الوقاية الصحيةرجيم

اضرار النظام الغذائي النباتي

ما هو النظام الغذائي النباتي

انتشر النظام الغذائي النباتي مؤخرا بشكل واسع في جميع أنحاء العالم، ويعتمد على استبعاد جميع مصادر الغذاء الحيوانية ومشتقاتها مثل منتجات الألبان، ويعتمد النظام الغذائي النباتي بالكامل على مصادر التغذية النباتية، وهناك العديد من القصص التي يرويها الأشخاص الذين يتبعون هذا النظام عن تحسنهم في الجانب البدني والعقلي، ولكن العلماء أثبتوا وجود مشاكل صحية مترتبة على النظام الغذائي النباتي، وأظهرت الأبحاث أن الحميات التي تعتمد على استبعاد عناصر غذائية كاملة مثل البروتين الحيواني لها تأثير سلبي على المدى الطويل.

اضرار النظام الغذائي النباتي

يفتقر للبروتين الكامل

يوجد البروتين في جميع أنحاء الجسم، سواء في العضلات والعظام والجلد والشعر، وتقريبا في كل جزء أو نسيج آخر في الجسم، ويتكون من الإنزيمات التي تعمل على تغذية العديد من التفاعلات الكيميائية والهيموجلوبين الذي يحمل الأكسجين في الدم، وهناك ما يقرب من 10000 بروتين مختلف في أجسامنا.

يتكون البروتين من أكثر من عشرين لبنة أساسية تسمى الأحماض الأمينية، ونظرًا لعدم قدرة جسمنا على تخزين الأحماض الأمينية، يتم إنتاجها في جسمنا بطريقتين مختلفتين: إما بتصنيعها من الصفر، أو عن طريق تحليل أحماض أمينية أخرى، ويوجد تسعة أحماض أمينية أساسية تتم إدخالها إلى جسمنا من خلال الطعام الذي نتناوله.

وبعض البروتينات الموجودة في الطعام “كاملة” ، بمعنى أنها تحتوي على أكثر من عشرين نوعًا من الأحماض الأمينية اللازمة لصنع بروتين جديد في الجسم، والبعض الآخر غير مكتمل ، ويفتقر إلى واحد أو أكثر من الأحماض الأمينية الأساسية التسعة ، والتي لا تستطيع أجسامنا صنعها من الصفر أو من الأحماض الأمينية الأخرى، وتميل الأطعمة الحيوانية (اللحوم والدواجن والأسماك والبيض ومنتجات الألبان) إلى أن تكون مصادر جيدة للبروتين الكامل ، في حين أن الأطعمة النباتية مثل الفواكه والخضروات والحبوب والمكسرات والبذور، غالبًا ما تفتقر إلى واحد أو أكثر من الأحماض الأمينية الأساسية.

انخفاض الطاقة وانخفاض الوزن

عندما ينتقل الشخص من نظام غذائي حيواني إلى نظام غذائي نباتي، قد يكون من الصعب عليه تتبع كمية السعرات الحرارية التي يتناولها يوميا، وبالتالي إذا كنت تتناول كميات قليلة من الطعام النباتي كما كنت تتناول الأطعمة الحيوانية، فسوف تنخفض مستويات طاقتك بشكل كبير، ويجب على أولئك الذين يتبعون هذا النظام التأكد من تناول نظام غذائي يحتوي على 2000 سعر حراري، لأن عدم الحصول على التغذية الكافية يمكن أن يسبب مشاكل صحية كبيرة وهذا ما يدفع الكثيرين للتخلي عن النظام النباتي الغذائي.

يسبب الاكتئاب والقلق

وجدت دراسة حول النظم الغذائية النباتية وعلاقتها بالصحة العقلية أن الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا أكثر عرضة بنسبة 18٪ للاكتئاب، وبنسبة 28٪ لنوبات القلق والاضطرابات، و 15٪ أكثر عرضة للاكتئاب من غيرهم.

تشير الأبحاث إلى أن هناك رابطًا يربط بين النظام الغذائي النباتي والاكتئاب، ويتعلق ذلك بنقص الفيتامينات المرتبطة بهذا النظام، ولا تزال الأبحاث جارية لتحديد المزيد حول العلاقة بين النظام الغذائي النباتي والاكتئاب.

حدوث مشاكل في القناة الهضمية

يستبعد النظام الغذائي النباتي جميع مصادر البروتين الحيواني ويتحول إلى مصادر البروتين النباتية مثل البقوليات، وفي حين أن البقوليات غنية بالبروتينات ، إلا أنها تحتوي على العديد من مضادات التغذية مثل الفيتات والليكتين التي يمكن أن تزيد من نفاذية الأمعاء وتسبب حالة تعرف باسم “الأمعاء المتسربة”.

خطر على صحة العظام

في حين أن الدراسات تشير إلى أن زيادة استهلاك الأطعمة النباتية وتخفيض استهلاك الأطعمة الحيوانية يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع 2 وبعض أنواع السرطانات، إلا أن النظم الغذائية النباتية بمفردها يمكن أن تؤدي إلى تناول كميات منخفضة من العناصر الغذائية مثل الكالسيوم وفيتامين د، وهما مهمان لصحة العظام، وبالإضافة إلى هذه المغذيات الدقيقة، فإن تناول كمية كافية من البروتين ضروري أيضا للحفاظ على صحة العظام طوال دورة الحياة، وأظهرت الدراسات أيضا أن بعض الأحماض الأمينية تؤثر بشكل مختلف على استقلاب العظام.

