الطبيعة

أسباب الثلوج الملونة

تؤثر الأحوال الجوية على تشكيل بلورات الثلج وتأثيرها عند سقوطها على الأرض. يمكن للثلوج أن تتساقط على شكل رقائق ثلجية متناظرة ذات ستة جوانب، أو كتل أكبر من الرقائق. وعندما تتساقط الثلوج على الأرض، قد تحمل الثلوج خصائص مختلفة تبعا لتغيرات درجات الحرارة المحلية وتأثير الرياح عليها ومدة وجودها على الأرض. فقد تكون الثلوج طازجة ومتناثرة على هيئة مسحوق، أو قد تكون هناك طبقات كثيفة من الثلوج المتقشرة التي استمرت طوال فصل الشتاء بسبب الذوبان والتجميع.

وطبيعة الثلج أن يكون أبيض اللون، وذلك في حالة أن المياه صافية، فمعظمنا يدرك أن الماء في شكله النقي، عديم اللون، وأن الشوائب مثل الطين في النهر تسمح للمياه بأخذ أشكالا أخرى متعددة، وبالمثل يمكن للثلج أن يأخذ أشكالا أخرى أيضا، وذلك يعتمد على ظروف معينة، مثل أن يأخذ لون الثلج لونا أزرق عندما يتعرض للضغط، وهذا شائع في الجليد الأزرق للأنهار الجليدية.

ربما سمعت أن الثلج يمكن أن يكون بألوان مختلفة، فهذا صحيح، فالثلوج يمكن أن تأتي باللون الأحمر أو الأخضر أو الأصفر أو البرتقالي أو البني، وهناك أنواع مختلفة من الثلوج الملونة

أسباب تغير لون الثلوج

ثلج البطيخ أو الطحالب

يعود السبب الأكثر شيوعية لظاهرة الثلج الملون إلى نمو الطحالب، وترتبط هذه الظاهرة بنوع واحد من الطحالب وهو Chlamydomonas nivalis، والذي يسمى أيضًا بثلج البطيخ الأحمر أو الأخضر.

توجد ثلوج البطيخ في مناطق جبال الألب في جميع أنحاء العالم، وفي المناطق القطبية وعلى ارتفاعات تتراوح بين 10000 و12000 قدم (3000- 300 متر)، ويمكن أن تكون هذه الثلوج خضراء أو حمراء، وتتميز برائحة حلوة تذكرنا بالبطيخ.

تحتوي الطحالب المزدهرة الباردة على الكلوروفيل الضوئي الذي يعطي اللون الأخضر، ولكنها تحتوي أيضا على صبغة كاروتينويدية حمراء ثانوية تسمى أستازانتين التي تحمي الطحالب من الضوء فوق البنفسجي، وتمتص الطاقة لإذابة الثلج وتزويد الطحالب بالماء السائل.

ثلج الطحالب الملون

بالإضافة إلى اللون الأخضر والأحمر، يمكن للطحالب أن تلون باللون الأزرق أو الأصفر أو البني، ويحصل الثلج الذي يتم تلوينه بواسطة الطحالب على لونه بعد سقوطه.

الثلج الأحمر والبرتقالي والبني

عندما يسقط الثلج، يكون البطيخ وغيره من الثلج باللون الأبيض، ولكنه يتلون باللون الأحمر أو البرتقالي أو البني بفعل نمو الطحالب. يمكن أن تكون الثلوج المتساقطة باللون الأحمر أو البرتقالي أو البني بسبب وجود الغبار أو الرمل أو الملوثات في الهواء. من أمثلة ذلك الثلج البرتقالي والأصفر الذي سقط في سيبيريا في عام 2007م.

في الوقت الذي تساقطت فيه ثلوج برتقالية كريهة الرائحة على بلدات عدة، نقلت السلطات الروسية فريقا من الخبراء الكيميائيين إلى منطقة في سيبيريا على أمل الكشف عن الغموض المحيط بالطفرة البيئية الشاذة.  

الثلج الرمادي و الأسود

الثلج الرمادي أو الأسود يمكن أن ينتج عن هطول الأمطار ، من خلال السخام أو الملوثات البترولية ، وفيها يكون الثلج دهني ، ورائحتة كريهة ، كما يميل هذا النوع من الثلج ، إلى الظهور في وقت مبكر من تساقط الثلوج ، وفي منطقة شديدة التلوث ، أو تلك التي تعرضت لانسكاب أو حادث مؤخرًا ، وقد تندمج أي مادة كيميائية في الهواء مع الثلج المتساقط ، لتصبح ملونة.

الثلوج الصفراء

يمكن أن يكون اللون الأصفر للثلج نتيجة للبول الذي يمزج مع مادة اليوريا، أو تسرب أصباغ النباتات مثل الأوراق المتساقطة، أو نمو طحالب صفراء.

حدث مثال على هذه الظاهرة في كوريا الجنوبية عندما تساقطت الثلوج في مارس عام 2006، وكانت الثلوج بلون أصفر. سبب الثلوج الصفراء كان زيادة كمية الرمال في الثلج من صحاري شمال الصين. قام القمر الصناعي Aura التابع لناسا بتوثيق الحدث وحذر مسؤولو الأرصاد الجوية الجمهور من الأخطار الموجودة في الثلج. تحذيرات العواصف الترابية الصفراء شائعة في كوريا الجنوبية، ولكن الثلوج الصفراء نادرة. 

الثلج الأزرق

عادة ما يظهر الثلج باللون الأبيض، وذلك لأن كل ندفة تحتوي على العديد من السطوح العاكسة للضوء. ومع ذلك، فإن الثلج مكون من الماء وكميات كبيرة من المياه المتجمدة، التي تكون باللون الأزرق الفاتح في الحقيقة. وبالتالي، فإن الثلج الكثير منه، وخاصة في المناطق المظللة، سيظهر باللون الأزرق.

تعد الأسباب الرئيسية لزرقة الثلج هي أن الماء يكون أزرق فيروزي اللون، ويزداد لون الجليد الأزرق مع زيادة سماكته ونقاوته، كما يحتوي الثلج الذي يظهر عادةً باللون الأبيض على العديد من فقاعات الهواء أو الشقوق أو المواد الصلبة العالقة.

 أغرب العواصف الثلجية بالعالم

عانت دول العالم عبر التاريخ من عواصف ثلجية قوية وعنيفة ومدمرة، ومن بينها نذكر:

العاصفة الثلجية الكبرى لعام 1888م

تم تسجيل وفاة أكثر من 400 شخص في شمال شرق الولايات المتحدة خلال العاصفة الثلجية الكبرى، وهذا يمثل أكبر عدد للقتلى جراء عاصفة ثلجية في تاريخ الولايات المتحدة، وقد وقعت هذه العاصفة المدمرة في 11-12 مارس 1888، وتساقطت فيها 40-50 بوصة من الثلج في كونيتيكت وماساتشوستس ونيو جيرسي ونيويورك، واندفعت الثلوج الكثيفة على المنازل والقطارات وغرقت 200 سفينة في أمواج الرياح العاتية.

العاصفة الثلجية العقابية العظمى لعام 1889م

أغلقت العاصفة العقابية الساحل الشرقي من جورجيا إلى ولاية ماين في 11 فبراير 1899م، وتسبب الطقس الشتوي في انخفاض درجات الحرارة بشكل قياسي، ولا يزال بعض هذه الآثار قائمة حتى الآن، بالإضافة إلى تساقط الثلوج بشكل قياسي، حيث بدأ تساقط الثلوج في فلوريدا وانتقل شمالا، وانخفضت درجة الحرارة بشكل كبير في واشنطن العاصمة وسجلت 20 بوصة (50 سم) في يوم واحد، وتم تسجيل 34 بوصة (86 سم) في نيو جيرسي. 

عاصفة القرن المدمرة التي اجتاحت من كوبا إلى كندا، وكانت بقوة إعصار غطى قارة بأكملها، تسببت في مقتل 310 أشخاص وتسببت بأضرار بقيمة 6.6 مليار دولار، وأدت إلى إغلاق الجنوب بشكل كامل لمدة ثلاثة أيام. وبعد أسبوع من الربيع، في 12 مارس عام 1993، تعرضت المنطقة لهجوم شديد، لكن عاصفة القرن كانت أول تنبؤ ناجح مدته خمسة أيام من قبل هيئة الأرصاد الجوية الوطنية حول شدة العاصفة، وأعلنت حالة الطوارئ في بعض المناطق قبل بدء تساقط الثلوج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى