أشهر مؤلفات محمد حسن علوان
رواية سقف الكفاية
تعد هذه الرواية أول رواية صدرت للكاتب محمد حسن علوان في العام 2002، وهي من الأعمال الأدبية الممتعة التي كتبها الكاتب السعودي محمد حسن. حيث استطاع الكاتب في هذه الرواية، ببراعته اللغوية وذوقه الأدبي الفريد، أن يصور آلام الفقد وما يشعر به المحب حين يفقد محبوبه. وتدور أحداث الرواية حول ناصر، الشاب الذي يملك قلبا مزقته الآلام، وحول مها، الفتاة التي أوقعت ناصر وغيره في حبها، ثم خطبت من سالم، واستمر جرح ناصر ينزف دموعا كالسيل لسنوات طويلة. وتتضمن الرواية الكثير من الأحداث التي استطاع المؤلف تجسيدها، والكثير من الخيوط المتشابكة والمشاعر المختلطة، ومن أشهر اقتباسات الرواية:
صرت أعتقد أن فقداني للكتابة والوطن وأمي لم يكن سوى محاولات مني لفقد أشياء أخرى غيرك، أردت أن يجتمع الحزن مع الحزن حتى يمتزج بعضهما مع بعضه الآخر، حتى تختفي مظاهر حزنك الأول. ربما يصدقني بعض الأشخاص حين أقول لهم هذا لاحقا، وربما يعتقدون أنني مجنون وذهب الحب بعقلي. ولكنني أؤمن بأن الجرح الواحد يكون أشد ألما من الجرحين، وأن الألم يكون أكثر حدة عندما يكون بقية الجسم سليما، وأردت تشتيت أفكاري بين عدة أحزان حتى لا يسيطر علي حزن واحد ويقتلني.
لم تكوني أنتِ امرأة عادية حتى يكون حبي لك عاديًا، كنتِ طوفانًا يجرف أمامه كل أشجار القلق وجلاميد الترقبوالتروي، كنتِ قادمة كوجه الفجر الذي يسقط رهبانية الليل الطويلة، كنتِ نازلة على جبين الكوكب المهجور وبين يديكِ ماء وحياة ومخلوقات، ودورة شمسية جديدة، كنتِ حبيبتي،ذاك الإتيان الأنثوي الهادئ الذي لا يمنح الأشياء تفسيراتها بينما يكون على خارطة الحياة اتجاهات جديدة يخلق أُممًا وحضارات، ويغير تاريخ الميلاد وعادات الليل والأحلام المعلقة على جدران النهار والنظام الأزلي.
رواية صوفيا
صدرت رواية صوفيا للكاتب محمد حسن علوان عام 2004 وهي ثاني عمل روائي له، وتحكي قصتها عن فتاة تدعى صوفيا، فتاة وحيدة ينهش المرض جسدها ولا تجد حولها من يشاركها لحظات احتضارها تلك، وتبدأ رحلة بحثها في بيروت ولا تجد أحد أي أحد، وكانت الوحدة هي السبب الرئيسي الذي حمل الفتاة صوفيا إلى معتز الشاب الذي أحبته عبر الإنترنت، وقررت أن تجعله الشاهد على موتها فجاء من الرياض ليبقى بجوارها ثم تطورت القصة بشكلٍ مُخيف بينهم، صوفيا الفتاة المهزوزة ومعتز الشاب الهارب من نفسه، بين أحلام صوفيا الغير محققة ومعتز العاجز عن معرفة ماهو حلمه كان الحب هو طفلهم الهزيل.
ومن أشهر اقتباسات الرواية ما قاله معتز عن موتها:
كنت أجلس أمام وفاة والدتي، ويتلون ضلوعي في المكان الأخير لها. أصفق بشجن مزيف وأعمى، حتى تكتمل وفاتها تماما. ثم أمسح أحلامها الميتة وأسحقها في تجويف نحاسي صلب، وأنثرها على السفح المتهاوي من العمر، وأنا أتقدم. بدون أن نتحدث، اتفقنا على ذلك. كانت بحارا ووافقت على الموت، وبحثت عن حالة تليق بوفاتها. ولذلك، ابتكرت حالة عابرة ساحرة من الحب، بغض النظر عن مدتها، سواء كانت أياما أو أسابيع. المهم أن تكون حالة تامة، بدون نقص. فالحياة عادة ما تكون ناقصة، والنقص هو طبيعة الحياة. ولا يوجد إنسان قد ذاق الكمال التام، بأي شكل من الأشكال.
تحدق في عيني بعينين مملوئتين بالألم منذ عدة أشهر، وأنا بدوري أنظر إلى وجهها النقي البريء، قبل أن يتلاشى بسبب التعب ويصبح مليئا بالهشاشة. يمكن رؤية التعب الواضح في عيني، وأدرك أنها تشعر بالتعب تماما مثلي. بغض النظر عن الزينة الجميلة التي ترتديها، يمكن أن يلاحظ التلاشي المتزايد والشحوب الذي يعتري وجهها، وتكاد الصفرة تجفف جلدها وتعلن جفافه وعجزه عن الحياة. الآن أنا مشوش وقلق، أمد ذراعي أمامي عندما لا أعرف ماذا يجب أن أفعل بهما. أحاول صنع ملامح تناسب الأجواء المظلمة للصورة. هي للتو استفاقت من إغمائها في الشقة الواسعة في بيروت، بجانب الشاطئ، والتي تتميز بشرفتها الكبيرة التي تجذب كل أفق من أفاق البحر.
رواية جرما الترجمان
بطل هذه الرواية هو الفتى جرما، الذي يتقن أكثر من خمس لغات، مما مكنه من أن يصبح ترجمانا للسلاطين والبارونات وغيرهم. تدور أحداث هذه الرواية حول رحلات ومغامرات بطلها جرما. في متاهات الحياة ومختلف مصائرها، قادت الأقدار الشاب المسيحي الفقير جرمانوس إلى تجربة حياة راهب في كنيسة، ثم ترجمانا في حاشية سلطان عثماني، ثم مفتشا في محكمة نصرانية. وقبل كل ذلك، كان يتاها يقوده السفن في بحر لجي من التيه وشواطئه غير معروفة. هذا هو ما تناولته رواية المبدع محمد حسن علوان “جرما الترجمان
ومن أشهر اقتباسات الرواية مراجعة الكاتب من نص الرواية:
أخرجت صليبي وتركته يتدلى من رقبتي بوضوح، عسى أن أكسب ود هذه القرية. تأملت وجوه الناس التي اتسمت بالاعتياد، ولا تبدو كأنها ترى أشياء جديدة كل يوم. وتساءلت في نفسي: إلى متى سأبقى في هذا المكان؟ تزايدت هذه الأفكار في داخلي، وأنا أتفحص كل ما حولي بعين قلقة.
إنها قرية صغيرة لا تشبه حلب ولا الماغوصة ولا سرقوسة ولا أي مكان عشت فيه من قبل، تبدو مثل حي واحد من تلك المدن يحيط بها سور من الأشجار الكبيرة، لماذا جلبوه إلى هنا؟ هل هذا سجنه الجديد؟ هل هذا سجننا الجديد؟ كيف يبدو المكان في الشتاء؟ وماذا يأكلون؟ وكيف سيكون تعاملهم معنا الآن وقد تحول الضيف إلى أسير.
رواية طوق الطهارة
يصور علوان في طوق الطهارة حالة حب عصية في مدينة كالرياض، ولا نقول عصية كدلالة على عدم اكتفاء أطرافها بما يريدونه، بل عصية على التصديق لشدة ما اكتفى أطرافها من رغباتهم في مكانٍ كالرياض وكأن المدينة بأكملها أغمضت أعينها عنهم، لا يرتكز محورها على الطرفين كلاهما بقدر ما يرتكز على شخصية حسان الطرف الضحية.
وقد دخل الكاتب بنا في أعماق شخصية حسان، وجعلنا نرى قبحه قبل جماله وذنوبه قبل حسناته. وأثار فينا الرغبة في النقد وتشكيكنا فيه في كل صفحة نقرأها. وعندما اكتملت الصورة وظهرت المشهد أمامنا، حاول أن يكون عادلا في توجيه سخطه نحو الأشياء التي شارك فيها حسان، سواء كانت مأخوذة من المجتمع أو من والديه أو من طفولته أو من الرياض أو من النساء اللواتي عبرن في حياته كهروب سيء. وأخيرا، شارك في حظيته غالية، الفتاة التي أحدثت تغييرا جذريا، والتي بدأت الميزان يميل تدريجيا لصالح حسان في تصرفاته وموافقته المترددة، حتى أصبحت هذه الموافقة مطلقة تجاه الخاتمة التي وضعها الكاتب. وقد قال علوان بخصوص روايته “طوق الطهارة” ما يلي
رواية القندس
صدرت رواية القندس عام 2011 وهي العمل الرابع للكاتب محمد حسن علوان، وفي هذا العمل السردي الرائع، يدخل علوان يده في قبعة الحكايا السوداء، ويخرج برواية تعج بالقنادس، فقد نجح في استخدام هذا الحيوان الظريف ليكون المحور الذي تدور حوله الرواية
بطل الرواية هو شخص يدعى غالب وهو قندس أعزب موعودٌ بالكآبة والنبذ، وذلك منذ انفصال والديه وهو مشتت بينهما، لا ينتمي إلى سد والدته الجديد، ولا إلى سد والده الجديد، وطالما أنه لم يبنِ له سدًا خاصًا به، ولم يكن له قنادس صغيرة، فإن مصيره الذي أعدته له بقية القنادس أن يبقى وحيدًا لا يوكل إليه قرض الأشجار ولا جمع الجذوع ولا حتى رعاية الصغار، إن الجميع ينتظره لكي يغرق في النهر، فيقرر أن يهجر هذا النهر الجاف من الحب، ويبحث عن نهر آخر في مدينة أخرى يستقر فيها غافلًا عن القاعدة الأولى في عالم القنادس وهي القندس الذي يسافر كثيرًا لا يكتمل سده، ولأنه قندس متمرد، فقد شذ عن هذه القاعدة وتواطئ مع نهر جيد، قايضه بما يحمل من حكايا وأوجاع مقابل أن يسمح له ببناء سدٍ في وسطه، ومن أشهر مقتطفات الرواية:
منذ أن استقرنا في الفاخرية وأبي يتعامل مع الناس كأنه فاتح منتصر وليس ساكنا جديدا، يقوم ببناء المسجد وتغيير أسماء الشوارع والتدخل في حتى أمور المارة ولوحات المحال التجارية، اضطر صاحب المغسلة المجاورة لتكبد تكاليف إضافية لتغيير ماسورة تصريف المياه التي كانت تتسرب في الشارع بعد أن أنتقده عدة مرات وهدده بإغلاق المحل، صاحب المحل اليمني لم يكن يعرف أبي ولكن تخيل أنه يمتلك القدرة الفعلية فرضخ لمطالبه، على الرغم من ندرة مروره بتلك المنطقة من الرصيف، حتى في يوم ما قفز البائع الهندي في محل البقالة المجاور ليقدم له قطعا من الحلوى والفاكهة التي أخذها أبي منه بلا اكتراث ورمى بها على حجر المتسولة التي تعيش في زاوية ثمينة من الحي منذ سنوات.
رواية موتٌ صغير
تتناول هذه الرواية سيرة الشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي، ولكنها لا تقتصر على سرد المعروف من حياته فقط، بل تتفرد في دخول عش الدبابير وكشف كل ما عايشه الشيخ الأكبر في حياته، حتى لو كانت هناك أمور يخجل المتصوفة من ذكرها. ولكن يجب الكشف عنها للقارئ، حتى نكتشف في هذه الرواية أن بن عربي شخص عادي يخطئ ويصيب، يرتكب الآثام ويقع في المحظور، ويعاني من لوعاته كثيرا، وربما كل ذلك ساهم في خروج بن عربي لنا بالشكل المعروف حاليا. وتعد هذه الرواية من أفضل الروايات السعودية، ومن بين أشهر مقتطفاتها مراجعة الكاتب الذي قال:
منذ أن ولدت في مرسية وحتى وفاتي في دمشق، كنت في رحلة مستمرة. رأيت بلادا والتقيت بأشخاص وتعرفت على الأولياء. عشت تحت حكم الموحدين والأيوبيين والعباسيين والسلاجقة في طريق مقدر من الله لي قبل خلقي. فمن يولد في مدينة محاصرة، يولد معه رغبة شديدة في السفر خارج الأسوار. المؤمن هو الذي يعيش في رحلة دائمة، وكل وجوده هو سفر في سفر. ومن يترك السفر ويستقر، فإنه يعود إلى العدم.