أدق التفاصيل التي تحدث أمامه، لذلك يجب البدء في تربية الطفل في سن الخامسة، وتعريفه بالفرق بين الصواب والخطأ في مرحلة مبكرة جدا.
إذا فعل الطفل شيئًا أو قام بضرب أحد الوالدين عندما يتصرفان في سلوك يزعجه، فإنّ الخلاف المباشر والفوري بهذا السلوك يعلم الطفل أنّه لا بأس في ضرب البعض أو ضرب الآخر عندما يشعر بالغضب منه، ومن بعد منتصف العام الثاني للطفل يجب على الآباء أنّ يتحلوا بالصبر لأنّ توتره غالبًا ما يكون نتيجة عدم قدرته على التعبير عن نفسه.
علي الوالدين التوقف عندما يعبر الطفل عن غضبه بالعض أو الضرب لأي شخص، ويجب أن يأخذاه برفق إلى غرفة أخرى حتى يهدأ أو يتركاه مع ضمان سلامته في الغرفة، وشتتا انتباهه قدر الإمكان ولا تضرباه مهما حدث.
كيف تكون هذه التربية
: “يولي العديد من الآباء اهتماما بدرجات أبنائهم والأنشطة اللامنهجية، مثل التحقق من إتمام الأطفال دراستهم والقيام بواجباتهم المنزلية وممارسة كرة القدم أو دروس الرقص في الوقت المحدد، ولكن في كثير من الأحيان، لا ينبغي تجاهل تخصيص الوقت والجهد لرعاية عنصر آخر لنجاح الطفل ونموه، حيث له نفس الأهمية، وربما أكثر أهمية بوصفه شخصا صالحا، فمن السهل نسيان أهمية مواجهة الرسائل المتناثرة التي تشجع على الاستهلاك الفوري والأنانية السائدة في مجتمعنا.
إذا كنا نرغب في تربية أطفالنا بأن يكونوا أشخاصا لطفاء حقا، يمكننا مساعدتهم على توجيه سلوكهم نحو العادات التي تعزز سمات الشخصية الإيجابية مثل اللطف والكرم والتعاطف مع الآخرين الذين يحتاجون إلى المساعدة في هذا العمر.
قواعد تربية الطفل
تتمثل القواعد التي يجب إتباعها عند تربية الطفل فيما يلي:
- تعزيز التعاطف لدى الطفل
الذكاء العاطفي والتعاطف، أي القدرة على وضع نفسك في مكان شخص آخر وفهم مشاعره وأفكاره، هما من السمات الرئيسية للأشخاص الطيبين. أظهرت الدراسات أن الحاصل العاطفي المرتفع والقدرة على فهم مشاعر الآخرين هما عناصر مهمة للنجاح في الحياة. ولتعزيز التعاطف لدى طفلك، يمكنك طلب منه التحدث عن مشاعره وتأكيد أنك تهتم بها، وتعريفه على طرق إدارة العواطف والعمل بإيجابية لإيجاد حلول.
- تشجع الطفل على رفع مكانة الآخرين
على الرغم من أن قصص الأطفال الذين يتعرضون للعنف والسلوكيات السيئة غالبا ما تكون في صدارة العناوين الإخبارية، إلا أنه يعد صحيحا أن العديد من الأطفال يقومون بأعمال طيبة بصمت خلال حياتهم اليومية، سواء كان ذلك بمساعدة صديق يشعر بالتحسن عندما يكون محبطا أو منزعجا من وضعه في المجتمع.
- تعليم الطفل التطوع
سواء كان طفلك يساعد جارًا أكبر سنًا عن طريق كنس الرصيف أو مساعدتك في تعبئة بعض السلع المعلبة في الصناديق والتبرع لملاجئ الأسرة، يمكن للعمل التطوعي تشكيل شخصية طفلك.عندما يساعد الأطفال الآخرين، يتعلمون التفكير في احتياجات أولئك الأقل حظًا منهم ويمكنهم الشعور بالفخر لأنفسهم لتغيير حياة الآخرين.
- تقديم المكافآت باعتدال
يجب أن تأخذ في الاعتبار عند تشجيع الأطفال على مساعدة الآخرين بعدم مكافأتهم على كل عمل صالح، حيث يتعلم الطفل أنّ العمل الخيري هو مكافأة في حد ذاته ولا يتم ربطه بالحصول على الأشياء لنفسه.
- نموذج السلوك الجيد
ضع في اعتبارك كيفية تفاعلك مع الآخرين حتى عندما لا ترى طفلك، فإذا كنت ترغب في تربية طفل جيد، فتصرف بالطريقة التي ترغب أن يتصرف بها طفلك، تذكر أنك تربي شخصا سيخرج إلى العالم ويتفاعل مع الآخرين طوال حياته، وهذا الشخص الصغير، عندما يكبر سيجلس معك على مائدة العشاء ويتفاعل معك كل يوم، حيث يمكنك أن تلعب دورا هاما في تشكيل سلوك طفلك الحسن.
- عامل الطفل بلطف واحترام
الطريقة الأكثر فعالية لجعل الأطفال يتحدثون إليك ويتفاعلون مع الآخرين بطريقة محترمة ولطيفة هي أن تكون قدوة لهم وتتفاعل معهم بنفس الطريقة اللطيفة عندما تتواصل مع طفلك.
- قم بتأديب الطفل باستمرار
توجد العديد من الأسباب التي تجعل الأطفال يحتاجون إلى الانضباط والقواعد والحدود الواضحة، فالأطفال الذين يتلقونها يكونون أكثر مسؤولية واكتفاء ذاتيا ويتخذون خيارات أفضل ويصبحون أكثر سعادة، وعندما تظهر مشاكل سلوكية مثل الكذب أو التراجع، يجب التعامل معها بحب وتفهم وحزم.
- تعليم الطفل أن يكون شاكرًا
يجب تعليم طفلك كيف يكون ممتنا؛ فالامتنان عنصر أساسي في تربية طفل جيد. يجب عليك تعليم طفلك أن يعبر عن الشكر، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالهدايا في مناسبات مثل أعياد الميلاد والعطلات. تأكد من أن طفلك يعتاد كتابة بطاقات الشكر.
- أعطي الطفل مسؤوليات
عندما يكون للأطفال قائمة بالأعمال المنزلية المناسبة لعمرهم في المنزل، مثل المساعدة في ترتيب الطاولة أو تنظيف الأرضية، فإنهم يكتسبون إحساسا بالمسؤولية والإنجاز، كما أن العمل الجيد والمشاركة في أسرة جيدة يمكن أن يجعل الأطفال يشعرون بالفخر بأنفسهم ويساعدهم على أن يصبحوا أكثر سعادة.
- الحزم في بعض المواقف
يمكن اتباع طريقة الحزم مع الأطفال، حتى لو كانوا بعمر 5 أشهر فقط، من خلال عدم التساهل معهم في القواعد والأعمال المنزلية وعدم الانسحاب من أي قرارات يتخذونها، مثل إعطاء الطفل ما يريده والتساهل مع بكائه.
- تجنب الأساليب العنيفة
يجب تجنب استخدام العنف أو الانتقادات أو رفع الصوت أمام الأطفال، حتى لو كانوا صغارا جدا، وذلك لعدة أسباب، بما في ذلك تعلمهم استخدام العنف بسبب تقليدهم لمن حولهم، خاصة العائلة. وبهذه الطريقة، يساهم الوالدين في تعزيز سلوك جيد للطفل بمرور الوقت واكتسابه للخبرات المختلفة، ولا سيما أن كل مرحلة عمرية لها أساليبها الخاصة في التربية الناجحة.
أمور يجب تجنّبها عند تربية الطفل
- تجنب المبالغة في الحزم والصرامة: يجب على الآباء والأمهات وضع معايير سلوكية مقبولة لأطفالهم، وتحديد معايير عالية جدا والإصرار عليها، وذلك لأن الطفل يشعر بعدم القدرة على النجاح وعدم السيطرة على نفسه ويتصرف بشكل صحيح عندما يكون بعيدا عن والديه.
- تجنب إهمال الطفل: من الضروري تحذير الأطفال من الأشياء الخطيرة مثل لمس الموقد الساخن، حيث يجب ألا يعتمد على الطفل لتجنب هذه الأشياء نظرًا لعدم وعيهم بخطورتها.
- تجنب انتقاد الطفل أو ضربه: إذا تعرض الطفل للضرب والانتقاد، فإن ذلك سيزيد من اكتسابه للسلوك العدواني في المستقبل. لذلك يجب على الوالدين أن يدركوا أن كل ما يفعله الطفل هو نتيجة للفضول وحب الاكتشاف، وليس بسبب فقره كطفل. على سبيل المثال، عندما يحاول الطفل أمساك ذيل القطة، فإن الفضول هو ما يدفعه لفعل ذلك، وليس لأنه طفل شرير أو سيء. لذلك، الضرب أو الانتقاد لن يساعدانه في تعلم سلوك صحيح تجاه القطط.
- تجنب دائمًا قول كلمة لا: الكلمة ليست قوية بما يكفي ويمكن أن تفقد تأثيرها عند استخدامها بشكل مفرط مع الأطفال. والأفضل استخدام البدائل والتعبير بشكل إيجابي بدلاً من الرفض أو المنع، على سبيل المثال، يمكن استخدام عبارة “افعل ذلك بدلاً من استخدام السكين” بدلاً من “لا تستخدم السكين”، ويمكن القول “هذا السكين حاد، يمكنك استخدام هذه الملعقة الكبيرة.