اشهر قصائد خليل مطران في الحب
نبذة عن الشاعر خليل مطران
هو شاعر لبناني ولد في عام 1949، وعاش معظم حياته في مصر. كان معروفا بحبه لاستكشاف معاني الكلمات، وقد أطلق عليه لقب شاعر القطرين نظرا لتجميعه بين الخصائص العربية والأجنبية. بالإضافة إلى ذلك، كان أيضا كاتبا تاريخيا بارزا ومترجما. كما كان خليل مطران رجلا مثقفا ومهتما بالقراءة والترجمة، وكان لديه معرفة واسعة في معظم العلوم. يجيد الفرنسية والإنجليزية والعربية. قدم إسهاما جديدا في الشعر العربي وطوره ليتناسب مع العصر الحديث، وأخرجه من المرحلة البدوية التي كان فيها، دون المساس باللغة العربية. بالتالي، تعتبر قصائد خليل مطران إسهاما مهما في الشعر العربي
قصائد خليل مطران في الحب
يحتوي الشاعر اللبناني مطران خليل مطران على العديد من قصائد الحب، ومن أشهر قصائده في الحب
قصيدة الحب روح أنت معناه
أَلحُبُّ رُوحٌ أَنْتَ مَعناهُ
وَالحُسنُ لَفْظٌ أَنتَ مَبْنَاهُ
وَالأُنْسُ عهدٌ أنت جَنتهُ
وَاللفظُ رَوضٌ أَنتَ مَغناهُ
إِرْحَمْ فؤاداً فِي هَوَاكَ غدا
مَضْنًى وَحُمَّاهُ حُميَّاهُ
تمَّت بِرُؤْيَتِكَ المُنى فحكَتْ
حِلماً تَمَتَّعْنَا بِرُؤْيَاهُ
يَا طِيبَ عيْنِي حِين آنسهَا
يَا سَعْدَ قَلْبِي حِين ناجَاهُ
قصيدة لعينيك من جارة جائرة
لعينيكِ من جارة جائرة شقائي وآمالي العاثرة
أَتَنْأَيْنَ عَنِّي وَتَجْفِيْنَنِي لإِرْضَاءِ طَائِفَةٍ مَاكِرَهُ
أنا بريء من الحب، وليس لي ولا لحبيبتي المهاجرة ذنب في ذلك
لقد علّموها القسوة ورسموا خطة تضيق الصدر عليها
وَأَصْغُوا إِلَى قَوْلٍ وَاشٍ بِهَا وَحَاشَ لَهَا أَنَّها وَازِرَهْ
أَذَاكَ الجَبِينُ وَبِلَّوْرُهُ يُمَثِّلُ فِكْرَتَهَا الخَاطِرَهْ
أَتِلْكَ العُيُونُ وَأَنْوَارُهَا مَراءٍ لأَخْلاقِها البَاهِرَهْ
هل تلك الشفاه التي قُبِّلت سوى بالأم واللعاب الزائر؟
أَذَاكَ القَوَامُ وَمِنْ حُسْنِهِ تَمِيلُ الغُصونُ لَهُ صَاغِرَه
أَتِلْكَ الطُّفُولَةُ وَهْيَ سِياجٌ لِرَوْضٍ بِهِ نَفْسُهَا طَائِرَهْ
أَذَاكَ العفَافُ وَمِما صَفَا تَقَرُّ بِهِ المُقَلُ النَّاظِرَهْ
مَحاسِن بَغْيٍ وَأَخْلاقُ إِثْمٍ وَزِينَةُ عَاطِلَةٍ فَاجِرَهْ
بحقي، لقد اتهموك بما يدور في نفوسهم الخاسرة
من قد أساء لك بالسفور، فكأنما قال للشمس يا سافرة
أنا أحبك بملء عيني وملء حشاشتي الصابرة
أملأ الوقت والمكان، واجعل حياتي الدنيا والآخرة مكتملة
فَإِنْ يَسْتَمِلْكِ إِلَيَّ الهَوَى وَعَيْنُ العفَافِ لَنَا خَافِرَهْ
أليس الهوى هو روح هذا الوجود، وفقًا لحكمة الخالق الفطرية؟
فَيجْتَمِعُ الجَوْهَرُ المُسْتَدَق بِآخَرَ بَيْنَهُمَا آصِرَهْ
الذرة تتلفظ في الخفاء، وتظهر في الصورة الظاهرة وهي تتحلل
التربة تحتضن بذور الحب وتجعلها تنمو في جنة زاهية
النجوم ليست سوى نور يدور حول البحار الزاخرة
عُقُودٌ مُنَثرَةٌ بِانْتِظَامٍ عَلَى نَفْسِهَا أَبَداً دَائِرَهْ
يقيدها الحب بعضًا ، ويصنع من الجميع أتباعًا لها
يا هند، أنتي منتهى أماني وأسرار قلبي وحبيبتي
أنا أميل إليكِ وأبغيكِ بشغف في الهوى المُهلك
وَمَا ثُمَّ عَيبٌ نُعَابُ بِهِ مَعاذٌ صَبَابَتِنَا الطَّاهِرَهْ
قصيدة هي زهرة
هِيَ زَهْرَةٌ بَسَمَتْ بِهَا
عَنْ جَنَّةِ دَارُ الخَلِيلْ
قَدْ أَحْرَزَ الرَّاجِي بِهَا
خَيْراً وَمَا هُوَ بِالقَلِيلْ
البِنْتُ أَحْرَى لِلْعِنَايِةِ
فِي حِلَى مَلِكٍ
جَمِيلْإِنْ ثَقُفَتْ لَمْ يَلْفَ مِنْهَا
آلُهَا غَيرَ الجَمِيلْ
وَتَظَلُّ عَاطِفَةً عَلَيْهِمْ
فِي اليَسِيرِ وَفِي الجَلِيلْ
كَائِنْ تُخَفِّفُ عَنْهُمُ
مِنْ وَطْأَةِ الخَطْبِ الثَّقِيلْ
يَا ذَا المَكَانَةِ فِي سَرَاةِ
الخَلْقِ بِالخُلُقِ النَّبِيلْ
خَيرُ المَآثِرِ لِلْبَرِيَّةِ حُسْنُ تَرْبِيَةِ السَّلِيلْ
أهنئ بشدة من أويته من فضل الله الجزيل
تقدّم لها بالإسلام ودعها تعيش تحت ظلال نعمتك
قصيدة أخت الغزال
يَا حَبَّذَا أُخْتُ الغَزَالِ زُفَّتْ إِلَى شَبْهِ الهِلاَلِ
أَرَأَيْتَهَا فِي ثَوْبِهَا المَلَكِيِّ بَارِعَةِ الجَّمَالِ
في ذلك الهفهاف، الهواء أخف وأهون من رياح الشمال
وكأنها من نسيج الصفات الرائعة التي تظهرها
في الأبيض اللامع منها نور يُضيء الظلام
أَلْفَاظُهَا تَشْفِي الصَّدَّى وَتُسَاغُ كَالْمَاءِ الزَّلاَلِ
آدَابُهَا تَزْدَانُ بِالأَثَرِ الأرَقِّ مِنَ الدَّلاَلِ
يَدُهَا صَنَّاعٌ مَا أَعَدَّتْ لاحْتِرَافِ وَاعْتِمَالِ
وتأتي من الفنون بكل مبتكر وقيمة عالية
تَجْرِي أَنَامِلُهَا عَلَ المِضْرَابِ بِالسِّحْرِ الحَلاَلِ
فَإِذَا مَقَاطِرُ مِنْ نَدَى تَعْلُو مَلاَمِسَ فِي اشْتِعَالِ
مِنْ زَاخِرِ الإِيْقَاعِ تَخْرُجُ مُفْرَدَاتٍ كَالَّلآلِي
تصدر صوتها الطربيب العالي من نبيها الوحي
إذا تحققت الشروط الحلال فيك وحرمت عليك الشبهات
لاَ بِدْعَ يَا أُلْغَا وَأُمَّكِ خَيْرُ رَبَّاتِ الحِجَالِ
والدها هو الذي يزين البلاد بمثله بين الرجال
أيُّ شخصٍ كريمٍ يتضمن في ذاته منقبات الفضل
عِيشِي وَمُورِيسُ الحَبِيبُ بِغِبْطَةٍ وَصَفَاءِ حَالِ
مُورِيسُ سِرُّ أَبِيهِ فِي كَرَمِ الشَّمَائِلِ وَالخِلاَلِ
هَلْ فِي الشَّبَابِ كَذَلِكَ السَّبَّاقِ فِي أَجْدَى مَجَال
الوَاضِحُ القَسَمَاتِ كَالآيَاتِ فِي حَلَكِ اللَّيَالِي
السَّالِمُ الأخْلاَقِ وَالأيَّامُ أَيَّامُ احْتِلاَلِ
ذِي الهِمَّةِ المُثْلَى كَهَمَّ أَبِيهِ فِي طَلَبِ المَعَالِي
وَكَفَاهُ نُبْلاً أَنَّهُ يحْذُو بهِ أَسنَى مِثَالِ
يَا أَيُّهَا الزَّوْجَانِ فَلْتَهْنِئْكُمَا كَأْسُ الوِصالِ
وَتَمَلَّيَا هَذِي الحَيَاةَ مَسِرَّةً وَنَعِمَ بَالِ
ولِدَا البَنِينَ الصَّالِحِنَ لَتَستَدِيمَا خَيْرَ آلِ
قصيدة يا حسنها
يَا حُسْنَهَا حِينَ تَجَلَّتْ عَلَى عُبَّادِهَا فِي عِزَّةٍ لا تُرَامْ
تظهر بين النجوم القطرات المطرية الساطعة حولها
تَسْقِي عُيُونَ النَّاسِ شِبْهَ النَّدَى مِنْ نُورِهَا الصَّافِي فَتَشْفِي الأُوَامْ
يبدو أن الزهراء هي الملكة في موكب مرتب
والناس يسجدون لجمالها وحبهم الصادق والاحتشام
مُطَهَّرُو الإِيمَانِ مِنْ شُبْهَةٍ مُنَزَّهُو الصَّبْوَةِ عَنْ كُلِّ ذَامْ
– لا يوجد كافر أو ملحد أو جحود خافر للذمام بينهم
مدى أكرم الدين على أهله حينما يجتمع فيه الإخلاص والولاء
وكان من بينهم رجل يصعد على منصة أمامهم
شاعرهم هو لسان الهدى بينهم وهو قائدهم
يُسْمِعُهُمْ مِنْ وَحْيِهِ مُنْشِداً شِعْراً لَهُ فِي النَّفْسِ فِعْلُ المُدَامْ
قال أحد الرجال الصالحين: عانقه الشوق وتعرض للحب
يا شاعر الوحي ونور التقى، ألا لقاء قبل يوم الحمام
قَدْ بَرَّحَ الوَجْدُ بِأَكْبَادِنَا حَتَّى اسْتَطَلْنَا العُمْرَ دُونَ المَرَامْ
نتوجه بشوق إلى الزهراء، فإذا جفّ صفونا فجفّت أرواحنا وسلامٌ على الزهراء
قد تكون أحسن أيامنا قد انقضت ونحن نطلب رضاها حرامٌ
عندما يحل الليل، نقضيه بأعين مفتونة ولا ننام
وإذا طلع الصبح، فلندعه يختفي قريباً ويعود الظلام
ألم يحن الوقت وطال العهد لتنجز وعد الملهمين الكرام؟
فَتَتَرَاءى بَشَراً مِثْلَنَا وَتَتَوَلَّى مُلْكَهَا فِي الأَنَامْ
رفع الشاعر نظره نحو السماء ثم جثا ثم قام
وأنزل الوحي، فكتب له آية من النور، وتوقف الكلام
وقال من قريبها: لها عدة شهور،ويصوم ويصلي
رأتها وهي تتلاشى في المعبد الأكبر في يوم الختام
عاد الناس إلى منازلهم وناموا وهم يتذكرون ما وصى به الشاعر
ينتظرون الموعد المنتظر لتحقيق هذا الأمر العجيب الضخم
وحين يأتي وقت التجلي، يتضيق مساحة الحضور بكلِلأشهادِ
انتشر الأطفال الصغار بين الجدران الطويلة والضخمة
وصارت أركانه تميل بسبب الازدحام الشديد الذي حدث فيه
زادت جمالية زواياه بإنشادهم، وبخور شبه الغمام عقد الأجواء
وحُبِبَ النور كأنه شمسٌ أصيلةٌ سقمت بدون غيرها
برق فلاح خاطف بغتة، وتفتح السترة مثالاً يُحتذى به
عَنْ غَادَةٍ مَاثِلَةٍ بِالجِسْمِ فِي أَبْدَعِ رَسْمٍ لِلْجَمَالِ التَّمَامْ
مَنْحُوتَةٍ فِي الصَّخْرِ لَكِنَّهَا تَكَادُ تُحْيِي بَالِيَاتِ الْعِظَامُ
لا رُوحَ فِيهَا غَيْرَ إِيمَاضَةٍ مِنْ جَانِبِ الإِعْجَازِ فِيهَا تُشَامْ
تلقي شعرها سهام الحب ووجهها ينشر آيات السلام
صدرها كان كأنه سطع كوكب يبتسم منه النور فيه
هذه هي الزهراء التي لم يشاهدوها، والكوكب الوحيد الذي يزينها
قصيدة ضعي على عينيك بلورة
ضَعِي عَلَى عَيْنَيْكِ بَلُّورَةً
لِتَسْلَمِي مِنْ وَهَجِ الهَاجِرَهْ
وَيَسْلَمَ العَالَمُ مِنْ فِتْنَةٍ
تَشُبُّهَا أَلْحَاظُكِ السَّاحِرَهْ