نظرا لتوفر العديد من الوظائف وتأثيرها الاقتصادي الإيجابي على المجتمعات المحلية، تعد السياحة مجالا وصناعة ذات أهمية كبيرة. فالعمل في مجال السياحة متنوع للغاية، سواء اخترت العمل في الفنادق أو المطاعم أو المشروبات أو الرحلات البحرية أو الأحداث أو الحياة الليلية، حيث يتوفر المئات من الوظائف المتاحة. ويختار الكثيرون البقاء في هذا القطاع لفترة طويلة والعمل على تقدمهم في السلم الوظيفي .
لتكون ناجحا في مجال السياحة، ستحتاج إلى مجموعة أساسية من المهارات التي يتوجب عليك امتلاكها، ونظرا لأن السياحة تركز على تقديم خدمة مميزة وترك الزبائن بابتسامة على وجوههم، وهو دور لا يناسب الجميع، لذا لمساعدتك في تحديد ما إذا كان لديك ما يلزم لتحقيق نجاح في هذا المجال، قمنا بتجميع قائمة بالسمات الأساسية المطلوبة للعمل في مجال السياحة .
السمات الأساسية للعمل في المجال السياحي
مهارات خدمة العملاء
قبل كل شيء الشيء الوحيد الذي يمكن أن يصنعك أو يقضي عليك في المجال السياحي هو قدرتك على تلبية توقعات العملاء ، وسواء أكنت تقدم مشروبات أو تدير فندقًا بالكامل ، فمن وظيفتك أن تضمن أن عملاءك يقضون وقتًا ممتعًا وأنهم ليس لديهم ما يدعو للقلق ، وفي الأساس خدمة العملاء تدور حول كونها إيجابية واستباقية ، حتى عندما تتعامل مع عميل صعب من المهم أن تبتسم وأن تكون مهذبًا وأن تظل محترفاً ، وبدلاً من ذلك في مناسبات معينة يمكن أن يكون الأمر كذلك حول الذهاب إلى هذا الميل الإضافي للضيف أو المستفيد ، وتذكر أنه كلما كانت التجربة التي تقدمها أكثر إيجابية ، كلما زاد احتمال تلقيك لتعليقات جيدة ونصيحة جيدة أيضًا .
الوعي الثقافي
في مجال السياحة، ستواجه نسبة كبيرة من العملاء، وبالفعل الأشخاص الذين تتعامل معهم من الخارج. هذا يعني العمل مع أشخاص من خلفيات ثقافية متنوعة. ونتيجة لذلك، تكون قدرتك على أن تكون مدركا للوعي الثقافي والتكيف مع المواقف والقواعد التي تختلف عن قدراتك ضرورية لبناء مستقبل مهني ناجح. ولن يشارك عملاؤك دائما نفس القيم وأنظمة المعتقدات والتصورات. لذا، من المهم أن تأخذ ذلك في الاعتبار عند محاولة مساعدتهم على الشعور بأكبر قدر من الراحة. وكما هو الحال مع جميع العملاء، الهدف هو جعلهم سعداء للغاية بحيث يرغبون في العودة. لذا، تأكد من أنك اتخذت جميع الإجراءات المطلوبة أيا كانت .
مهارات التواصل
تحظى مهارات الاتصال الفعال بتقدير كبير في كل الصناعات، وبشكل خاص في مجال السياحة، حيث يتعامل العاملون يوميا مع أشخاص من خلفيات وأعمار وقوميات وأزمجة مختلفة. لذلك، من المهم أن تتمكن من التواصل بوضوح وفهم بسيط، وأن تمثل العلامة التجارية لصاحب العمل. كما أن القدرة على بناء وتطوير العلاقات مع العملاء يمكن أن تحدث فرقا كبيرا في جذبهم والحفاظ عليهم. ويجب أيضا أن تكون قادرا على التواصل بوضوح مع زملائك في العمل، خاصة في بيئات العمل المزدحمة وذات الضغط العالي مثل المطابخ والنوادي الليلية، حيث يكون العمل الجماعي الفعال أمرا بالغ الأهمية .
القيام بمهام متعددة
واحدة من الأسباب التي تجعل العمل في مجال السياحة صعبا هو أنه يكون دائما مزدحما، وعادة ما لا يكون هناك هدوء في المكتب، وبالتالي فإن القدرة على التعامل مع المهام المتعددة وإدارة العديد من المهام في نفس الوقت ستكون مفيدة لك. وهذا يعني تعلم كيفية تحديد الأولويات وإدارة وقتك بشكل فعال. وبالإضافة إلى ذلك، ستحتاج أيضا إلى القدرة على التعامل مع الضغط والهدوء عندما يكون الفوضى حاكمة، حتى إذا كانت مجرد وظيفة جزئية أثناء دراستك. هذه هي المهارات الأساسية التي يبحث عنها بشدة في أي مكان عمل .
التحلي بأخلاقيات العمل
إذا كنت ستعمل في مجال السياحة فبغض النظر عن دورك ، عليك بذل الجهد. ربما ستظل مشغولا معظم الوقت وتعمل لفترات طويلة مقابل مكافأة ضئيلة، ويتعين عليك الحفاظ على مظهر مبهج وودود أمام العملاء .
مهارات اللغة
على الرغم من أن المهارات اللغوية ليست ضرورية بالضرورة ، إلا أنها تعتبر مكافأة كبيرة في هذا المجال لأنها تمكنك من التواصل مع مجموعة واسعة من العملاء ، وتكون مفيدة بشكل خاص إذا كنت ترغب في العمل في قطاع السياحة ، حيث تكون معرفتك باللغات ذات فائدة شخصية يومية ، كما يمكن للمهارات اللغوية أن تعود بالفائدة على حياتك المهنية على المدى الطويل أيضا ، وإذا كنت تجيد اللغة الفرنسية على سبيل المثال ، فقد تكون هناك فرص إدارية وعمليات متاحة لك على مستوى أعلى ، مثل دور التواصل مع العملاء أو إدارة العلاقات ، وفي الواقع ، تعد المهارات اللغوية ميزة إضافية في أي صناعة .
التعامل بطريقة احترافية
يعتمد معظم أصحاب العمل في قطاع الضيافة على الموظفين الذين يتعاملون مع العملاء لدعم سمعة علامتهم التجارية. لذلك، من المهم أن تظل دائما محترفا للغاية، وعادة يعني ذلك أن تبدو مرتبا وأنيقا وأن تكون في الموعد المحدد للتحولات الخاصة بك وأنك لا تقوم بفعل أي شيء لا يجب عليك فعله، مثل التدخين خارج الباب الرئيسي أو عدم غسل يديك قبل تناول الطعام. وهذا يعني أيضا الحفاظ على هدوئك وعدم التفاعل بشكل سلبي عند التعامل مع عميل غاضب، وخاصة في نهاية فترة طويلة ومتعبة .
مهارات العمل الجماعي
في صناعة السياحة، بغض النظر عن دورك، ستكون دائما واحدا فقط من كبار العاملين في مؤسسة أكبر. سواء كنت تعمل في قسم معين بالفنادق، أو في مطبخ مزدحم، أو كجزء من فريق البار، فإنك بحاجة إلى أن تكون قادرا على التعاون مع الآخرين بشكل جيد، خاصة خلال فترات الازدحام. نظرا لمعدل التغيير العالي داخل هذه الصناعة، يمكن أن يكون ذلك تحديا. يجب عليك التكيف باستمرار مع الوجوه الجديدة وبناء علاقات من الصفر. ومع ذلك، إذا لم تتعاون بسلاسة مع زملائك، فقد يؤدي ذلك إلى فشل العملية بأكملها، وهذا أمر سيء للعملاء ولصاحب العمل .
مهارات حل المشاكل
مرة أخرى هذه مهارة ذات قيمة عالية في أي صناعة خاصة في حسن السياحة ، إذ يمكن أن توفر القدرة على التفكير وحل المشكلات بسرعة الكثير من المتاعب المحتملة لنفسك، على سبيل المثال، إذا اشتكى ضيف من غرفته، يمكنك تقديم مشروبات مجانية له في البار أثناء انتظار وصول ضيف آخر، وهذا يجعل العميل سعيدا ويترك انطباعا جيدا عن الفندق ويوفر لك أي صراع محتمل. وبدلا من ذلك، إذا كان لدى العميل متطلبات غذائية محددة للغاية، فيمكنك استشارة الطاهي بالنيابة عنهم لتقديم حل بديل مخصص. وتذكر أن أسهل طريقة لإبقاء العملاء سعداء هي توفير حلول لمشاكلهم، لذلك إذا كنت سريعا وحريصا على حل المشكلات، قد تكون السياحة هي المجال المناسب لك .
ضرورة الانتباه إلى التفاصيل
على الرغم من أن انتباهك للتفاصيل الدقيقة لن يؤثر على مهنتك في صناعة السياحة، إلا أن هناك أوقات يمكن أن تكون فيها تلك التفاصيل مهمة. سواء كان اكتشاف أخطاء إدارية في مكتب الاستقبال أو ملاحظة أن عنصرا معينا في المطبخ يتجاوز مستوى الجودة المعتاد، فإنها تفاصيل صغيرة يمكن أن تحدث فارقا كبيرا. كما يمكن أن تساعدك في تطوير العلاقات مع العملاء وتوفير تجربة إيجابية بشكل عام. على سبيل المثال، قد تقترح مشروبا معينا ليتم تناوله مع الطبق، أو تتذكر كيف يحب عميل معين تحضير مشروبه، أو حتى أن تلاحظ شخصا يعاني من حمل حقائبه وتقدم له المساعدة. كل هذه التفاصيل الصغيرة قد تترك انطباعا كبيرا على الزبائن .