من الواضح أن كلًا من مصادر البروتين الحيواني والنباتي تحتوي على أشكال مختلفة من الأحماض الأمينية، وبالتالي قد تؤثر على العظام بطرق مختلفة.

في دراسة أجريت في جامعة هلسنكي لتقييم تأثير استبدال جزئي لمصادر البروتين الحيواني بمصادر البروتين النباتي على تكوين العظام والتمثيل الغذائي للمعادن، شارك 107 امرأة و 29 رجلا في تجربة سريرية لمدة 12 أسبوعا، تم اختيارهم عشوائيا لتناول أحد الأنظمة الغذائية الثلاثة المختلفة في تكوين البروتين: نظام بنسبة 70٪ بروتين حيواني و 30٪ بروتين نباتي، ونظام بنسبة 50٪ بروتين حيواني و 50٪ بروتين نباتي، ونظام بنسبة 30٪ بروتين حيواني و 70٪ بروتين نباتي، وتم فحص الاختلافات في تكوين العظام وعلامات التمثيل الغذائي للمعادن والمغذيات في تلك الأنظمة.

أظهرت نتائج دراسة نُشرت في مجلة التغذية أن الاستبدال الجزئي للبروتينات الحيوانية بالبروتينات النباتية يزيد من العلامات المرتبطة بتقلب العظام، مما يشير إلى احتمالية وجود خطر على صحة العظام لدى الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا.

الاضطرابات الهرمونية

يعد فول الصويا من المصادر الأساسية للبروتين النباتي المفضلة لدى النباتيين، ويشكل منتجات الصويا المصنعة، مثل حليب الصويا والتوفو، جزءا هاما من النظام الغذائي النباتي. وتحتوي جميع أنواع فول الصويا على فيتويستروجينز النباتية التي تعتبر استروجينات نباتية، والاستهلاك الزائد لفول الصويا يمكن أن يؤثر سلبا على المستويات الهرمونية في الجسم، وقد يؤدي العدم التوازن الهرموني إلى ظهور حب الشباب وتساقط الشعر وعدم انتظام الدورة الشهرية لدى الإناث، بالإضافة إلى مشاكل تصبغ الجلد وغيرها من المشاكل.

غازات البطن

الغاز الزائد هو أحد أسوأ الآثار الجانبية للتحول إلى نظام غذائي نباتي. إنه ليس فقط غير مريح ، ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى الإحراج في الأماكن العامة، يعود سبب زيادة الغاز إلى المستويات المرتفعة من الألياف في النباتات، في حين أن الفاصوليا لها السمعة السيئة بين معظم النباتات ، إلا أن هناك الكثير من الأطعمة النباتية الأخرى التي يمكن أن تسبب الغازات منها القرنبيط والبروكلي والخوخ ومنتجات القمح ويمكن أن تسبب جميعها نفس المشكلة.

خطر نقص الحديد

الأطعمة النباتية تحتوي على الحديد، ولكنه من النوع المنخفض الهيموغلوبين، والذي لا يمتصه الجسم بشكل صحيح. وبالتالي، يتعرض النباتيون بشكل متزايد لخطر نقص الحديد. يمكن أن يسبب نقص الحديد الهيموغلوبين في الجسم عدة أعراض، مثل التعب وفقر الدم. وعلى الرغم من أنه يمكن تناول مكملات الحديد لعلاج المشكلة، إلا أنه قد يترتب على ذلك بعض الآثار الجانبية غير المريحة.

 خطر نقص فيتامين ب 12

فيتامين ب 12 هو من الفيتامينات الأساسية للجسم، ويمكن أن يتسبب نقصه في العديد من الأضرار التي لا يمكن إصلاحها في الجسم، ونظرا لأن فيتامين ب 12 يتواجد أساسا في المنتجات الحيوانية، فإن الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا نباتيا معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بنقص هذا المغذي الحيوي، وبالتالي، إذا كنت تتبع نظاما غذائيا نباتيا، فمن الضروري تناول مكمل فيتامين ب 12 للمساعدة في الحفاظ على صحة الجسم.

أفضل نظام غذائي للصحة

في النهاية، لأولئك الذين يبحثون عن أفضل نظام غذائي، تشير العديد من الأبحاث الحديثة إلى أن الحفاظ على نظام غذائي متوازن يعتمد على الحبوب الكاملة وزيت الزيتون والفواكه والخضروات والفاصوليا والبقوليات الأخرى والمكسرات والأعشاب والتوابل، وتناول البروتينات الحيوانية بكميات أقل، بالإضافة إلى الأسماك والمأكولات البحرية مثل نظام البحر الأبيض المتوسط، هو الطريقة الصحية الأفضل للتغذية والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، وزيادة العمر، والشيخوخة الصحية. وعند استخدامه جنبا إلى جنب مع تقييد السعرات الحرارية، فإن هذه الأنظمة الغذائية قد تدعم فقدان الوزن الصحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى