أقوام الأنبياء و حقيقة ما حل بهم
تحدث القرآن الكريم عن العديد من أقوام الأنبياء وروى قصصهم وعلاقتهم بالله، ونحن بحاجة إلى استخلاص العبرة من تلك القصص وتجنب الأخطاء التي ارتكبوها .
أقوام الأنبياء
قوم نوح
أرسل نوح عليه السلام لينشر دعوة الدين الحق لقومه ، هؤلاء الذين كذبوه و سفهوا من كلامه ، و كانوا كثيري الجدال و الاستهزاء و السخرية ، و يذكر ابن كثير أنه لم يترك ليلا و لا نهارا إلا دعاهم إلى سبيل الرشد ، و كان كثيرا ما يشكو لربه ما يحل به من أذى بسببهم ، حتى إذا أمره الله عز وجل ببناء السفينة ، و على الرغم من ذلك فقد قاموا بالتهكم عليه حتى أن نهايتهم كانت الطوفان .
قوم لوط
كان قوم لوط من أبشع الأقوام التي ذكرت في القرآن الكريم ، هؤلاء القوم الذين أتوا بفاحشة لم يسبقهم لها أحد ، قوم لوط الذين كانوا يأتون الرجال من دون النساء ، هؤلاء القوم الضالين الذين حاول سيدنا لوط هدايتهم كثيرا ، و لكنهم لم يتبعوا دعوته و يؤمنوا به ، حتى انتهى أمرهم بعذاب عظيم ، حيث دكت الأمر بهم ، و ذلك اعتمادا على قوله تعالى ( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ ) ( سورة الأعراف – 80 ) .
قوم عاد
كان من أشهر الأقوام التي ذكرت في القرآن الكريم قوم عاد ، هؤلاء القوم الذين عرفوا ببنيانهم القوي ، و قد بالغوا بإيذاء نبيهم الكريم هود عليه السلام ، على الرغم من تلك الآيات التي أرسله الله بها ، و قد تحدث القرآن الكريم عنهم كثيرا ، و ذلك في قوله تعالى أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) ( سورة الفجر ) .
قوم ثمود
هؤلاء القوم هم من بعث فيهم سيدنا صالح عليه السلام ، ذلك النبي الكريم الذي أرسله الله بالعديد من الآيات العظيمة ، و التي كان من بينها الناقة التي خرجت من قلب الجبل ، و على الرغم من ذلك فكذبوه و سخروا منه ، حتى أرسل الله عليهم الرجفة ، و ذلك حسب قوله تعالى فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78) ( سورة الأعراف ) .
قوم إبراهيم
بالنسبة لأولئك الذين حاربوا إبراهيم وكذبوه، تحدث القرآن الكريم عنهم في العديد من المواقع. وصلت كبرياؤهم إلى حد أنهم حاولوا حرق سيدنا إبراهيم، وحتى بعد أن خرج من النار دون أن تؤذيه، لم يعترفوا به وزادوا في استكبارهم. وذلك وفقا لآيات الله الكريمة في سورة العنكبوت. لم يكن رد فعل قومه إلا أنهم قالوا: `اقتلوه أو احرقوه`. ولكن الله أنقذه من النار. إن في ذلك آيات لقوم يؤمنون (24) .
قوم موسى
أرسل موسى عليه السلام إلى مصر ، و قد أعطاه الله من آياته الكثير ، فكان من بينها تحول عصاه لحية تسعى ، و كذلك يده التي تتحول لناصعة البياض بمجرد أن يضمها إلى جناحه ، و قد تم إرسال موسى عليه السلام لبني إسرائيل ، و على الرغم من آياته العظيمة إلا أنه قد لقى من قومه أشد طرق العذاب و الاستهانة ، و لذلك يعرف بكونه أحد أولوا العزم من الرسل ، و قد صب الله عليهم العذاب صبا ، و ذلك بعد العديد من المواقف التي دارت بينهم و بين النبي الكريم ، و ذلك اعتمادا على قوله تعالى ( وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ ۖ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ) ( سورة يونس – 88 ) .