ابناء علي بن أبي طالب
قبل أن نتعرف على أبناء علي بن أبي طالب، يجب أن نعرف أننا أمام أحد أهم الشخصيات في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – فهو ابن عم النبي وصهره وصديقه الذي بشره بالجنة، وهو رابع الخلفاء الراشدين، يلقب بـ “أسد الله” و”المرتضى” و”باب مدينة العلم”. ولد علي بن أبي طالب في مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية في 13 رجب سنة 23 قبل الهجرة، وتوفي في 21 رمضان سنة 40 من الهجرة. أمه هي فاطمة بنت أسد الهاشمية. تزوج السيدة فاطمة الزهراء، ابنة النبي، في السنة الثانية من الهجرة، وأنجب منها ولدان وبنتان، هما “الحسن” و”الحسين” و”زينب” و”أم كلثوم
ابناء علي بن أبي طالب
لم يتزوج علي – كرم الله وجهه – أي امرأة أخرى غير السيدة فاطمة خلال حياته، ولكن يشير أيضا إلى أنه تزوج بعد وفاتها من عدة زوجات، ولكن بطريقة مشروعة شرعا. فعندما تتوفى زوجته، يتزوج من امرأة أخرى، وعندما يطلق زوجته، يتزوج بأخرى، وهكذا. وكان لديه أيضا عدد كبير جدا من الأبناء، حيث بلغ عددهم 14 ابنا و17 ابنة. ومن بينهم نذكر
لقد أنجب من أم البنين بنت حزام `العباس وجعفر وعبدالله وعثمان` .
ليلى بنت مسعود اليتيمة أنجبت أبا بكر وعبدالله .
أنجب محمد الأوسط من أمامة بنت العاص بن ربيع، وكان لديه حفيدة للنبي عليه الصلاة والسلام، وهي ابنة السيدة زينب ابنة رسول الله .
أنجبت خولة بنت جعفر، من الحنفية، محمد الأكبر أو محمد بن الحنفية .
وأنجب من أم سعيد بنت عروة الثقفية بنتان ، هما: ” رملة وأم الحسن ” .
أنجبت الكلية بنتًا تُدعى `جارية` من محياة بنت أمرئ القيس .
أنجب عمر ورقية من أم حبيبة بنت ربيعة التغلبية .
أنجبت أسماء بنت عميس ثلاثة أولاد، يحيي ومحمد وقيل عون .
الحسن بن علي بن أبي طالب
ولد الحسن، الأولى من أحفاد النبي -صل الله عليه وسلم- في المدينة المنورة في السنة الثالثة للهجرة، تحديدا في الـ 15 من رمضان. ويعتبر سيد شباب أهل الجنة كما صرح النبي: “إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل الليلة، فاستأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة”. ويقال إن الحسن يشبه النبي أكثر من غيره، وحفظ الكثير من الأحاديث النبوية بسبب قربه الشديد من جده النبي الذي كان يحبه كثيرا ويصطحبه معه للصلاة في المسجد النبوي الشريف، وخاصة صلاة الفجر، وكان يدعو له قائلا “اللهم إني أحبه فأحبه”. وكان الحسن -رضي الله عنه- معروفا بطيبته وكرمه وأخلاقه الحميدة وحبه للإصلاح بين صفوف المسلمين، وكيف لا وقد اهتم سيد الخلق أجمعين جده محمد -صل الله عليه وسلم- بتربيته حتى بلغ الثمانية أعوام، ورزقه الله بالكثير من الأبناء مثل أبيه، فلديه 15 ولدا و8 بنات
في يومٍ صعد فيه النبي إلى المنبر وتحدث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن الحسن قائلاً: “ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين .
وبالفعل، مرت السنوات وظل الحسن يحفظ وحدة المسلمين ويهتم بعدم تفرقهم وحقن الدماء بينهم. حتى أثناء مبايعته للخلافة بعد وفاة أبيه، قال: `والله لا أبايعكم إلا على ما أقول لكم`. فسألوه: `وما هو ذلك؟` فأجاب: `أن تسالموا من سالمت وتحاربوا من حاربت`. وخلال فترة خلافته، كان هناك أشخاص يرغبون في أن يكون معاوية بن أبي سفيان خليفة للمسلمين. وبعد أن رأى تصاعد الخلاف وتفرق المسلمين، تنازل عن الخلافة لمعاوية بعد بضعة أشهر. وقد عقدوا صلحا وحقنوا الدماء، وأطلق على هذا العام اسم `عام الجماعة`، حيث توحدت صفوف المسلمين مرة أخرى وعادوا للجهاد والغزوات .
توفي الحسن، سيد أهل الجنة – رضي الله عنه – في العام 49 للهجرة، ودُفنَ بجوار أمه في البقيع، وكان عمره 47 عامًا .
الحسين بن علي بن أبي طالب
ولد الحسين – رضي الله عنه – في المدينة المنورة في الثالث من شهر شعبان السنة الرابعة للهجرة. قال عنه النبي – صلى الله عليه وسلم – وعن أخيه: `الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة` وكان النبي يحبه هو وأخيه حبا جما وكانوا يركبون فوق ظهره وهو يصلي ويحملهم على كتفيه ويضعهم في حجره الشريف ويرقيهم، وتوفى جده النبي وأمه فاطمة الزهراء في نفس العا .
شارك الحسين في الغزوات خلال فترة حكم الخليفة عثمان بن عفان، حيث شارك في فتح إفريقيا وطبرستان وجرجان مع جيش سعيد بن العاص، بالإضافة إلى مشاركته في معركتي الجمل وصفين. استقر في الكوفة أثناء حكم أخيه لمدة ثمانية أشهر، وبعد تنازله عن الخلافة، عاد مع أخيه إلى المدينة المنورة
بعد وفاة الحسن ومعاوية بن أبي سفيان، وتولي ابنه يزيد الخلافة، دعاه أهل الكوفة للخلافة، فأرسل إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل لمعرفة حقيقة الأمر
ثم تضاعفت الرسائل التي تدعوه للقدوم إلى الكوفة ، فعزم أمره أن يذهب إليهم ، لكن العديد من الصحابة كانوا رافضين لهذا القرار ، حيث قال له ابن الزبير – رضي الله عنه – ” أين تذهب ، إلى قومٍ قتلوا أباك وطعنوا أخاك؟! ” ، فقال: ” لأن أُقتل بمكان كذا وكذا أحب إليَّ من أن تُستَحَلَّ بي ” يقصد مكة ، أيضًا كان ابن عباس قلقًا عليه ونصحه أن يذهب إلى مكة أو إلى اليمن ، لكنه لم يسمع النصح فاضطر أن يصرح له أنه يخشى عليه أن يهلك هو وعائلته ، لكن لم يثني ذلك الحسين عن قراره ورد عليه ، قائلًا: ” يا ابن عمّي ، والله إنّي لأعلم أنك ناصحٌ شفيقٌ ، ولكنّي قد أزمعت المسير ” ، فقال له ابن عبّاس: ” فإن كنت ولا بدّ سائرًا فلا تسر بأولادك ونسائك ، فوالله إنّي لخائفٌ أن تُقتَلَ كما قُتِلَ عثمانٌ ، ونساؤه ، وولده ينظرون إليه ” .
وفي الواقع، قتل الحسين، سبط رسول الله، في الكوفة يوم الجمعة العاشر من محرم عام 61 للهجرة