احكام اسلاميةاسلاميات

الحكمة من مشروعية صلاة الجنازة

ينتهي عمر الإنسان المحدد له من قبل الله سبحانه وتعالى، وعندما يرحل الإنسان عن الحياة، يتم تجهيز الميت للقاء ربه. حيث يتم تنظيف جسده بالماء والصابون لتنقيته من الشوائب، ثم يلف بكفن أبيض ويحمل على الأكتاف لإقامة صلاة الجنازة. وتعتبر صلاة الجنازة من الشعائر الهامة التي شرعها الله والتي تحمل الكثير من الفوائد للميت. ومن أهم الأمور التي يصلها الميت بعد موته هي الدعاء، ومن المهم جدا أن يدرك الأهل قيمة الدعاء للميت، ولذلك يجب قراءة دعاء للميت مؤثر جدا .

جدول المحتويات

كيف تقام صلاة الجنازة

يتم إقامة صلاة الجنازة بعد تنظيف جثمان الميت وتجهيزه للصلاة، وتتطلب الطهارة للمصلين، وهي واجب كفاية. تبدأ الصلاة بالتكبير برفع اليدين، ثم يتلى الفاتحة وما يسهل من الآيات، ثم يتم التكبير مرة أخرى ويصلى على النبي محمد بالصيغة الإبراهيمية، وهي “اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.” ثم يتم التكبير للمرة الثالثة ويدعى للميت بعد ذلك.

ويتم فيما بعد التكبيرة الرابعة والوقوف قليلًا للدعاء ، ثم يتم التسليم تسليمة واحدة عن اليمين ، ويجوز أن يتم التسليم عن اليمين وعن اليسار ، ومن الجدير بالذكر أن هناك خلاف بين العلماء في كيفية الوقوف عند الميت وفي الأذكار التي تقال بعد كل تكبيرة ، ولكن لا خلاف في أصل الصلاة نفسها ، ولكن الأرجح مما ورد في السنة أن يقوم الإمام بالوقوف حذاء رأس الرجل ؛ بينما يكون حذاء وسط المرأة ، وتجوز صلاة الجنازة للنساء مثل الرجال .

الحكمة من مشروعية صلاة الجنازة

شرع الله تعالى صلاة الجنازة على الميت لطلب المغفرة له، حيث أن جثته هامدة وعاجزة عن فعل أي شيء، ولذلك يصلي ويدعو للميت كرحمة من الله تعالى به. وهذا يجعل الأخوة الإيمانية يتوددون إلى الله تعالى بأن يرحم الميت ويغفر له ذنوبه ويدخله فسيح جناته. كما أن حكمة تغسيل الميت ودفنه تتجلى في إظهار كرامة الإنسان الذي كرمه الله تعالى في حياته وبعد مماته.

وتظهر حكمة مشروعية صلاة الجنازة أيضًا في أداء حق الميت من خلال الصلاة والدعاء ، والاهتمام بأهله ومواساتهم وجبر خاطرهم والتخفيف عنهم لأن مصيبة الموت عظيمة حينما تحل بالأهل والأحباب ، وبذلك يقوم المصلون بتحصيل الأجر للميت والاعتبار من هذا المشهد الذي يبدو فيه الإنسان وكأنه لم يكن ، وبذلك يتذكر الإنسان الآخرة ، ومن الجدير بالذكر أن جمهور العلماء اتفقوا بأن صلاة الجنازة لا تُصلى على شهيد المعركة ، وذهب البعض إلى أنها مشروعة ولكنها غير واجبة ، وذلك لأن الشهيد عند الله حي يُرزق كما ذكر القرآن الكريم.

فضل صلاة الجنازة

من التقاليد السنية أن يقوم المسلم بمتابعة الجنازة بإيمان واحتساب حتى يتم إقامة الصلاة، ثم يتم دفن الميت. وقد تم تشريع متابعة الجنازة إلى المقابر للرجال وليس النساء. وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من تابع جنازة مسلم بإيمان واحتساب، وكان معه حتى يصلى عليها ويتم دفنها، فإنه يعود بأجرين، وكل أجرة تعادل أجر أحد، ومن صلى عليها ثم تراجع قبل دفنها، فإنه يعود بأجر.” وقد روي أيضا عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنه ليس لرجل مسلم يموت، فيقوم أربعون رجلا للصلاة عليه لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى