اركان و شروط المناظرة
المناظرة هي حوار يحدث بين فريقين حول موضوع واحد، وكلا الفريقين له وجهة نظر مختلفة. يحاول كل فريق إثبات صحة وجهة نظره بتقديم حقائق وبراهين. ولكن هناك العديد من الشروط والأركان التي يجب توفرها في المناظرة، وهذا ما سنتحدث عنه اليوم.
ما هي اركان المناظرة
ان المناظر لها ركنان اساسيان هما.
يتضمن موضوع المناظرة الموضوع الذي تقوم المناظرة عليه، والمقصود بمسألة الموضوع هو ذلك الموضوع أو نقطة البحث المشتركة.
يتطلب التحاور حول موضوع المناظرة المحدد وجود فريقين، حيث يكون الفريق الأول ناقلاً للخبر أو مدعياً، ويكون الفريق الثاني معترضاً عليه.
ما هي شروط المناظرة
يجب على الفريق المتناظر أنيكون على دراية تامة بكل ما يحتاجه من قوانين المناظرة والقواعد المتعلقة بهذا الموضوع، ويجب أن يكون مطلعًا على كل تفاصيله.
يجب أن يكون الفريقان المتنازعان على دراية تامة بموضوع الخلاف، حتى يتحدث كل فريق وفقًا للقواعد المحددة لتجنب التحدث عشوائيًا.
يجب أن يكون هذا الموضوع من الأمور التي يمكن مناقشتها ومنازعتها بشكل مسموح به ووفقًا للقواعد والقوانين المعتمدة، وذلك لأن هناك بعض الأمور التي لا يمكن مناقشتها بين الأطراف.
يجب تنفيذ المناظرة بين المتناظرين وإعطائهم معرفة بالأعراف التي يتم اتباعها، وإذا كان الكلام مفسرا من قبل أحد الفقهاء مثلا، فلا يحق للسائل العارف الاعتراض عليه، وذلك استنادا إلى عرف النحاة أو الوضع اللغوي، أو عرف الفلاسفة أو النحو وغيرها.
ما هي آداب المناظرة
وضع العلماء عدة آداب للمناظرة بهدف حفظ سلامتها وتحقيق غرضها بشكل كامل، وهنا أهم تلك الآداب لإجراء المناظرة.
يجب تجنب المناظر المجادلة التي لها هيبة، حتى لا تؤثر سلبًاعلى الشخص وتضعف كلامه وحججه.
يجب عدم التقليل من خصمك وعدم اعتباره ضعيفًا أو بلا قيمة في المناظرة، لأن ذلك يمكن أن يعكس عليك ويجعل خصمك يستفيد من ذلك ويثبت حجته.
لا ينبغي للخصم أن يظن أنه أقوى منه بشكل كبير، حتى لا يتخاذل ويفقد القدرة على تقديم حجته بالشكل المطلوب لإثبات وجهة نظره.
يجب أيضا أن يكون المناظر غير قليل ومرتاح، حيث أن الاضطراب من الممكن أن يؤثر عليه وعلى أفكاره، مما يجعله متشتتا فكريا ونفسيا، ومن الأشياء التي من الممكن أن تجعل الشخص قلقا أو حتى مضطربا هي أن يكون جائعا أو عطشانا أو غاضبا وغيرها من الأشياء التي تؤثر على الإنسان.
يجب أن يكون الطرفان في نفس المكان خلال المناظرة، ويفضل أن يرون بعضهم البعض ويفضل أن يكونا متماثلين أو متقاربين علمياً وقدراً، إذا كان ذلك ممكناً.
ينبغي على الشخص المناظر أن يتحلّى بالهدوء وعدم الاندفاع حتى يتمكن من إسكات منافسه وتقليل مدة حديثه، حيث أن هذه الطريقة يمكن أن تفسد رؤيته الفكرية وتجعله يبتعد بشكل كبير عن العقلانية والتفكير الصحيح للوصول إلى البرهان والحقيقة وإثبات وجهة نظره.
يجب أن يكون هدف كل من المتنازعين هو إظهار الحقائق وإثباتها حتى لو كان ذلك بيد الفريق الخصم.
يجب على الطرفين المتناظرين الابتعاد بشكل كامل عن السخرية أو الاستهزاء، وعدم احتقار الفريق الآخر، كما يجب عدم الاستهانة به أو وصفه بالجاهل قليل الفهم. ويجب على المتناظر ألا يقوم بأي حركات مثل الضحك أو الغمز أو الهمز أو التبسم خلال حديث الخصم، حيث أن كل هذه الأشياء تقلل من قيمة المناظرة.
يجب على المناظر عدم استخدام اختصارات فيالحديث، وعدم إدخال كلمات غامضة، وألا يطيلوا الحديث بدون سبب، وذلك لأن هذه الأشياء تؤدي إلى تقليل فائدة المناظرة.
ينبغي للمناظر أن يتجنب استخدام الألفاظ الغريبة والغير مدرجة، وكذلك الابتعاد عن الكلمات المجملة التي تحمل أكثر من معنى.
يجب على كل من المتناظرين أن يكونا محملين بكلام مناسب بشأن موضوع المناظرة.
يجب على المناظر عدم الاعتراض على كلام الخصم قبل انتهاء جملته والتأكد من مراد الجملة.
يتعين على كل من المناظرين الانتظار حتى ينتهي خصمه من الحديث وعدم اقاطاع كلامه لأي سبب كان، حتى لا يقوم الطرف الآخر بتكرير فعلك ويقوم بقاطع حديثك.
إذا ظهر الحق على يد الخصم، يجب على المناظر أن يتقبل ذلك ويعترف بقوة دليل الخصم.