الخليج العربي

رواية ” القندس ” للروائي محمد حسن علوان

بالرغم من أن الروائي والصحفي محمد حسن علوان لم ينشر سوى عدد قليل من الروايات، فإن كل رواية له بصمة كبيرة في عالم الأدب وتعد حدثًا بارزًا في حد ذاتها، ومن بين أشهر رواياته الرائجة هي رواية القندس التي نُشرت في عام 2011 .

رواية القندس
صدرت رواية القندس للروائي والصحفي محمد حسن علوان في عام 2011، عن دار الساقي للنشر، وقد دخلت الرواية في القائمة القصيرة للحصول على جائزة الرواية العربية عام 2013، وهي جائزة أدبية تهتم بالأدب العربي، تأسست عام 2007، في أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة، وهي ممولة من هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، وبدعم من جائزة البوكر البريطانية العالمية، ويحصل الفائز بالمرتبة الأولى كل عام على مبلغ 50 ألف دولار، أما المرشحين الستة النهائيين فيحصل كلا منهم على مبلغ 10 آلاف دولار، كما فازت الرواية بجائزة أفضل رواية عربية مترجمة إلى الفرنسية، من معهد العالم العربي في باريس عام 2015، وقد أصدرت الرواية في طبعتين، كانت الطبعة الأولى عام 2011 والأخرى عام 2013 .

أحداث الرواية
تتناول رواية القندس العديد من جوانب الحياة، وتسلط الضوء على عيوب المجتمع وسلبياته، وتدور الرواية حول شاب يدعى ” غالب الوجزي ” من مدينة الرياض، والذي قضى حياته في عائلة مفككة بين أب غير راضي عن سلوكياته، وأم تركته منذ الصغر وانفصلت عن أبيه، وأخوة لا يجمعهم شيء إلا حيطان المنزل الذي يعيشون فيه، فيفر غالب من المدينة وينتقل إلى مدينة بورتلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، لمحاولة ترميم ذاكرته المليئة بالأحداث الأليمة، ويتم سرد أحداث القصة أثناء رحلاته لصيد السمك على ضفاف نهر ويلامت .

تشمل أسباب اختيار الكاتب لاسم ”القندس“ للتعبير عن روايته
اختار الروائي محمد حسن علوان اسم “القندس” لروايته، وأعلن أن سبب اختياره لهذا الاسم هو أن القندس حيوان يعيش في النهر، وينتشر في مناطق عديدة من أوروبا وأمريكا، وهو مشتهر ببناء السدود في عرض النهر لحماية عائلته، ليربط الكاتب بين القندس وحمايته لعائلته وبين عائلة بطل الرواية غالب الوجزي، وبالتالي فإن الرواية تصنف ضمن الدراما الاجتماعية، والتي تعد مختلفة عن باقي روايات الكاتب .

الروائي محمد حسن علوان
محمد حسن علوان هو روائي وصحفي من مواليد الاحساء عام 1979، وهو حاصل على بكالوريوس في نظام المعلومات من جامعة الملك سعود بالرياض، وماجستير في إدارة الأعمال من جامعة بورتلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، ودكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة كارلتون في كندا، وقد أصدر 5 روايات وكتاب واحد وهم : رواية سقف الكفاية عام 2002، رواية صوفيا عام 2004، رواية طوق الطهارة عام 2007، رواية القندس عام 2011، ورواية موت صغير عام 2016، والتي حصل من خلالها على جائزة الرواية العربية التي تتبع البوكر وذلك عام 2017، أما الكتاب الوحيد الذي أصدره فهو كتاب ” الرحيل نظرياته والعوامل المؤثرة فيه ” عام 2014 .

اقتباسات من رواية القندس
1- قد تكون المدن أمكنة مناسبة للاستجمام والراحة لكنها ليست عيادات نفسية، وعندما نكون تائهين و حيارى لا تكون المدن حينها سوى منحوتات ضخمة بعثرها الله فوق الكوكب، تعلمت بعد ذلك أنه عندنا أشعر بالضياع التام فمن الأفضل أن ألزم مدينتي التي ضعت فيها، ما دمت أعرف شكل ضياعي على الأقل، بدلا من الدخول في ضياع آخر .

حاولت إعادة ترتيب الأوراق المختلطة في حياتي في مدينة محايدة، ولأول مرة وجدت نفسي أمام مساحة خالية من المستقبل يجب عليَّ ملؤها بنفسي، فقد تدرجت في المراحل الدراسية وكأن كل مرحلة كانت كافية لي وكأنها تغطي كل خطوة، والآن أجد نفسي بدون مراحل ولا قرارات .

بكيت طويلاً دون معرفة سبب بكائي، إذ شعرت بحدوث تغيير كبير وأنا غير مستعد له، ولم أفهم سوى أنني يجب أن أبكي كثيرًا حتى أستعيد توازني، ثم أرى ماذا سأفعل بعد ذلك .

علاقتنا ككل لم تكن أكثر من صدفة غير متقنة، والآن، بشعور مختلط بين الألم والراحة، اكتشفت أن الجوهرة الصغيرة التي أحتفظت بها في صندوق مخملي في أعماق قلبي، كانت مزيفة ولا تستحق سوى القليل من الاهتمام والاهتمام العابر .

كنت أعتقد أني وصلت إلى عمر يمكنني فيه تحديد بدقة ما يمكن أن يمنحني السعادة وما يسبب ليالألم، لكن هذا لم يكن صحيحًا، فالافتراضات التي نصنعها عن أنفسنا تتعدد كلما كبرنا في السن، مما يجعل اليقين صعبًا وبعيد المنال .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى