ادبروايات

أشهر ” الروايات المغربية ” على الساحة الأدبية

أشهر ” الروايات المغربية “

من المعروف أن قراءة الروايات والقصص تستحوذ على نصيب الأسد عند محبي وعشاق القراءة، وذلك لعدة أسباب من أبرزها أنها تخلق بعد إنساني عند القارئ خاصة مع أتقان الحبكة الدرامية في بعض الروايات، وإذا كنت من بين عشاق أعمال وروايات أدباء المغرب فإليك قائمة بأشهر الروايات المغربية على الساحة الأدبية وهي:

الموريسكي

جاءت رواية الموريسكي بقلم المؤلف حسن عارفيد، وهو سياسي ومؤلف ومؤرخ مغربي يتقن اللغتين العربية والفرنسية ويكتب بهما، ومن مواليد 1962، عدد صفحاتها 254 صفحة، كتب المؤلف الرواية باللغة الفرنسية، وترجمها إلى العربية المؤلف والروائي المغربي عبد الكريم الجويطي، ونشرها المركز الثقافي العربي، وهي واحدة ضمن قائمة تضم روايات مغربية مشهورة.

يحكي الكاتب قصة تاريخية مستوحاة من حياة أحمد شهاب الدين أفوقاي، وتقع أحداث القصة في الفترة التاريخية بين 1597 و 1642، حيث يصف شهاب الدين محنة الموريسكيين وتغير حياتهم بعد سقوط الأندلس “غرناطة حاليا” في أيدي النصارى الذين خانوا المسلمين وكسروا العهد. وبدأوا في استجوابهم ومعاملتهم بوحشية، حيث اضطر شعب الأندلس لترك دينهم الإسلامي والانتقال إلى المسيحية. كما هدموا مساجدهم وحولوها إلى كنائس وفرضوا عليهم شرب الخمر والإفطار خلال شهر رمضان، وحظروا عليهم ارتداء الحجاب والملابس الإسلامية.

شهاب الدين هو واحد من الموريسكيين الذين قرروا الهجرة إلى المغرب بعد فقدانهم لأثمن ممتلكاتهم في إسبانيا، وفي الجزء الثاني من الرواية يروي المؤلف تفاصيل رحلة شهاب الدين ومعاناته مع الغربة وكيفية نجاحه في إعادة بناء هويته حتى أصبح كاتبا للسلطان أحمد المنصور الذهبي في السعدي، ويروي في هذا الجزء جميع التحديات التي واجهها.

الخبز الحافي

تمت ترجمتها لأول مرة من قبل المؤلف الإنجليزي بول بولز في عام 1972، ثم طُبعت باللغة العربية بعد عشر سنوات من قبل دار العاصقي للنشر، وتمت مصادرتها ومنعت من النشر والتوزيع حتى عام 2000، وهي واحدة من روايات عربية تستحق القراءة.

اختار المؤلف محمد شكري لروايته اسم `الخبر الحافي`، وذلك في إشارة إلى الجوع والحاجة والألم، وفيما يتعلق بالبنية السردية للرواية، فإن الراوي هو المؤلف نفسه الذي التزم بحيادية في سرد الواقع، فكتب الرواية وكأنه شاهد على الأحداث بدون تلوينها أو تحريفها.

وجاءت هذه الرواية كسيرة ذاتية لمحمد شكري، ويتحدث الكاتب في روايته عن قصة حياة طفل عاش في أسرة تخضع لسيطرة الوالد الظالم الذي قتل ابنه لمجرد أنه كان يبكي من الجوع والألم، ونتيجة لذلك كان هناك رد فعل من هذا الشاب اتجاه نظام أسرته وسيطرة والده، وبدأ يشعر بالكراهية تجاه الأب.

كان بطل الفيلم يعاني من الأمية والفقر والتهميش الثقافي والاجتماعي حتى سن العشرين، ويتحدث عن الدمار والفقر والجهل الذي شهدته بلاد المغرب تحت حكم الاستعمار الفرنسي والإسباني في ذلك الوقت.

وقد كان السحر يلعب دورًا فاعلًا في حياة الناس في ذلك الوقت، حيث قامت والدة البطل بأداء طقوس غريبة لإخراج زوجها من السجن، مثل وضع الشموع على قبور القديسين، وشرب الدم للدواء، وفي إحدى مراحل حياته، يهرب بطل الرواية من الريف إلى طنجة، ويغرق في حياة بلا أي التزامات أو قيود أخلاقية.

وبعد دخول البطل السجن أعجب ببيت شعري للشاعر أبي القاسم الشابي، وأثار هذا البيت الفضول المعرفي لدى البطل، وتعلم القراءة في سن العشرين ليصبح مدرسًا، وتمكن محمد شكري من مشاركة تفاصيل حياته مع القارئ، حيث تبدأ الرواية بطفل يصرخ في خيبة أمل وجوع وألم، وتنتهي به الحياة كمدرس في أرقى أشكال العطاء.

الحي الخلفي

هي إحدى روايات محمد زفزاف، وهي رواية اجتماعية قصيرة، وتصنف ضمن الروايات الملتزمة بفضح الواقع الاجتماعي وكشف مظاهر الفساد فيه، ولذلك تدور أحداث الرواية في حي صفيحي يعاني من التخلف الاجتماعي والاقتصادي والتهميش، حيث يتفشى الاتجار بالمخدرات وتهريبها وغيرها من الأعمال الغير مشروعة، وتسرد قصص أناس يعيشون في هذه العوالم المربكة، في حالة يرثى لها بسبب الفقر والخطر.

ويختتم المؤلف الرواية بالكشف تناقضات المجتمع، حيث هناك طبقة فقيرة مضطهدة اجتماعيًا واقتصاديًا، والطبقة الغنية التي تمتلك لها القوة والسيطرة، كما أن هناك مجموعة من المثقفين مثل الصحفيين والكتاب الذين يكتبون عن هذه الأحياء ويصفون ما تعانيه من حرمان، رغم أن البعض ينكر المبادئ تحت ضغط الإغراءات والمال.

من أشهر ” الروايات المغربية “

هناك العديد من الروايات المغربية الشهيرة التي يفضلها قطاع كبير من القراء في المغرب خاصة والوطن العربي بشكل عام، مثل روايات ليلى ابو زيد، وعدة روايات رومانسية تستحق القراءة، وإليك مجموعة جديدة من الروايات المغربية الشهيرة في الساحة الادبية، وهي:

قوس قزم

تأخذنا هذه الرواية التي نشرها الشاعر والكاتب المغربي العياشي ثابث في عام 2006 إلى الأحداث والأحلام والطموحات في التسعينيات، حيث انتشر حلم جميل بين الناس بأن الخلاص والنجاح سيكونان هناك وراء البحر مهما كان ثمن ذلك.

قرر بطل الرواية ركوب قارب الموت مع مجموعة من ثلاثين شخصًا، بينهم رجال ونساء مغاربة وأفارقة، وليس لديهم ظروف مشتركة أو تشابه في أي شيء إلا الألم والمعاناة والهدف المشترك في النجاح والخلاص.

سلم الجميع أمرهم لصاحب القارب وقبطانه، الذي هو بدوره خبير في تجارة البشر، وتتبع الرواية أحداثًا متسارعة وتفاصيل الحياة المؤقتة للمسافرين على متن القارب، والتي تحيط بها مجموعة من الظلمات، بما في ذلك ظلمة البحر وظلمة الليل وظلمة النفوس.

فيما يتعلق بالمساحات في الرواية، فإنها تندمج بين البحر والقرية والمدينة لتشكل المكان الحقيقي والخيالي للمهاجرين، حيث تتميز الشخصيات العديدة والمتناقضة في هذه الرواية بسمة واحدة وهي الإحباط.

أصبح القارب صورة مصغرة لعالمنا المرعب بكل تفاصيله، وأبرز ضحاياه هم النساء، ولكن الأمل ما زال موجوداً، طالما أن هناك حياة أو حتى شوق لها، حيث يحلم الناجون بغدٍ أفضل وعودتهم إلى عائلاتهم الذين عانوا من فقدانهم وانقطاع أخبارهم، ويتخيلون عودة الأبطال، أو عودة الأمل إلى حياتهم.

سبع ليال وثمانية أيام

صدرت هذه الرواية بقلم سعيد بنسعيد العلوي، وطبعها  المركز الثقافي العربي عام 2017، وهناك عدة مداخل لقراءة نص الرواية، ويصعب التمييز بين الأوقات، حيث اختار المؤلف السرد من خلال مشاهد مختلفة، في محاكاة لشخصية ابن بطوطة التي ترسم خط قصته مرتكزة على رحلته الكتابية، فتناول أحداث روايته بالاعتماد على الأساليب القصصية في أدب الرحلات لمدة ثمانية أيام.

وفي اليومِ الأولِ من القصة، نجد الروائي يبحثُ عن الشخصيةِ “المبهجة” أو “القلبِ السعيد” أو الشخصيةِ المباركةِ، الذي تفوحُ منها رائحةُ “المسكِ وعودِ القماري، والتي ستتدخلُ لتتغلَّبَ على الصعابِ التي تواجهُها.

من خلال إبراز الشخصية التي يبحث عنها الراوي، ينقلنا من مكان إلى آخر لمدة ثمانية أيام في هذه القصة
يبدأ المسير من ربع الشيخ أبي عبدالله المرشدي، ثم ينتقل إلى زاوية الشيخ دادا أمير علي، وبعدها يتجه إلى ربع الشيخ الأحمر، ثم يتوجه نحو جبل بشاي، حيث يقع “أطا” أو ما يسمى بـ “أبو الأولياء”، وتنتهي رحلته عند مولاي الزبير بن أحمد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى