اسلاميات

أعظم اسباب تكفير الذنوب

أسباب أعظم مكفرات الذنوب

أعلم الله تعالى عن نفسه بأنه “غافر الذنب” ومن أسماءه الحسنى هو “الغفور الرحيم”. وقد قال تعالى: “إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء” (سورة النساء: 116)، وقال أيضا: “يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم، لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفور الرحيم”. ولا يوجد شخص في هذه الحياة دون أن يرتكب أخطاء، ولكن هناك درجات للأخطاء، وإرتكاب الذنوب ليس عيبا، ولكن العيب هو التمادي فيها وعدم الإعتراف بها والتوبة منها، وتشير نصوص الكتاب والسنة إلى أنه يمكن محو عقوبة الذنوب عن العبد من خلال عدة أسباب، منها

  • التوبة

فالتوبة والرجوع إلى الله تذهب السيئات، حيث قال تعالى في كتابه العظيم: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ* وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ” (الزمر: 53-54)، وقال تعالى: “أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ” (التوبة: 104)، وقال سبحانه: “وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ” (الشورى: 25).

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يقول: `لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون ثم يستغفرون فيغفر الله لهم`.

  • الأعمال الصالحة والحسنات  

كما قال تعالى: قال الله تعالى في القرآن الكريم “إن الحسنات يذهبن السيئات” (هود: 114)، وقال صلى الله عليه وسلم “الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر“، وقال “من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”، وقال “من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه”، وقال “اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن”، فجميع هذه الأعمال الصالحة يتم محو الذنوب السابقة عند تطبيقها وتنفيذها.

  • الدافع لعقاب الله

على سبيل المثال، يدعو المؤمنون لزميلهم المؤمن، مثل صلاتهم على جنائزه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون إلا شفعوا فيه”، وقال ابن عباس: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يموت أي رجل مسلم إلا ويشيّع جنازته أربعون رجلًا لا يشركون بالله شيئًا، إذا شفع الله فيهم لصاحب الجنازة”، وقد رويا ذلك في صحيح مسلم.

  • شفاعة النبي (ص)

شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الذنوب يوم القيامة، حسبما ورد في أحاديث الشفاعة، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: `اخترت بين الشفاعة وأن يدخل نصف أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة`.

  • المصائب

وهي كل ما يحل بالشخص من قلق أو حزن أو سوء في الأمور المادية أو الأبناء وغيرها، وهي ليست بفعل العبد، فهذا النوع من الصعاب يعتبر تكفيرا للخطايا في الدنيا، كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين، حيث قال: `ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن ولا غم ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه`، وعندما نزل قوله تعالى: `من يعمل سوءا يجز به` (النساء: 123).

  • التوحيد

التكفير عن الذنوب والمعاصي من فضائل التوحيد، وهو من أعظم الأسباب التي جعلها الله

  • يستفيد الميت من الأعمال الصالحة مثل الصدقة وغيرها، وذلك وفقًا لما ذُكر في الكتاب والسنة الصحيحة، وينفعه العتق والحج. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين أنه قال: `من مات وعليه صيام صام عنه وليه`.
  • رحمة الله وعفوه ومغفرته لا تأتي بسبب من العباد، فالله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء سبحانه.
  • تجعل الفتنة والضغطة والروعة التي يحصل في القبر من المصائب التي تكفر بها الخطايا.
  • أهوال يوم القيامة وكربها وشدائدها.

هل التوبة النصوح تمحو كل السيئات

نعم، التوبة الصادقة تمحو جميع الذنوب، فهي كفارة لأي ذنوب وسيئات بينك وبين الله عز وجل. وزيادة الأعمال الصالحة تزيل السيئات، وذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم الأشخاص الذين ارتكبوا أعظم الكبائر مثل الشرك والقتل والزنا، ووعد بأن يحول سيئاتهم إلى حسنات إذا تابوا بتوبة صادقة وآمنوا وعملوا الأعمال الصالحة. قال الله سبحانه وتعالى: `والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون. ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا`. [الفرقان: 68-71].

دعاء التكفير عن الذنب

لا يوجد أحد في هذه الحياة خاليا من الأخطاء، ولكن الأخطاء تختلف في درجتها، والإقدام على الخطايا ليس عيبا، ولكن العيب هو التمادي فيها وعدم الاعتراف بها والتوبة منها. وإن الله يحب العبد التائب الذي يرجع عن ذنوبه ويتوب إلى الله بتوبة صادقة ويكفر عن ذنوبه بعدة طرق، منها الدعاء، وأحد أفضل أدعية التكفير عن الذنوب هو

  • «اللهمَّ اغفرْ لي خطيئَتي وجَهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلمُ به مني، اللهمَّ اغفِرْ لي جَدِّي وهَزْلي، وخَطئي وعمْدي، وكلُّ ذلك عندي، اللهمَّ اغفرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، وما أنت أعلمُ به مني، أنت المُقَدِّمُ وأنت المُؤخِّرُ، وأنت على كلِّ شيءٍ قديرٌ».
  • «اللهم، إليك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، ومنك نشأت، ومعك نازعت، وإليك حكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت».

مكفرات الذنوب

هناك عدة أعمال صالحة تكفر ارتكاب الذنوب، حيث قال تعالى: “إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا* وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا”، ومن أهم الأعمال الصالحة التي تُمحي الذنوب:

  • توحيد الله والإيمان به.
  • العمل الصالح.
  • اجتناب كبائر الذنوب.
  • التوبة النصوح.
  • الاستغفار.
  • الوضوء.
  • الصدقات.
  • الصلاة.
  • صلاة الجمعة.
  • الحج والعمرة.
  • صوم شهر رمضان.
  • الجهاد في سبيل الله.

هل يقبل الله توبة من ارتكب أعظم الكبائر

يتساءل الكثيرون عن توبة الله، هل يقبل الله سبحانه وتعالى التوبة حتى لو ارتكب الشخص العديد من الأخطاء والذنوب المتكررة، مثل ارتكاب فاحشة الزنا؟ الإجابة هي نعم، إن شاء الله، فإن كانت التوبة صادقة وتستوفي شروطها، مثل التخلص من الذنب والندم وعدم العودة لارتكابه مرة أخرى. فقد قال تعالى: `قل يا عبادي الذين أسرفوا علىٰ أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ۚ إن الله يغفر الذنوب جميعا ۚ إنه هو الغفور الرحيم` {الزمر: 53}.

وذكر في الصحيحين من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: “أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ كَانُوا قَدْ قَتَلُوا وَأَكْثَرُوا، وَزَنَوْا وَأَكْثَرُوا، فَأَتَوْا مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: إِنَّ الَّذِي تَقُولُ وَتَدْعُو إِلَيْهِ لَحَسَنٌ، لَوْ تُخْبِرُنَا أَنَّ لِمَا عَمِلْنَا كَفَّارَةً، فَنَزَلَ: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالحَقِّ، وَلاَ يَزْنُونَ} [الفرقان:68]، وَنَزَلَتْ: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ، لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر:53].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى