دراسات حديثةصحة

اسم المادة الصمغية في النحل .. وما هي أبرز مكوناتها

صمغ النحل

في خلايا النحل، لا يوجد شمع أو عسل فحسب، بل يوجد مركب آخر ذو طبيعة صمغية أو مشابهة للعلكة إلى حد ما، ويسمى “الكعبر” أو “البروبوليس”. يتم إنتاج هذا المركب من الأشجار ذات الأوراق الخضراء من قبل النحل، حيث يدمجون العصارة مع إفرازاتهم الخاصة وشمع العسل ليصبح مركبا جديدا لزجا يميل للون البني الممزوج بالأخضر، ويستخدم كمادة لصق لبناء خلاياهم داخل الخلية.

تتمثل وظيفة البروبوليس أيضا في سد الثقوب وإعادة بناء خلية النحل من جديد، ويستخدم أيضا في تنعيم السطح الداخلي للخلية والحفاظ على درجة حرارتها الداخلية عند 35 درجة مئوية، كما يمنع غزو الحيوانات المفترسة لخلايا النحل، ويقوي جدرانها ويعقم البيئة الداخلية للخلية.

من جهة أخرى، هناك العديد من خصائص صمغ النحل الطبية (البروبوليس)، وقد تم استخدامه طبيا في الحضارات القديمة. استخدمه الإغريق لعلاج الخراج واستخدمه الآشوريون لعلاج الجروح والأورام ومكافحة العدوى وتعزيز الشفاء من الأمراض. وأخيرا، استخدم صمغ العسل في تحنيط الموتى “المومياوات.

تختلف خصائص صمغ النحل (البروبوليس – Propolis) حسب موقع الأشجار والزهور التي يستخلصها النحل. على سبيل المثال، لا يتشابه صمغ النحل في أوروبا مطلقا مع نظيره في البرازيل، حيث يختلف التركيب الكيميائي لكل منهما إلى حد كبير. وبالتالي، لم يتمكن الباحثون من الوصول إلى نتائج عامة موحدة حول فوائد صحية لصمغ النحل.

لنتعرف سويًا على مكونات صمغ النحل أو البروبوليس، ومن ثم نناقش فوائده الصحية ومعلومات مختلفة حول هذا المركب.

مكونات صمغ النحل

وفقًا للباحثين، يوجد حوالي 300 مركب في البروبوليس، وتتمثل الغالبية العظمى من تلك المركبات في أشكال من البوليفينول، والذي يعتبر بدوره أحد المضادات الأكسدة المهمة في محاربة الأمراض المختلفة في جسم الإنسان، خاصة السرطان وأمراض القلب.

يطلق على مادة البوليفينول اسم (مركبات الفلافونويد)، وتنتج في النباتات كنوع من الوقاية، وتوجد في أنواع مختلفة من الأطعمة النباتية مثل الفواكه والخضروات والشاي الأخضر، وتوجد أيضا بكثرة في المادة الصمغية في عسل النحل، وتتضمن مكونات صمغ العسل الإسترات والتربين والمنشطات بيتا والكحوليات (من المركبات العضوية الهامة الموجودة في البروبوليس).

تتألف أهم المكونات الأساسية لصمغ النحل (البروبوليس – Propolis) من الجدول التالي:

مكونات صمغ النحل الأساسية النسبة المئوية
 الراتنج  50 %
الشمع 30 %
الزيوت الأساسية 10 %
حبوب اللقاح 5 %
المركبات العضوية الأخرى 5 %

يتألف صمغ النحل (البروبوليس) من مجموعة مركبات أساسية أخرى، مثل ما يلي:

مركبات الفلافونويد

  • بينوسيمبرين
  • أكاسيتين
  • كريسين
  • روتين
  • لوتولين
  • كايمبفيرول
  • أبيجينين
  • ميريسيتين
  • كاتشين
  • نارينجين
  • جالانجين
  • كيرسيتين

 الأحماض الفينولية

الفيتامينات

  • B1
  • B2
  • B6
  • C
  • E

المعادن

  • المغنيسيوم (Mg)
  • الكالسيوم (Ca)
  • البوتاسيوم (K)
  • الصوديوم (Na)
  • النحاس (Cu)
  • والمنغنيز (Mn)
  • الحديد (Fe)
  • الزنك

الأنزيمات

  • نازعة هيدروجين السكسينيك
  • الجلوكوز

فوائد صمغ النحل الصحية

يتمتع عسل النحل المحتوي على المادة الصمغية (البروبوليس) بالعديد من الفوائد الصحية، ومن أبرز تلك الفوائد:

تسريع التئام الجروح والحروق

يعتبر البروبوليس مضادا طبيعيا للبكتيريا والفطريات التي يمكن أن تصيب الجروح، فهو يحتوي على مركب بينوسيمبرين، وهو من مركبات الفلافونويد التي تعمل كمضاد للفطريات. يساعد هذا على التئام الجروح بشكل أسرع. ووفقا للبحوث، يساعد البروبوليس أيضا على شفاء الحروق بشكل أسرع من المنتجات الأخرى، سواء كانت طبيعية أو دوائية، من خلال تنشيط نمو الخلايا الجلدية السليمة والجديدة.

