أشهر تلاميذ الإمام أحمد بن حنبل
من هو الإمام أحمد بن حنبل
الإمام أحمد بن حنبل، وهو أحد العلماء البارزين في الإسلام، ولقب بشيخ الإسلام، كان مشهورا بمعرفته في العلوم الإسلامية، وكان إماما في الفقه والحديث. وهو مؤسس إحدى المذاهب الأربعة في الفقه الشرعي الإسلامي، ولد في عام 164 هـ الموافق لعام 781 م، وترعرع في بغداد. توفي والده وهو صغير في سن الثلاثين، ولذلك نشأ الإمام أحمد يتيما، وهذا هو السبب وراء تعلمه الاعتماد على النفس منذ الصغر.
أحمد بن حنبل كان مؤسسًا لإحدى المذاهب الرئيسية الأربعة في الفقه السني، وقد طور الفقه وكان خبيرًا في دراسة الأحاديث الشفوية الإسلامية (أقوال – أحاديث)، وظل مشهورًا بمعتقداته، واستمر في الدفاع عنها بطوليّة، على الرغم من الضغوط التي تعرض لها من الخليفة الذي حاول فرض أفكاره الفلسفية على الإسلام.
أرسل الخليفة العباسي المتوكل، الذي كان من أشد المعجبين بالإمام أحمد بن حنبل، هدايا غنية له ذات مرة، بما في ذلك مبلغا كبيرا من المال، وأخبره أن الهدية مؤكدة وأنه إذا رفضها، فلن يكون هناك نقص في الأشخاص الذين سيستخدمونها، ومع ذلك، رفض أحمد دخول أي جزء من الهدية إلى منزله، وقام بتوزيعها كلها على الفقراء والمحتاجين، ولم يأخذ شيئا لنفسه أو لعائلته.
هكذا كان أحمد بن حنبل نموذج الشجاعة والصدق الذي لم يكترث إلا قليلاً بالرفاهية والكماليات التي قد يشتريها المال، ما يقدمه الخليفة لم يكن يغري به، ومع ذلك لم يفكر في منع أخذ مثل هذه الهدية، سأله ابنه ذات مرة عما إذا كان بإمكانه عرض الحج باستخدام الأموال التي حصل عليها من الخليفة، أجاب بأنه يستطيع ذلك، لأنها أموال تم الحصول عليها من مصدر شرعي موضحًا أنه لن يأخذها بنفسه لأنه يرغب في الحفاظ على مستوى النقاء الذي لم يفرضه على أي شخص آخر.
على الرغم من أن اسم أحمد كان من أكثر الأسماء شيوعا في تاريخ الإسلام وفي جميع أنحاء العالم الإسلامي، فإنه عندما يتم ذكره بمفرده في أي عمل علمي من الحديث أو الفقه، فلا يوجد حرج في أن يكون المرجع هو أحمد بن حنبل، الذي كان مؤسس المدرسة الفكرية الرابعة. ومع ذلك، يتم الترتيب فقط على أساس التسلسل الزمني، إذ ولد بن حنبل عام 164 هـ الموافق لعام 781 م، وهذا يعني أن ولادته حدثت بعد وفاة أبي حنيفة بـ 14 سنة وقبل وفاة مالك بـ 15 سنة، ولم يلتق الاثنان. وكان بن حنبل من تلاميذ الشافعي، وكان يحترمه ويقدره تقديرا كبيرا.
كان جده حاكما في بلاد فارس، وعلى الرغم من أن العائلة كانت عربية بحتة، إلا أنهم عاشوا في بلاد فارس لعدة سنوات، مما جعل بعض أفراد العائلة يجدون اللغة الفارسية أسهل في التحدث بها بدلا من العربية، وكان أحمد نفسه يتحدث الفارسية، وهو الذي أظهر ميولا قوية للدراسة والتعلم، واشتهر بلقب “الشاب التقي” بين العلماء، وفي شيخوخته كان عالما بارعا يتحمل العذاب والمشقة بسبب معتقداته.
نسب الإمام بن حنبل
اسمه هو أحمد بن محمد بن حنبل، ويلقب بأبي عبد الله الشيباني، وهو من أصل بغدادي. كان جده الإمام أحمد بن حنبل، ووالده محمد كان جنديا في الجيش العباسي بخراسان، وكان جده يحكم سرخس في العصر الأموي. ينتمي الإمام أحمد لقبيلة بني شيبان المشهورة بالشجاعة والفروسية، وترجع نسبه إلى نزار بن معد بن عدنان من عشيرة بني بكر بن وائل التي ينتسب إليها النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وأمه صفية بنت ميمونة من عشيرة بني عمير، والد الإمام أحمد بن حنبل.
دراسة الإمام أحمد بن حنبل
درس الإمام أحمد بشكل مكثف في بغداد، وبعد إنهاء تعليمه الابتدائي، بدأ الإمام في حضور دروس تعليمية على مستوى أعلى في التربية الإسلامية عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، ثم بدأ في التركيز على دراسة الحديث في العام 179 هـ (795 م).
بدأ بن حنبل في تعلم الفقه من قبل العالم المشهور أبو يوسف، وهو تلميذ معروف وصاحب الإمام أبي حنيفة، ثم بقي تلميذا لهشيم بن بشير حتى وفاته في سنة 183 هـ (799 م)، وعلم بوفاة الإمام مالك أثناء دراسته، ثم ذهب إلى الكوفة حيث اشتهر كمرجع في روايات هشيم بن بشير، وحفظ جميع كتب الإمام وكي بن الجراح وتعلم منه، واعتمد الإمام أحمد على الشريعة الإسلامية من الإمام الشافعي.
بدأ الإمام أحمد بالسفر عبر العراق وسوريا والجزيرة العربية لجمع الأحاديث، وخلال سفره كتب ما يقرب من 300 ألف حديث، ودرس الأحاديث النبوية من أكثر من 280 عالما منهم:
- أبو يوسف.
- الإمام الشافعي.
- هشيم بن بشير.
- إبراهيم بن سعد.
من هم أشهر تلاميذ الإمام أحمد بن حنبل
لم يستغرق الكثير من الوقت حتى أصبح الإمام أحمد مشهورا على نطاق واسع، وبدأ المزيد من الناس في أن يصبحوا تلاميذ له. أحب الناس تعاليمه لأنه كان يمتلك معرفة واسعة بالإسلام، وتم اعتباره رجلا تقيا للغاية. توجد قصص عن الإمام أحمد بن حنبل توضح ذلك، ولم يدخر جهدا في السعي وراء المعرفة ونشرها.
كما روى الإمام الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء أن ستة وستين شخصاً تعلموا مختلف الشرائع والفقه والأحاديث والفتاوى وغيرها من المعارف الإسلامية عن الإمام أحمد وغيره، وذكر الإمام الذهبي أيضاً أن هناك أكثر من خمسين من كبار طلاب الإمام الذين كتبوا العديد من الفتاوى حول قضايا مختلفة من الإمام أحمد، ومن أبرز تلاميذه:
- ابنه صالح بن أحمد بن حنبل وهو أكبر أولاده وقد اهتم بنقل فقه أبيه ومسائله.
- ابن أحمد بن حنبل، عبد الله، قام بنقل الحديث والفقه عن أبيه.
- أبو بكر الأثرم أحمد بن محمد بن هانئ، وهو أحد ناقلي روايات الإمام أحمد.
- أبو بكر المروذي، أحمد بن محمد بن الحجاج.
- إبراهيم بن إسحاق الحربي.
- أبو الحسن علي بن محمد الماوردي.
- أبو داود سليمان.
احترام بن حنبل للعلماء
يحظى الإمام أحمد بن حنبل بتقدير كبير لعلماء الدين وخاصة علماء الحديث الشريف، ويتضح احترامه للعلماء من خلال أقواله كما يلي: `من أعطى علماء الحديث مكانة عالية، فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم يعظمه، ومن انتقص من قدرهم فليس له قيمة في نظر نبي الله صلى الله عليه وسلم، لأن علماء الحديث هم الأكثر علما بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم`.
رأي علماء الإسلام في بن حنبل
- قال الإمام علي بن المديني: بالفعل، أعان الله هذا الدين بأبي بكر الصديق (رضي الله عنه)، وكذلك بأحمد بن حنبل في يوم محاكم التفتيش (المحنة).
- قال الإمام الشافعي عنه: قال الإمام الشافعي: `تركت بغداد ولم أترك ورائي أحدًا أكثر فضلًا وعلمًا ومعرفةً من أحمد بن حنبل`.
- قال يحيى بن معين: الناس لا يريدون منا أن نصبح مثل أحمد بن حنبل، لا والله! نحن لسنا بقدر قوته ولسنا بقدر قوته في الالتزام بطريقته.
- قال الماوردي: قلت لأحمد: كيف حالك هذا الصباح؟ فأجاب: كيف يكون من يطلب ربه أن يقوم بالواجبات ورسوله صلى الله عليه وسلم يطالبه بالسنة ويطالب الملكان بإصلاح طرقه ونفسه النفس والأنا، تطالبه باتباع أهوائها وإبليس (الشيطان) يطالبه بارتكاب الفاحشة وملاك الموت يراقب وينتظر أن يأخذ روحه وأعوانه يطالبونه بالإنفاق على نفقتهم؟.
- قال عبدالملك الميموني: قال الشيخ الألباني: “لم أر أحدًا أفضل من أحمد بن حنبل، فهو من العلماء الذين يحترمون حدود الله وسنة نبيه، وإذا تبينت صحة الحديث، فلم أر أحدًا أكثر منه حرصًا على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
- قال قتيبة بن سعيد: عند وفاة الثوري، ماتت التقوى، ومات الشافعي، ماتت السنة، وعند وفاة أحمد، ظهرت البدعة.” (نقلا عن الإمام النووي).
وفاة الإمام بن حنبل
توفي الإمام أحمد بن حنبل في يوم الجمعة 12 ربيع الأول 241 هـ (857 م) في بغداد، العراق بعد مرض قصير استمر لمدة 9 أيام، وتم دفنه أيضا في بغداد (وفقا لأبو الحسن المروذي). حضر صلاة الجنازة حوالي مليون شخص، من بينهم 60,000 امرأة. يذكر أيضا أن 20,000 مسيحي ويهودي اعتنقوا الإسلام في يوم جنازة الإمام بن حنبل.