غرائب وعجائبمنوعات

أغرب معتقدات علمية اشتهرت في العصور الوسطى

على الرغم من أننا لا نستطيع معرفة كل شيء في العلم، والعلم نفسه لا يستطيع تفسير كل ما يحدث حولنا في الحياة، إلا أنه على الأقل يستطيع التفريق بين ما هو حقيقي وما هو خرافي. ولكن الوضع في العصور الوسطى لم يكن كذلك، حيث كانت معتقدات علماء العصور الوسطى مليئة بالخرافات. ربما لأن كل ما كانوا يمتلكونه حينها لم يؤهلهم للبحث الدقيق، ولم يكن هناك تلك التكنولوجيا والأدوات المساعدة. وكان لديهم فقط دفتر وقلم لتدوين المعلومات مع عدسة مكبرة .

أشهر الخرافات العلمية بالعصور الوسطى

نبتة الحملان

هل تصدق أن العلماء في العصور الوسطى كانوا يعتقدون أن نبتة الحملان أو شجرة الحملان هي نوع نباتي غريب ينمو في بلاد التتار ويحمل حملانا على أغصانها كالفاكهة؟ وبالطبع هذا الاعتقاد كان خاطئا تماما، حيث كان الإغريق هم الأولون الذين أشاروا إلى وجود هذه الشجرة العجيبة، وكان القول أن الحملان الصغيرة تنمو على جذع النبتة وتتصل به كالحبل السري، ثم تنزل الحملان على الأرض وتتغذى حول الشجرة بما يسمح به الجذع المرتبط بهم، وإذا لم يكن هناك طعام حولهم فإن هذه الحملان ستموت وستموت الشجرة الأم الأيضا.

أظهرت الخرائط والرسوم البيانية التي صورت شجرة الحملان في أوروبا خلال القرن الرابع عشر وجود هذه الفكرة الغريبة .

رغم أن الناس في العصور الوسطى لم يكونوا أغبياء تماما، إذ كانوا يدركون أن الحملان تولد بشكل طبيعي، إلا أن هذا العصر اشتهر بالأساطير والحديث عن المخلوقات الغريبة والأشياء الخارقة، وظل ذلك مصداقا لفترة طويلة. لذلك، نعتقد أن حكاية شجرة الحملان كانت مجرد وصف لنبات القطن في الهند. وكانت تلك الأشجار التي تنتج قطنا وصوفا مشابها لصوف الخراف، هي البذور التي أدت إلى تحويل القصة إلى ما رأيناه .

الدخان ينقذ من الغرق

بالطبع ندرك خطورة الدخان على صحة الإنسان اليوم، إلا أن في العصور الوسطى، بالتحديد في القرن الثامن عشر، كان الدخان يستخدم في إسعاف الغرقى، حيث كان يتم إدخال أنبوب تبغ مستقيم في الفم ونفخه باستخدام منفاخ تبغ لزيادة قوة التنفس من خلال الرئتين.

في الماضي، كانت الجدران المعوية تمرر الدخان من الشرج مباشرة إلى الدم والقلب والرئتين، وربما كانت هذه الفكرة هي الأساس لصنع حقن شرجية، ولكنها خطرة جدا لأنها تدفع النيكوتين مباشرة إلى الجهاز الدوراني والتنفسي .

نظرية أرسطو عن الأشياء الحية

كان أرسطو فيلسوفا كبيرا ورجلا ذكيا، ولكنه كان يؤمن ببعض الأفكار الغريبة، فقد اعتقد أن الأشياء الحية يمكن أن تنشأ من الأشياء غير الحية، وقد بنى نظريته الغريبة هذه على عدة أمثلة وأشياء لاحظها، حيث لاحظ أن الفئران تنشأ من مخازن الحبوب، وأن الديدان أو اليرقات تنشأ من الجسم الميت، وأن النباتات الحية تنشأ من البذور، ولكن لا يمكن الجزم بصحة نظريته بالطبع.

ومع ذلك، يمكننا القول أن بعض الكائنات الحية الوحيدة الخلية ظهرت أولاً على سطح الأرض، مثل البكتيريا، وبعد ذلك ظهرت الحياة المتعددة الخلايا .

