من هو محمد زفزاف
ينتمي محمد زفزاف للأدب المغربي العربي، وهو شاعر وروائي ولد في سوق الأربعاء الغربي عام 1945. وقد ترجمت مؤلفاته إلى العديد من اللغات، ولقب بـ “شاعر الرواية المغربية” بسبب طلاقته في الكلمة وقوته في الأسلوب، ولأنه كتب روايات رومانسية ممتعة للقراءة. يناقش زفزاف بطلاقة وقوة القضايا الشائكة في المجتمع من أجل التطور والبناء، وقد أدهش النقاد والقراء بمؤلفاته العديدة.
اشهر روايات لمحمد زفزاف
المرأة و الوردة
تدور الرواية حول صراع بين الفضيلة الكامنة في القلب، والشهوات التي أتاحتها بلاد الغرب، إذ أن البطل محمد شاب نشأ في أسرة فقيرة، في بلد عربي، ثم أتاحت له القدر فرصة السفر التي يحلم بها كل الشباب في سنه، وخياله يتوقع له الحياة السعيدة، حيث يبدأ كل شيء في طنجة، المحطة السابقة للوصول إلى إسبانيا، ويستقر فيها، لم يتوقع محمد الفساد عند وصوله إلى إسبانيا، بل تبدأ ملامح الحياة الغربية في التسلل إلى الشاب العربي الذي حرم من جميع الأمور التي اشتاق لها هناك، حيث يتورط مع تلك العاهرة الساحرة التي ألقت به في الضلال، ويتورط أيضا مع جورج وصديقه الفرنسي الذي جعلوه مدمنا على المخدرات، ويستمر الأمر على هذا النحو حتى تنتهي الرواية وهو يتساءل عن نفسه “من أي نوع أكون”، هل أنا من الشرق بعاداته وتقاليده وفضيلته، أم أنني أنتمي إلى الغرب بشهواته ودوره المنحرف.
أفواه واسعه
أحد الروايات الفلسفية ذات الأبعاد الفكرية المنطقية، انتهج فيها محمد زفزاف انتقاد كل شيء حتى نفسه، حيث كان يرى أن كل شيء قد كتب، وقد شيء قد قيل، وما على الإنسان إلا أن يفتح فمه للأكل والشرب فقط، وأن يترك كل فرد الأخر في شأنه، ولكن قال ذلك بطريقة فلسفية، فقد شعر من يقرأ إنه لا يفهم ما يقول الكاتب، في حين إنه أدرك كل شيء، وقد شرح المنطق بالا منطق، فاعتبرت تلك الرواية بمثابة تحفة روائية لا مثيل لها، كما أن تلك الرواية كانت في الحقيقة نقد للأوضاع السياسية والاجتماعية، حيث عمد زفزاف على أن لا يطلق اسم على أي من الشخصيات في الرواية، لكي يعمم كل الشخصيات، لتتشابه مع الناس الحقيقية في المجتمع.
ناقش محمد زفزاف مسائل اجتماعية متعددة، مثل الزواج، من خلال رغبة والدة بطل الرواية في اختيار عروس لابنه، وناقش فكرة الأشخاص ذوي الأفواه الكبيرة الذين يتدخلون في حياة الآخرين ويتحدثون في أمور لا تعنيهم. كما رسخ أفكارا مهمة وحدد مبادئ كبيرة من خلال روايته، ووضح ما يرغب في توصيله للجمهور قائلا: `أنا لست كاتبا، بل أنا مجرد إنسان يحاول أن يعطي انطباعا عن هذا العالم، تماما كما فعل الآخرون في إعطاء انطباعاتهم، وكما سيفعل الآخرون في المستقبل القريب أو البعيد.
الحي الخلفي
تعتبر تلك أخر رواية نشرت للكاتب والروائي محمد زفزاف، وكانت ختامها مسك، في عام 1922، وضع المعلم أخر خط ذهبي في مشواره الفني، فدارت الرواية في أعماق المجتمع، لكشف حقيقته، ويوضح العيوب الكامنة فيه، لم يكن زفزاف من الكتاب المجاملين لأنفسهم وأوطانهم رغم حبه الشديد له، بل كان يحبه من خلال محاربة الفساد والظلم والعادات والتقاليد الفاسدة التي لا طائل منها، وظهر ذلك في كتاباتهن فكان دوماً يظهر بشكل المحب الحزين الذي يريد أن يرى وطنه أفضل الأوطان، فنادق تجارة المخدرات والفساد وعدم المساواة وسوء الأحوال الاقتصادية والاجتماعية.
الأقوى
يوجد روايات عربية تستحق القراءة كثيرا، حيث أن الأدباء العرب قد أبدعوا في صياغة أفكارهم وكتاباتهم التي يعتبرها الكثيرون من أفضل ما يمكن قراءته، وربما كان الكاتب زفزاف يهدف من كتابته للرواية إلى إصلاح المجتمع والتعبير عن مواضيع شتى تتعلق بالفساد والظلم والمشاكل الاجتماعية، وتدور الرواية حول قصة شخص عادي يجد نفسه ضعيفا أمام الفساد والسلطة والمال الذين يسيطرون على الحياة، وتظهر الرواية بوضوح الاختلاف الواضح في المواقف والحقوق بين الأغنياء والفقراء.
قبور في الماء
تدور الرواية في أجواء حزينة، إذ تصف ببساطة حال شبابٍ غرقوا في مركبٍ لرجلٍ غير مسؤول ولم يقدر قيمة الروح والحياة، حيث كانت قبورهم في آمالهم في المياه التي غرقوا فيها وزهق شبابهم هدرًا، ويظهر تربص زفزاف بالسلطة الفاسدة، حيث تحميه أمواله ومعارفه.
الشجرة المقدسة
ناقش محمد زفزاف بشكل رائع، الجهل والتخلف وانتشار الخرافات والمعتقدات الجاهلة غير العلمية واللا منطقية. تدور الرواية حول الصراع الذي ينشأ بين الفرد الواعي الذي يمتلك المعرفة، وبين المعتقدات الجماعية السطحية، حيث يحاول الفرد محاربة تلك المعتقدات والتخلص منها. استعرض الكاتب في روايته المجتمع الغربي كنموذج للتقدم والوعي، وعرض بأسلوبه السلس كيف يمكن للشخص أن يعيش في أوروبا ويظل ملتزما بمبادئ الدين الإسلامي. حيث يمكن للفرد أن يجمع بين الثقافة والدين، على الرغم من الصراع الدائم بينهما، إذ يحث الدين الفرد على التعلم والثقافة والقراءة والابتعاد عن الخرافات والعادات السلبية.
الثعلب الذي يظهر ويختفي
نشرت هذه الرواية في نهاية الثمانينيات، وتدور حول التخلف والتأخير الذي يسيطر على البلاد، في حين يتقدم الغرب ويسابق الزمن، ونحن نعاني دائما من البطء والعجز، والبطل الرئيسي في الرواية اسمه علي، يطمح إلى مستقبل أفضل، حيث يأمل أن تتمكن الأجيال القادمة من دفع عجلة التقدم، والتخلص من الشتات والحروب والحصار، ويدعو الكاتب إلى الانفتاح والتطور والعمل من أجل الوطن والأبناء، ويطمح إلى مستقبل أفضل.
محاولة عيش
تعود رواية زفزاف إلى داخل أحد بيوت المغرب، حيث يصف حالة الأسرة المنفصلة بسبب الاهمال من قبل الأب الذي انشغل عن أسرته، والأطفال الذين يعانون من الضياع والألم، حيث لا يعرفون الأمان الذي يوفره الأب ولا الحنان الذي تفتقده الأم التي اشتغلت بها المال عن أبنائها. يحاولون العيش في بيئة لا تناسب طفولتهم، حيث يعمل الأطفال ويتحملون معاناة منذ صغرهم لإرضاء والدين غير مسؤولين، مما يؤدي إلى تشتت الأبناء والانجراف في حياتهم بأي شكل يشاء.
غجر في الغابة
غجر في الغابة، مجموعة قصصية مميزة، تعتبر من أعظم مؤلفات محمد زفزاف، الذي حاول أن يبرز فيها حال الشخص الذي سأم الحياة وروتين العيش المتكرر، كما وصف كيف يمكن للشخص أن يعيش في زيف طوال الوقت، حيث يرتدي قناع لا يمثله، وهو في الحقيقة يشعر بالاغتراب بينه وبين ذاته، تتضمن الرواية أسلوب روائي ادبي شيق للغاية، يجعل القراء يسابقون الورق للاستمتاع بأسلوبه وأفكاره.
بيضة الديك
تحكي هذه القصة عن حال البلاد الذي أصبحت عليه بعد فترة من الزمن، من خلال شخصية جيجي التي هربت من بيت أبويها وعاشت في حياة الفساد والرذيلة في بار، وكان الشباب والبنات يعيشون في جو من الترف والرذيلة. وتتحدث القصة عن حال البلاد بعدما كانت تمتلك الذهب والفضة وعاشت في الأندلس المزدهرة، وكانت الأمور تسير بشكل جيد، ولكن الآن يعاني الناس من الفساد والرذيلة. وفي النهاية، تزوجت جيجي صاحب البار وورثت ثروته، لكنها خسرت كل شيء عندما وضعت ثروتها في يد رحالة وتركتها تذهب هباءا.
