إمكانية الحمل بعد بلوغ سن اليأس

يعتبر إنقطاع الطمث فترة توقف الدورة الشهرية، ويحدث ذلك بسبب إنخفاض إنتاج المبايض للهرمونات الأنثوية، وعادة ما يحدث هذا في سن النساء بين 45-50 سنة، وعلى الرغم من أن المرأة لا يمكنها الحمل بعد الإنقطاع الكامل للطمث وبلوغها سن اليأس، إلا أن هناك تقنيات حديثة ساعدت المرأة على الحمل في هذا العمر .

ما يحدث في مرحلة انقطاع الطمث :
يبدأ سن اليأس بمرحلة انقطاع الطمث و التي تؤهل الجسم للتغيير بشكل كبير ، حيث تقوم المبايض بإنتاج كميات أقل من هرمونات الاستروجين و البروجسترون ، و يحدث تغيير كبير في الهرمونات ، و يصاحب هذا الأمر ظهور بعض الأعراض التي تتمثل في السخونة و التعرق الليلي ، كذلك تصبح الدورة الشهرية غير منتظمة لعدم انتظام المبايض في إنتاج البويضات .

على الرغم من أن مستويات الخصوبة في ذلك الوقت منخفضة جدا، فإن إمكانية الحمل ما زالت موجودة، ولا يزال على المرأة أن تتناول حبوب منع الحمل إذا كانت لا ترغب في الحمل، ويتم التأكد من وصولها إلى سن اليأس بعد مرور عام كامل على انقطاع الدورة الشهرية، وفي هذه الحالة تصبح المرأة غير قادرة على الحمل .

الحمل في فترة سن اليأس :
تم اختراع تقنية جديدة عُرفت بإسم ” تنشيط المختبر ” و يتم فيها استئصال جزء من المبيض أو استئصاله كله ، ثم العمل على معالجته خارج جسد المرأة ، بعد ذلك يوضع مرة أخرى حيث تتم زراعته قرب قناة فالوب ، ثم تتم الاستعانة بالهرمونات التي تحفز المبيض لكي يقوم بإنتاج البويضات مرة أخرى ، مما يسترجع فرصة الحمل لدى المرأة مرة أخرى .

تم إجراء عدة تجارب على هذه التقنية في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا على عدد من النساء. لقد توقفت الدورة الشهرية لديهن منذ حوالي 6 سنوات. عندما فحصهن الأطباء، اكتشفوا وجود خلايا بويضات غير ناضجة لا تزال موجودة لدى 13 سيدة. نجحت العلاجات مع بعضهن، حيث تم جمع 5 بويضات صالحة وتلقيحها بحيوانات منوية. تم ثم نقلها إلى الرحم ونجحت الحمل .

لا يزال البحث مستمرا لتطوير هذه التقنية، إذ لم يتم تجربتها على النساء اللواتي يعانين من مشاكل تمنع حملهن، مثل النساء اللواتي يعانين من أمراض الخصوبة الناتجة عن التعرض للعلاج الكيميائي والإشعاعي للسرطان أو النساء اللواتي يعانين من العقم، وعلى الرغم من نجاح هذه التجربة مع عدد من النساء، إلا أنه يجب الحذر قبل إجراء العلاج ومعرفة كافة الاحتمالات بسبب خطورة الحمل بعد سن اليأس والذي قد يتسبب في حدوث مضاعفات عديدة .

مخاطر الحمل في سن متقدمة :
كلما تقدمت سن المرأة زادت مخاطر الحمل عليها، وخاصةً إذا تجاوزت الخامسة والثلاثين من العمر، وتتعدد هذه المخاطر كالآتي:

عند التلقيح الصناعي، يحدث أحيانا حمل متعدد لدى المرأة، مما يؤدي إلى مشاكل خطيرة مثل الولادة المبكرة وصعوبة الولادة وانخفاض وزن الطفل .

قد تصاب المرأة بما يسمى بمرض سكري الحمل، والذي يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، ويمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى الإصابة بمشاكل عديدة سواء للأم أو الطفل .

يمكن أن يتسبب ارتفاع ضغط الدم، لذا يجب الحرص على تناول الأدوية المناسبة ومعالجة هذه الحالة بسرعة، ومراقبة الضغط باستمرار لتجنب أي مضاعفات خطيرة .

يعتبر حدوث انفصال في المشيمة أمرًا يتطلب من المرأة الراحة الكاملة في الفراش وتناول الأدوية، وقد يحتاج الأمر إلى إجراء ولادة قيصرية .