مرض الملك تشارلز الثاني وعلاجه

استيقظ ملك إنجلترا “تشارلز الثاني” في يوم مرضي، وطلب طبيبه الخاص للحضور وعلاجه على الفور، حيث قام الطبيب بشق الوريد في ذراعه الأيسر وجمع الدم الملكي في حوض.

ثم قام أطباء الملك بإعطاء الملك تشارلز مشروبات كيماوية ومعادن مثل الأنتيمون الشديد السمية، وقاموا بإعطائه الكثير من الحقن الشرجية، واستكمالا لهذا الغباء وهذه المهزلة الطبية قاموا بتقديم شراب للملك في جمجمة بشرية، وجعلوه يأكل حصوة من معدة ماعز، ووضعوا بعض فضلات الحمام على قدمه، وبالطبع لن يكون من الغريب أو المفاجئ أن نقول أن الملك تشارلز الثاني توفى بعد ذلك مباشرة .

كانت هذه الممارسات الطبية الغريبة معروفة في العصور الوسطى، ولكنها فشلت تمامًا، إلى جانب كونها مخيفة ومروعة. ولكن السؤال الهام الآن هو: هل سيكون بإمكان الناس في المستقبل النظر إلى العلاج الكيميائي والقول إنه كان علاجًا خاطئًا ومرعبًا أيضًا؟

أسطورة الرحم المتنقل

كان الاعتقاد بأن الرحم المنزلق هو سبب العديد من أمراض النساء، وقد بدأ هذا الاعتقاد في اليونان القديمة، واستمر في النصوص الطبية اليونانية والطب الأوروبي لعدة قرون، وأفلاطون وصف هذه النظرية أيضا بعد وصفها “أبقراط” لنظرية الرحم المتحرك التي وضعها الطبيب الكابادوكي الشهير أريتاوس في القرن الثاني الميلادي .

هذا الاعتقاد ينتمي إلى المعتقدات الخاصة بالثقافة اليونانية القديمة، حيث كانوا يعتقدون أن الرحم يتحرك بحرية مثل حركة الحيوان داخل الحيوان، وكانوا يعتقدون أن حركة الرحم هذه تؤدي إلى الضغط على الأعصاب والشرايين والأعضاء الأخرى، مما يؤدي إلى ظهور أعراض المرض، وبالتالي تسبب هذه الحالة في ظهور العديد من الأمراض مثل الاختناق والنعاس والصداع ومشاكل الركبة والدوار وفقدان النطق ومشاكل أوردة الأنف وعدم انتظام ضربات القلب وحرقة القلب والوفاة .

وتعلم الأطباء في أوروبا خلال العصور الوسطى أن الهستيريا يسببها الرحم المتنقل للكثير من النساء، وازداد الفهم للتشريح بعد اختراع المجهر في القرن السابع عشر، وتطورت فكرة البحوث الخلوية في القرن التاسع عشر، ولكن فكرة أن المرأة هي كائن هش ومعرض للهستيريا والجنون فقد فقدت مصداقيتها في الطب الحديث .

الأرواح الشريرة سبب لكل الأمراض

كانت معظم الشعوب القديمة، وخاصة البابليين القدماء قبل ظهور نظرية الجراثيم، يؤمنون بعقيدة غريبة جدا، وهي وجود أرواح شريرة مسببة للأمراض المزمنة والمشاكل الصحية، وكانوا يبحثون عن علاج لمنع وجود هذه الأرواح الشريرة وترويعها وابعادها، كما كان الناس في هذا الوقت يعتقدون، على سبيل المثال، أن الشخص الذي يصر على أن يحك أسنانه أثناء النوم، ويتسبب ذلك في شعوره بالألم والتعب عند الاستيقاظ، فهذا يدل على وجود شبح لأحد أفراد الأسرة المتوفين، وأنه يحاول التواصل مع أسرته عن طريق استخدام الشخص النائم .

اخترعوا علاجًا غريبًا لهذه الحالة، حيث تشير النصوص القديمة إلى أن العلاج الأكثر فعالية لمثل هذه الحالات هو أن ينام المريض بجانب جمجمة بشرية لمدة أسبوع، ولتعزيز فعالية الدواء، يُنصح بلعق وتقبيل الجمجمة يوميًا لمدة أسبوع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى