الوقاية الصحيةزيادة الوزن

اسباب تجعل الإناث تكتسب الوزن بصورة أقل من الذكور

لماذا يصعب على الإناث زيادة الوزن ؟ ربما جزءا من الإجابة قد يكون في الدماغ، فلسنوات لاحظ العلماء أنه عندما تأكل الذكور والإناث نفس الحمية الغنية بالدهون، فإن الذكور تكسب وزنا أكثر بكثير من الإناث، وأسباب هذا الاختلاف بين الجنسين ليست مفهومة تماما، لكن ربما يكون جزءا من هذه الإجابة في الدماغ .

الأسباب التي تجعل الإناث يكتسبن الوزن بصورة أقل من الذكور
يقول الدكتور يونغ إكسيو، أستاذ مشارك في طب الأطفال والبيولوجيا الجزيئية والخلوية في مركز بحوث التغذية التابع لوزارة الزراعة في الولايات المتحدة الأمريكية، وجمعية الإغاثة في الولايات المتحدة في بايلور، وكلية الطب ومستشفى تكساس للأطفال: `أحد أهداف بحثي هو فهم الدور الذي يلعبه الدماغ في التحكم في وزن الجسم. يقترح هذا البحث آلية جديدة قد تساهم في توضيح هذا الاختلاف بين الجنسين` .

يتسبب عاملان رئيسيان في ظهور تلك الفروق بين الجنسين
اقترح الدكتور يونغ إكسيو أن هناك عاملان رئيسيان من المحتمل أن يكونا مشاركين في الفروق بين الجنسين في التحكم في وزن الجسم، وهم : الكروموسومات الجنسية والهرمونات الجنسية، فلدى الذكور كروموسوم X واحد و Y واحد، وللإناث كروموسوم X ، لكن العلماء لا يفهمون سوى القليل جدا عن أي الجينات الموجودة في الكروموسومات  تساهم في هذه المسألة، فهرمون الجنس الرئيسي للذكور هو هرمون التستوستيرون، بينما الإناث لديها مستويات عالية من هرمون الاستروجين والبروجسترون في دمائهم، ويوافق العلماء على أن هذه الهرمونات تلعب على الأرجح دورا رئيسيا في تنظيم وزن الجسم .

وقال الدكتور يونغ : ” الاختلافات في الكروموسومات الجنسية والهرمونات الجنسية مهمة، لكننا نتساءل دائما عما إذا كانت هناك مجموعة ثالثة من العوامل، التي قد تسهم أيضا في اختلافات الجنسين في القدرة على تنظيم وزن الجسم، ونحن نعتقد أن بحثنا هو من بين البحوث الأولى التي تبحث في الدماغ لفهم اختلافات السيطرة على الوزن بين الذكور والإناث ” .

يتضمنفحصًا دقيقًا لمركز التحكم في الوزن في الدماغ
أظهر العمل السابق أن الدماغ لديه عدة عصبونات ذات أهمية كبيرة للتحكم في الوزن، وفي هذا البحث حدد إكسيو وزملاؤه ما إذا كانت هذه المجموعات تختلف بين الذكور والإناث أم لا، وقال إكسيو : ” أحد أهم وظائف كل العصبونات هو إطلاق إشارات كهربائية، وهذه هي الطريقة التي تتحدث بها الخلايا العصبية مع بعضها البعض ومع الأنسجة الأخرى، ولقد قارنا معدل إطلاق العديد من أنواع الخلايا العصبية بين الذكور والإناث، ووجدنا عددا قليلا من الضوء بطريقة مختلفة، ولقد ركزنا على نوع واحد يطلق عليه الخلايا العصبية POMC، الموجود في منطقة ما تحت المهاد ” .

الخلايا العصبية POMC
قال الدكتور تشونمي وانج وهو مدرس في مختبر إكسيو : ” تساعد الخلايا العصبية POMC في منطقة الوطاء أو منطقة ” ما تحت المهاد ” في الحفاظ على وزن الجسم الطبيعي، عن طريق تثبيط الشهية وتعزيز الإنفاق على الطاقة استجابة لتغذية نظام غذائي عالي “، وتتابع الدكتورة ” يانلين هي ” زميلة ما بعد الدكتوراه في مختبر إكسيو : ” لقد اختبرنا معدل إطلاق الخلايا العصبية  POMC باستخدام تقنيات الكهربية، وتظهر نتائجنا أن الخلايا العصبية POMC في الإناث تنطلق أسرع من الخلايا العصبية لدى الذكور ” .

لماذا تكون الخلايا العصبية POMC أسرع في الإناث من الذكور؟
لتفسير ذلك قام إكسيو وزملاؤه بفحص خلايا العصبونات POMC للتعبير الجيني، ووجدوا العديد من الجينات التي يتم التعبير عنها بشكل مختلف بين الذكور والإناث، حيث يتم التعبير عن أحد الجينات يدعى ” TAp63 ” في الإناث أكثر من الذكور، وقال إكسيو : ” نعرف من العمل السابق أنه عندما نطرح الجين TAp63 في الجسم بأكمله، يصبح الجسم بدينا، وعندما أخرجنا الجين فقط من الخلايا العصبية POMC، لم يؤثر هذا التغيير على الذكور، ومن ناحية أخرى تطور لدى الإناث سمنة شبيهة بالرجال ” .

النتائج التي توصل إليها العلماء
نتائج البحث أدت إلى اقتراح آلية جديدة قد تساهم في التحكم بالوزن بين الجنسين، وتتعلق هذه الآلية بالخلايا العصبية POMC في الإناث التي تظهر مستويات أعلى من الـ TAp63. هذا يؤدي إلى تنشيط وتحفيز الخلايا العصبية بشكل أسرع في الإناث مقارنة بالذكور، مما يؤدي إلى تقليل الشهية لديهن وزيادة إنفاق الطاقة. وبالتالي، توفر الإناث حماية أفضل من الرجال ضد زيادة الوزن. يعتقد الباحثون أن هذه النتائج يمكن أن تسهم في تطوير استراتيجيات علاجية مستقبلية للسمنة والاضطرابات الأيضية المرتبطة بالجنس .

وقال إكسيو : ” نعتقد أن النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أنه بالإضافة لدراسة الاختلافات في الكروموسوم والهرمونات بين الذكور والإناث، ينبغي على العلماء أن ينتبهوا أيضا إلى هذه الفئة الثالثة من العوامل، ونأمل أن يشجع اكتشافنا الباحثين الآخرين على مواصلة التحقيق في هذا النوع من الأبحاث ” .

المصدر : ساينس ديلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى