أنماط النموذج الأوروبي في إدارة الأعمال
تختلف الإدارة في المؤسسات والهيئات الأوروبية عن نظيراتها في الشرق الأوسط وبالأخص في المنطقة العربية؛ إذ يتميز النموذج الأوروبي في الإدارة بعدة أنماط وقواعد وضوابط يلتزم بها ولا يحيد عنها، ومن بين تلك الأنماط:
1- واحد من أهم أنماط النموذج الأوروبي في إدارة الأعمال يركز على تحقيق النتائج المستهدفة والأهداف التي تهدف إليها مختلف جماعات المصالح والأطراف المرتبطة بالمنظمة، بما في ذلك الموظفين والعملاء والموردين والمجتمع بأكمله، بالإضافة إلى أصحاب رأس المال، ولا يجب تجاهل حقيقة أن النجاح الإداري يتطلب تحقيق فوائد متوازنة لجميع أطراف المصلحة، وهذا هو الأساس الأساسي لتقييم تميز الإدارة.
من أنماط النجاح الإداري في أوروبا، يتم تركيز الاهتمام على العملاء، وذلك لأن العميل هو في النهاية الحكم الأخير على تميز الإدارة، حيث يقوم بتقييم الخدمات والمنافع وضوابط وكيفية وآلية وشروط الحصول عليها بالمقارنة بتوقعاته وتفضيلاته، وما يمكنه الحصول عليه من المنافسين.
يتميز النموذج الإداري الأوروبي بالتركيز على تطوير علاقات التعامل مع العملاء والحفاظ على ولائهم للمنظمة ومنتجاتها، وجذبهم للمؤسسة من خلال تقديم تخفيضات وعروض متنوعة بهدف تحسين موقع المؤسسة التنافسي في السوق، وذلك عبر التركيز على خدمة العملاء.
3- لا شك أن المدير أو القائد الحكيم كلما كانت خططه وقراراته فعالة وأهدافه واضحة ومباشرة، كلما تيسر الطريق للنهوض بالمؤسسة، فتحديد الأهداف في ظل وجود إدارة نشطة يعتبر ضمن من أهم محددات الأداء التنظيمي، وبحسب فعالية القادة وأنماط سلوكهم تتحقق الظروف المناسبة لتميز أداء عناصر المنظمة المختلفة.
يعتبر استخدام التقنيات والرجوع إلى العلم وإدارة العمليات بالمعلومات واحدًا من الأساليب التي تساعد في تحسين كفاءة المؤسسة. ويتم ذلك من خلال تنظيم الأنشطة بشكل مترابط وتوجيه العمالة نحو الأهداف المحددة بشكل صحيح ومتجدد.
تهدف المنظمة إلى تطوير خبرات وقدرات موظفيها وتمكينهم من النمو الشخصي والمهني من خلال توفير فرص لهم للإبداع والتفكير وتبادل المعرفة والخبرات، وهذا يعود بالنفع على المنظمة بشكل كبير، حيث تعتبر الموارد البشرية هي أهم ثروة للمنظمات، حيث لا يمكن شراء العقول والأفكار بالمال، فهي الرأسمال الحقيقي للمنظمات الناجحة.
يتطلب الأمر الاهتمام بتطوير الكفاءات وجذبها للعمل في المؤسسة، وخلق بيئة تنظيمية محفزة لجذب مشاركة العاملين وتنمية قيم ومفاهيم مشتركة بينهم، والتي تقوم على الثقة وتكامل الأهداف، ويمكن إقرار لوائح الحوافز لتشجيع العاملين على تقديم أفضل ما لديهم.
6- التجديد والتطوير والإبداع والنهوض التقني بالمؤسسة عبر التعلم المستمر، لهو شرط مهم وأساسي لكي تتحقق “إدارة التميز” وتنهض بيئة العمل ككل، ويعتبر التعليم وإادخال وسائل معرفية جديدة في العمل أبرز ما يهتم به النموذج الأوروبي في إدارة الأعمال؛ حيث يتم استثمار خبرات المنظمة ومعارف العاملين فيها ونتائج العلم ومستحدثات التقنية في تطوير العمليات وتجديد المنتجات والخدمات وتفادي الأخطاء ومنع تكرارها والارتفاع إلى مستويات متعالية باستمرار من الإنتاجية والفعالية.
7- يتوجب التعاون الجاد وتوقيع اتفاقيات وتشكيل تحالفات وعلاقات شراكة لتوفير فرص أفضل للمنظمة في العمل بكفاءة؛ فالتعاون والتكافل والشراكة يضمنان توافر الموارد المستدامة التي يستفيد منها الطرفان. من المهم التأكيد أن شركاء العمل هم جميع الأطراف التي يمكن للمنظمة التعاون معها والاستفادة منها وتقديم خدمات أخرى لها؛ وبالتالي، يجب أن تكون هذه العلاقات البناءة مبنية على مبدأ تبادل المصالح وضمان أن الأطراف الجميع تكون رابحة.
يعتبر القدرة على تحمل المسؤولية والوعي والإدراك بقيمة المسؤولية الاجتماعية للمنظمة واحترام قواعد ونظم المجتمع من أهم شروط نجاح المنظمة على المدى الطويل، وهو أحد النماذج الرئيسية لإدارة الأعمال في النموذج الأوروبي.