قصة زواج عليّ بن أبي طالب من فاطمة الزهراء
تزوج سيدنا علي كرم الله وجهه السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي في الخامسة عشر من عمرها، وكان عمره حينها واحدا وعشرين عاما، وذلك بعد غزوة بدر بقليل، وأنجب منها أربعة أبناء هم: أم كلثوم، زينب، الحسن، والحسين، وعاشت معه حتى توفيت في عام 11 هـ الموافق 632م.
قصة زواج عليّ بن أبي طالب من فاطمة الزهراء
ابن كثير والبيهقي رووا في سيرة النبي قصة خطبة فاطمة لرسول الله، حيث قالت فاطمة: “هل علمت أني خطبت من رسول الله؟” فقال علي: “لا”. فقالت فاطمة: “فقد خطبت، فما يمنعك من الذهاب إلى رسول الله ليزوجك بها؟” فقال علي: “هل لدي شيء أتزوج به؟” فقالت فاطمة: “إن جئت إلى رسول الله، سيزوجك بها”. وما زالت ترجوني حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما أن قعدت بين يديه أُفْحِمْتُ، فوالله ما استطعت أن أتكلم جلالة وهيبة، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «« ما جاء بك، ألك حاجة؟ »» فسكتّ، فقال: «« لعلك جئت تخطب فاطمة؟ »» فقلت: نعم، فقال: «« وهل عندك من شيء تستحلها به؟ »» فقلت: لا والله يا رسول الله! فقال: «« ما فعلت درع سلحتكها؟ »» قلت: فوالذي نفس علي بيده إنها لحُطَمِيَّة ما قيمتها أربعة دراهم، فقلت عندي، فقال: «« قد زوجتكها »» فبعث إليها بها، فاستحلّها بها، فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي رواية للنسائي وصححها الألباني أن علياً رضي الله عنه قال: تزوجت فاطمة رضي الله عنها، فقلت: يا رسول الله! بني – اسمح لي بإدخاله -، قال: «« أعطها شيئا »»، فقلت: ما عندي من شيء، فقال: «« فأين درعك الحطمية؟ »»، فقلت: هي عندي، فقال: «« فأعطها إياه »».
جهاز وأثاث الزواج
تمت زواج سيدنا علي كرم الله وجهه من فاطمة رضي الله عنهما بسهولة وسرعة، وكان زواجا مباركا. وكانت مفروشات سيدة نساء هذه الأمة تتألف من قطيفة وقربة ووسادة محشوة بألياف أو نبات. وقد ورد عن علي كرم الله وجهه قوله: “جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة بقطيفة وقربة ووسادة جلدية محشوة بألياف”، وذلك وفقا لرواية أحمد. وفي رواية ابن حبان ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتجهيز هذه المفروشات، وقدم لها سريرا مزخرفا ووسادة جلدية محشوة بألياف.
شكوى فاطمة لأبيها
كانت الزهراء سيدة بيتها وكانت تعمل فيه وتخدم زوجها، وكان ذلك يجهد جسدها. فذهبت لتشكو إلى أبيها. فأجابها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنة وهدي لجميع نساء الأمة، وهو وسيلة لتخفيف مشقة أعمال المنزل. وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن فاطمة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تسأل عن خادم وتشكو من العمل. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ««لم أعرف عندنا أحدا من الخدم. هل أدلك على ما هو خير لك من الخادم؟ تسبحي ثلاثا وثلاثين، وتحمدي ثلاثا وثلاثين، وتكبري أربعا وثلاثين حين تأخذين مضجعك»».
كوني فاطمة يكن لك علي
هذه قصة زواج سيدة نساء هذه الأمة، ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت من أحب أبنائه إليه. وكان علي رضي الله عنه زوجها، وقدم لها مهرا، على الرغم من انتشار المغالاة في المهور في تلك الفترة. وكان رسول الله يختار لها زوجا ورفيقا، وكانت فاطمة الزوجة المطيعة التي أعانت زوجها على مصاعب الحياة، وشجعته على الجهاد في سبيل الله، وأنجبت له الأولاد والبنات، وظلت ترعاه حتى توفيت، ولم يشتك منها شكوى واحدة، ولم ير منها إلا الخير والطيبة. فأختي، لتكن فاطمة رضي الله عنها قدوتك، وساعدي زوجك وشدي من أزره، وأربي أولاده على التقوى والصلاح.