وفقا لإحدى الدراسات الحديثة، فإن هناك مركبا آخر في صمغ النحل يساعد في الحد من الخلايا البدينة المرتبطة بالالتهابات وبطء التئام الجروح في الفم والأسنان، ويسمى هذا المركب المستخلص الكحولي الموضعي. ويعتبر هذا المستخلص الكحولي منتجا طبيعيا أفضل من كريم الستيرويد.

تخفيف قروح البرد والهربس التناسلي

تساعد المراهم الطبية التي تحتوي على نسبة 3% من البروبوليس بفعالية في تسريع مدة الشفاء والحد من أعراض قروح البرد والقروح الناتجة عن مرض الهربس التناسلي.

وقد حددت أحد الدراسات الجديدة، أن استخدام البروبوليس موضعيًا في _ سواء في صورته الأصلية أو مرهم طبي _ من مرتين إلى ثلاث مرات خلال اليوم، يساهم بدوره في علاج تلك القروح الناتجة عن الأنفلونزا، والحد من نسبة فيروس الهربس الموجود في المنطقة التناسلية، بالإضافة إلى ذلك الوقاية من تلك القرحات على المدى البعيد.

الوقاية من انتشار السرطان

يساهم صمغ عسل النحل (البروبوليس) في العلاج من الأمراض المختلفة، وبشكل خاص في علاج أورام الثدي، حيث يقوم بمنع خلايا السرطان من الانتشار والتكاثر، ويحجب المسارات التي يمكن أن تنتشر بها الأورام الخبيثة، بالإضافة إلى إرسال إشارات للمساعدة في ذلك. ويجب الانتباه إلى أن صمغ العسل هو علاج تكميلي للسرطان وليس العلاج الوحيد المتاح.

الصحة الجنسية

يعد العكبر هو اسم آخر للمادة الصمغية في النحل التي ترادف البروبوليس، وتتمثل أهم فوائدها للجنس في تنشيط الجهاز التناسلي لدى الرجل والمرأة، إذ يعمل على حيوية الدورة الدموية وتسهيل تدفق الدم في الأعضاء التناسلية، وبالتالي زيادة الرغبة الجنسية لدى الطرفين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تلك المادة الصمغية تعالج ضعف الانتصاب وسرعة القذف، وتحمي من التعب والإرهاق في العملية الجنسية الحيوية، كما يساهم العكبر بدوره في زيادة القدرة على الإخصاب وإنتاج كمية أكبر من الحيوانات المنوية لدى الرجال.

فوائد أخرى

تحتوي المادة الصمغية في عسل النحل (البروبوليس) على فوائد صحية أخرى

  • علاج اضطرابات الجهاز الهضمي.
  • حل المشاكل الصحية المتعلقة بأمراض النساء.
  • الحفاظ على نسبة السكر في الدم.
  • تخفيف وعلاج قرح قدم السكري بسرعة.
  • التخفيف من التهاب اللثة.
  • تعزيز صحة الجهاز المناعي.

الآثار الجانبية المحتملة لصمغ النحل

صمغ النحل ومنتجات البروبوليس آمنة للاستخدام، ويتم استخدامها بشكل طبيعي في العسل الذي نتناوله، ومع ذلك، قد تحدث آثار جانبية لدى بعض الأشخاص، وتشمل هذه الآثار:

  • تتمثل آثار التحسس الناتجة عن تناول عسل النحل أو أحد منتجاته مثل البروبوليس في طفح جلدي يشبه الإكزيما، وذلك بشكل خاص عند الإفراط في استخدامه لفترة طويلة، وخاصة لدى النحالين الذين يتواجدون حول خلية النحل لفترات طويلة.
  • يجب على الأشخاص الذين يعانون من الحساسية أو الربو استشارة الطبيب قبل استخدام البروبوليس في العلاج أو في الاستخدامات اليومية الأخرى، لتجنب آثاره الجانبية.

من أين يمكن الحصول على صمغ النحل (البروبوليس – Propolis)؟

  • يتوفر صمغ النحل (البروبوليس – Propolis) في الصيدليات الكبرى في أشكال مختلفة، مثل الكريمات والمراهم الموضعية، بالإضافة إلى مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، ويأتي أيضًا على شكل أقراص أو كبسولات أو أدوية سائلة للاستخدام الفموي.
  • يمكن العثور في المتاجر على مسؤول يتولى تسويق وبيع منتجات الأطعمة الصحية، مثل متجر امتنان.

الجرعة المحددة

في الواقع، لا توجد جرعة معينة تم توصيفها من قبل الأطباء حتى الآن، ووفقا لدراسة حديثة، يمكن تناول جرعة تركيزها حوالي 70 ملغ يوميا. توصي الشركات المصنعة بجرعات محددة على الملصق الخارجي للمنتج، وعلى أي حال يجب استشارة الطبيب أولا بشأن سلامة البروبوليس بالنسبة لك، خاصة إذا كنت تتناول أي أدوية أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى